السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رجال يونيو.. رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق يروي كيف لعبت "شادية" دورًا في بث بيان 3 يوليو وخطط الإخوان داخل ماسبيرو

المخرج شكري أبو عميرة
سياسة
المخرج شكري أبو عميرة
الإثنين 28/يونيو/2021 - 09:56 م

*التلفزيون المصري في عهد الإخوان كان في وادٍ آخر ولم يُقدم الحقيقة ولا نبض الشارع 

 

*الإعلام المصري لم يتآمر على محمد مرسي

 

*لم يتم إغلاق أي قناة فضائية خلال رئاستي لماسبيرو في عهد الإخوان

 

*كنت مسئولًا عن التلفزيون المصري ولو كُنا مُوالين لنظام الإخوان ما كانت اندلعت ثورة 30 يونيو

 

*ماسبيرو إعلام الدولة وليس إعلام النظام، ولم يكن تلفزيون الدولة مُطلقًا تابعًا لنظام

 

*كان هناك توجيه من الإخوان لقطاع الإخبار بإرسال سيارات إلى رابعة العدوية

 

لعب الإعلام دورًا كبيرًا إبان ثورة 30 يونيو ونزوح الملايين من المصريين للشوارع، مُعلنين المطالبة برحيل محمد مرسي والإخوان المسلمين عن سُدة الحكم، وكان التلفزيون المصري والقنوات الخاصة رأس حربة في معركة خاضها المصريين في مُواجهة الجماعة.

المخرج شكري أبو عميرة، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون في عهد الإخوان، لعب دورًا كبيرًا داخل أروقة ماسبيرو، وكان شاهدًا على العديد من المشاهد الخاصة، والكواليس العاصفة، إبان ثورة 30 يونيو وحتى بيان 3 يوليو بعزل محمد مرسي والحكومة، وطالته العديد من الاتهامات يرويها ويرد عليها في سلسلة “رجال يونيو” التي ينشرها “القاهرة 24”، وإلى سياق الحوار:

 

بداية كيف كانت الأجواء داخل ماسيرو مع تولي الرئيس الأسبق محمد مرسي السُلطة؟ 

في الحقيقة هذا يأخذنا إلى ذكريات ليست 30 يونيو 2013 ولكن 30 يونيو 2012، حيث أن ماسيرو بعد عام 2011 كان الشعب المصري قد فقد الثقة فيه، فبينما كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير في الشارع، كان التلفزيون المصري في وادٍ آخر، ولم يُقدم الحقيقة ولا نبض الشارع المصري، وعندما حدثت الانتخابات الرئاسية عام 2012، وفاز الدكتور محمد مرسي، قدّم التلفزيون المصري جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية، ورفض الدكتور محمد مرسي أن يُناظر الفريق أحمد شفيق، وفي هذه الفترة شعرنا بأخطاء في 2011، وأنا على اعتباري من أبناء ماسبيرو، ولكني لم أقود في هذا الوقت، إلا أن هناك اشخاص يقودون ماسبيرو وتسببوا في خطأ كبير، خاصة أننا كنا نريد أن نفعل شيئًا عام 2011، ولم نكن نُقدم أي شيء، بل كنا نجلس في منازلنا.

وفي 2012، كنا جالسين أيضا في منازلنا إلى أن توليت منصب نائب رئيس التلفزيون في بدايات 2012، ثم رئاسة التلفزيون المصري عام 2012 في عهد جماعة الإخوان المسلمين، وكان لي حديث قوي متداول في ذلك الوقت: “بأني سأعيد التلفزيون المصري إلى الشعب المصري” أثناء حكم جماعة الإخوان، والتقيت حينها وزير الإعلام، وأخبرته برغبتي في عودة التلفزيون المصري إلى رونقه المتعارف عليه “الصراحة” التي لم تكن موجودة، والحديث دائمًا عن الممنوع حتى في 2011، ودعوت جميع الأحزاب والقوى السياسية إلى التلفزيون، وأعتقد أنني كنت الرئيس الأوحد للتلفزيون، والذي سمح بوجود كل التيارات داخل مبنى ماسبيرو.

واستضفت محمود العلايلي، وهو تيار معروف، والدكتور جمال زهران، وفي نفس الوقت حمدين صباحي، كما دعوت البرادعي لكنه لم يحضر، وكنت مُصرًا على ضرورة تجمع القُوى الوطنية في ماسبيرو، وكذلك حضور الشباب إلى كافة البرامج في “استديو 10” و"استديو 2" لدرجة، أنه عقد حوار للإعلامي الكبير جمال الشاعر مع الدكتور جمال زهران، حيث قال: إنه مُنع من دخول مبنى ماسبيرو، ولكني سألته على الهواء عن المسؤول يمنعه، وأنه متواجد بالفعل داخل التلفزيون المصري، فأخبرني أن وزير الإعلام طلب منه عدم الحضور".

كما تم إجراء حوار مع مفيد فوزي، وذكر خلاله أنه مُنع من الدخول ووقف برنامجه، لكني تدخلت وأخبرته بالعودة فورا إلى التلفزيون المصري، وأن جميع ما سبق كان في الفترة من 30 يونيو 2012 إلى شهر إبريل 2013، حتى تم تعييني رئيسًا، وكنت المسئول الأول.

المخرج شكري أبو عميرة 

في فترة حكم الرئيس مرسي.. كانت هناك زيارة لأحمد عبد العزيز، مستشار الرئيس لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتسببت في أزمة.. ما السر وراء تلك الزيارة وهل خطط الاخوان للاستيلاء على مبنى ماسبيرو؟

أحمد عبد العزيز، كان دائم الاتصال بجميع قيادات ماسبيرو، بحُكم أنه المستشار الإعلامي للرئيس مرسي، ووزير الإعلام حينها صلاح عبد المقصود، وأتذكر حينها نشوب أزمة كبيرة مع أحمد عبد العزيز، عند دخوله إلى مكتبي، ليجدني استمع إلى نشرة الأخبار، فاستفسر مني حول بداية النشرة بأخبار القوات المسلحة دائمًا، وذكرت له أن رسالة الجيش قديمة جدًا في ماسبيرو، ومنذ طُفولتي أشاهدها يوم الجمعة، لكنه أكّد لي أن الخبر الأول دائمًا من رئيس الجمهورية، فأخبرته أنه منذ عام 2011 وأحمل على عاتقي، أن يكون الخبر الأول للقوات المسلحة التي حمت ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وأراد “عبدالعزيز” بعد ذلك النزول إلى قطاع الأخبار، وكان رئيسها في ذلك التوقيت، الأستاذ إبراهيم الصياد، والذي أكد أنه ستحدث أزمة كبيرة، في حال تدخّل “عبد العزيز” في قطاع الأخبار، وأخبرت صلاح عبد المقصود، أني سأستقيل وسأعرض استقالتي في ميدان التحرير لو لم يغادر أحمد عبد العزيز، مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وهو ما حدث بالفعل، بعد أن فتحنا له أحد المكاتب، ولم يذهب إلى قطاع الأخبار.

 

ماذا كان يريد أحمد عبد العزيز؟

كان يريد التدخل في شؤون القطاع، وأول مافعله أن تدخل في “راديو مصر”، لكن طيلة الوقت وحتى في عهد جماعة الإخوان، كان ماسبيرو يعمل لصالح الشعب المصري، حتى أنه طُلب مني، إيقاف مذيع ما، وأنا أجيب “حاضر وإن شاء الله”، ولا أقوم بإيقافه.

لكن تم إيقاف أحد مذيعي “راديو مصر” بقرار من الرئيس السابق، عني في رئاسة اتحاد الإذاعة، بتوصية من أحمد عبد العزيز، وأعتقد أنني أخبرت هذا المذيع في إحدى زياراتي إلى “الراديو”، بأنه سيعود إلى العمل، وفي حال كان هناك شخص لا يحظى بإعجاب الجماعة، كانوا يطالبون بإيقافه.

وأتذكر أنه يوم 28، كنت عضو مجلس إدارة المنطقة الإعلامية الحرة، التي كان يرأسها وزير الاستثمار الإخواني، وطلب وقف جميع القنوات في 30 يونيو، وسألته عن كيفية القيام بذلك، فقال لي: “أنت رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وهو يملك كثيرًا عن النايل سات، وأنا أقول لحضرتك نُريد وقف القنوات في 30 يونيو"، فأكدت له: “أنه ينبغي عليا العودة إلى قياداتي، فأخبرني بموافقة وزير الإعلام على قرار الإغلاق للقنوات الفضائية، وأننا نريد اتخاذ قرار بوقف جميع القنوات الخاصة في 30 يونيو”.

وبعد الاجتماع، أتذكر أني أجريت مُداخلة هاتفية في نشرة الأخبار، ألقيت فيها بيانًا هامًا، وأكدت خلالها أنه لن يتم إغلاق أي قناة فضائية، وأن اتحاد الإذاعة مع إرادة الشعب المصري أيا كانت، ولم يتم إغلاق أي قناة، وعندما طُلب مني تعيين أحد الأشخاص التابعين لهم في منصب رئيس “النايل سات”، أصدرت القرار بناءً على مُوافقة وزير الإعلام، كوني لا أستطيع الرفض، نظرا لأن الاتحاد يُرشح رئيس النايل سات، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي.

ثم التقيت ثروت مكي، وأخبرته أني سأرسل جواب تعيين إلى "نايل سات"، ليجيبني الأخير: “الناس كلها في إجازة صيف، وسنفعلها بعد 30 يونيو".

ماهي تفاصيل الاتصالات التي كانت تجمعك مع صلاح عبد المقصود؟

أنا كنت رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأتلقى مُكالمات من صلاح عبد المقصود، وزير إعلام الإخوان، وكان المتعارف عليه، أن رئيس اتحاد الإذاعة، عندما يتلقى اتصالًا يرد قائلًا: “حاضر أو إن شاء الله هعمل كدا”، لكني كنت أقول: “إن شاء الله، وأفعل ما يُمليه ضميري الوطني”، خاصة أني من أبناء ماسبيرو، لم أكن لأفعل شيئًا يضر قطاع ماسبيرو.

لكني تلقيت اتصالًا من عبدالمقصود، وقال لي: "استقيل وروح اقعد في ميدان التحرير"، فقلت له: "أسيب ماسبيرو لمين؟" خاصة أنه في هذه الحالة، كانوا سيديرون “ماسبيرو” بالطريقة التي يُريدونها، لكني شكلّت غُرفة عمليات مركزية برئاستي وعضوية رؤساء القطاعات، واستطعنا السيطرة على 99% من الموقف لصالح الشعب المصري.

مذيع الأخبار جورج، خرج في صباح يوم 30 يونيو، قائلًا: “أهلًا بكم في صباح ثورة الثلاثين من يونيو”، وسريعًا اتصل بي صلاح عبد المقصود، وطلب مني وقف المذيع، فأخبرته أنه تم وقفه، وبعدها علم جورج، وقابلني مع صفاء حجازي، فأخبرته أن يعود إلى منزله الآن على أن يعود للعمل في اليوم التالي، وأيضا كان هناك مذيع في الفضائية المصرية ومُعد في ذات القناة، لديهما حلقة مع قيادي سياسي إسلامي كبير، وطلب مني تسجيل الحلقة وألا تُذاع على الهواء، فطلبت منهم تسجيل الحلقة، وعُرضت على الرقابة، وتم حذف 52 دقيقة، وكان توقيعي أن تُذاع الحلقة دون العرض على أي شخص، وكانت الحلقة مع عبد المنعم أبو الفتوح، ويديرها المذيع القدير محمد الجندي.

وفي موقف آخر، كان هناك مُعد ورئيس تحرير يُدعى عبد الناصر البنا، وطلب مني وقفه، فأخبرتهم بإزالة اسمه من التتر، على أن يستمر في عمله، ويحصل على مُستحقاته المالية الكاملة.

وأتحدث هنا عن عهد كان فيه صلاح عبدالمقصود وزيرًا، وأنا لست وزيرًا، وكنت قائمًا بالأعمال في 2 يوليو إلى حين تولي الدكتورة درية شرف الدين.

 

نُسبت لك تصريحات تؤيد فيها جماعة الإخوان المسلمين؟

تم اقتصار هذه التصريحات، وانا أتكلم بصراحة مع “القاهرة 24”، ففي عهد الإخوان، كُنا نعمل مع الجماعة، حتى وزير الدفاع كان يعمل معهم أيضًا، وتم اقتضاب هذه الجُملة، فعندما أقول: “إن إنجازات الرئيس كبيرة، ولكن لا يتم تسويقها بسبب الإعلام”، فأنا أُدين نفسي، لأني كنت بمثابة (إعلام الدولة)، والموضوع ليس كذلك على الإطلاق، حيث كما قلت إن صفوت الشريف، أفضل وزير إعلام في تاريخ مصر، ولكن عندما يُنسب لي هذا الكلام لا يكون إلا من خلال حديث أُحاول خلاله إيصال رسالة تتضمن قيامي بما أريد.

المخرج شكري أبو عميرة 

إذا ماذا قلت؟

قلت إن هناك فيلمًا، يتم إعداده عن إنجازات الرئيس مرسي، وهذا الفيلم ليس لي علاقة به، حيث أن مُؤسسة الرئاسة كان لديها تلفزيون مُوازي، فمثلًا لو كنا خاضعين لسيطرتهم، هل سيُفكرون في إنشاء تلفزيون آخر بأستوديوهات أخرى، ومذيعين آخرين، وشرائط كانت تُذاع في جميع المحطات من الرئاسة مُباشرة؟

هناك حديث لعمرو الليثي، مع محمد مرسي، وصلني في الساعة الثالثة صباحًا، وكان حديثه صريحًا، وينتقد خلاله محمد مرسي، وقلت أنني لن أستطيع إذاعته، نظرًا لتأخر الوقت، وتصوير اللقاء خارج اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأنا مسئول عن التلفزيون المصري فقط، ولو كُنا مُوالين للنظام ما كانت اندلعت ثورة 30 يونيو.

 

هل وصلتك قوائم بأشخاص ممنوعون من الحديث بأي شكل في التلفزيون المصري؟

لم يتم ذلك إطلاقًا، وأنا أقنعتهم بضرورة أن يكون في التلفزيون المصري، “المعارض قبل الموافق”، من أجل أن يشاهد المواطنين، التلفزيون المصري، ودائما كنت أفعل هذا، ويُسأل في ذلك محمود العلايلي وزهران، وكل الأشخاص من التيار الليبرالي، الذين عارضوا الإخوان، وأنا عندي مذيعة شنت هجوما على وزير الإعلام في التلفزيون، هل كان هذا من الممكن أن يحدث؟، لكني لم أوقفها عن العمل، ومنحتها كامل مستحقاتها وتدعى “هناء عصا”، وأتحدى أن تكون حُولت إلى التحقيق، وهي حزينة لأني قلت عنها هذا، وأنا من جعلتها تتحدث إلى وزير الإعلام، وتسأله عن المستحقات، ولم أوقف مذيعًا عن العمل، لكني في يوم واحد يوليو ألغيت جميع التحقيقات مع المذيعين بسبب أرائهم.

 

هل تريد أن تخبرنا أن إعلام دولة كان ضد النظام؟

نحن إعلام الدولة، وليس إعلام النظام، ولم يكن تلفزيون الدولة مُطلقًا، تابعا لنظام، إلا سابقًا، لكن بعد ثورة 25 يناير، أخذنا عهدًا، أن يكون التلفزيون تابع للدولة، وليس النظام، وهناك فارق كبير بين تلفزيون “الشعب والنظام”. 

 

هل تلقيت اتصالات رئاسية؟

لا لم أتلق اتصالات من الرئيس، واتصالاتي جميعها كانت من وزير الإعلام فقط ولا نعلم شيئًا عن رئاسة الجمهورية، إلا في حال تواصلهم مع رئيس قطاع الأخبار، وحاجتهم إلى سيارة للرئيس أو أشياء أخرى، لكني أعتقد أنه كان هناك توجيه من قطاع الإخبار برغبتهم في إرسال سيارات إلى رابعة العدوية، فأخبرتهم أن يقوموا بالإرسال إلى أي مكان.

ماذا دار بينك وبين صلاح عبد المقصود فور بدء عزل مرسي؟ وماهي مطالب الإخوان آنذاك؟

لم يحدث اتصالات في 30 يونيو إطلاقًا، لأن اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أعلن أنه سيكون مع إرادة الشعب المصري، وكنا نتلقى التهاني من المواطنين في الشوارع بسبب هذا الموقف، خاصة أن التلفزيون شارك في التغطية، حتى القنوات الإقليمية التي أريد أن أُوجّه لها التحية لوقوفها في 30 يونيو، إضافة إلى أنه لم يكن هناك قناة تستطع تغطية المحافظات، وحينها قال لي صلاح عبدالمقصود: "أنا مضطر أمشي.. البركة فيك لأن مراتي تعبانة"، وكان ذلك يوم 2 يوليو.

 

هل قرار الانحياز لإرادة الشعب المصري في 28 يونيو كان قرارك الداخلي أم من جهة ما؟

أقسم بالله، لم تتدخل أي جهة في قراري، وهذا من دعاء والديي، وأنني اتخذت هذا القرار بمُفردي، وتداولت حينها إشاعة، أن الحرس الجمهوري هو من يُدير اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وهذا ليس صحيحًا على الإطلاق، فأنا كنت أقود الإعلام منذ يوم 28 يونيو، حتى وصول الدكتورة درية شرف الدين، ولا أحد يتدخل معي سواء جهات سيادية أو غيرها، لأننا تعلمنا من الدرس ليلة 25 يناير.

ولم يكن بالإمكان تكرار ما حدث في 25 يناير مجددا، حي ثكان معي في ذلك التوقيت، الأستاذ إسماعيل الششتاوي، إبراهيم الصياد، وصفاء حجازي، وجميع قطاع الأخبار، ولم أتلق تعليمات من أي فرد.

وليس لدي معلومات حول التصفية الجسدية، لكن هناك تقارير تأتي للمطالبة بوقف البعض عن العمل، ولم أكن أمتلك تلك السلطة، لكن المنطقة الإعلامية الحُرة، ومن بينهم كبار الإعلاميين، مثل أحمد موسى، كانوا يرسلون لي تقارير كثيرة جدًا لوقفه عن العمل، لكني كنت أرفض، وأتمسك بموقفي بعدم وقف أي إعلامي عن العمل.

المخرج شكري أبو عميرة 

هل تلقيت أي تهديدات؟

أنا أتركها على الله، ويوما تلو الآخر، أقول أنني قدمت إلى هذه البلد، ما يُمليه عليا ضميري، ولا أنتظر شيئًا من أحد، ولا أخاف إلا من الله، وأن قرار المنطقة الحرة برفضي وقف إعلاميين، تسبب في غضب وزير الإعلام حينذاك، وسألني عن السبب، فأخبرته أني أريد مصلحتهم، فلو فعلوا هذا، كان سيخرج نحو 100 مليون بدلًا من 10 ملايين شخص.

على سبيل المثال، محمد حسني مبارك، عندما أوقف الإنترنت، ثارت “الدنيا"، وانقلبت، وقلت هذا بصراحة، ليكون هناك حُرية كبيرة في القنوات الخاصة، التي كانت تنتقد بحرية كبيرة جدًا، وكذلك التلفزيون المصري، كان يُنتقد أيضًا، وهامش الحرية في التلفزيون المصري، كان أقل من الخارج، نظرا لعدم وجود وزير، لكن لم نتخذ قرارًا بوقف أي مذيع مُطلقًا في التلفزيون المصري، باستثناء مذيع "راديو مصر"، الذي أوقف لفترة.

 

هل طلب منك إذاعة مواد معينة اثناء ثورة 30 يونيو؟

لا.. دائمًا ما كانوا يُرددون أن فضائية 25 أفضل من التلفزيون المصري، فطلبت أن يأتوني بمظاهرات على أن أقوم بعرضها، وبالفعل قدمّنا جميع المظاهرات على الشاشة، ووفرنا كاميرات في ميدان النهضة، رابعة العدوية، التحرير، أسوان، المحلة، والمنصورة، وكنا نُقدم الجميع دون تدخل، بداية من أعداد المتظاهرين الـ 5000، مرورا بالحقائق، وأنا كنت أظهر الواقع، ونترك التقييم للمشاهد،

 

أتخيل أنك تصف لي أنهم كانوا مُستأنسين؟

لا.. أنا أقول إنه بإمكاني بث مظاهرة في أسوان من المظاهرات التابعة للإخوان، وفي نفس الوقت أقدم تظاهرات التحرير مثلًا.

 

هل كان صلاح عبد المقصود بهذا الضعف؟

لا.. كان هناك حِدة في الكلام، خاصة أنه لم يكن بمقدوره السيطرة، لكن لم تصل إلى تزوير الحقيقة، حيث أن الصورة لا تكذب. 

 

ماذا كان يريد إذن؟

كان يريد أن نبث من “قناة 25”، وهذا لم يحدث.

 

هل طُلب منك عدم بث أي تظاهرات مُعارضة لمرسي؟

لا.. وهذا هو الذكاء، فأنا عقدت اجتماعًا مع جميع رؤساء القطاعات، وهو كان متواجدًا، واتفقنا على تقديم إرادة الشعب المصري، وهم كانوا يتصورون في حالة خروج مليون معارض، سيخرج 20 مليون مؤيد، لكنهم تفاجأوا، ولم يدرسوا الأمور بشكل صحيح، لذلك عندما خرج بيان مهلة الـ48 ساعة، كان عليهم اغتنام الفرصة، لكنهم لم يفعلوا ذلك.

المخرج شكري أبو عميرة 

كيف كانت الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو؟

“مرحلة فارقة ثورة الثلاثين من يونيو”، وأعتقد أنني قدمت مؤتمرًا لحملة “تمرد” قبل 30 يونيو في الواحدة ظهرًا، وسألني كيف يفعل ماسبيرو هذا، ويقدم مٌؤتمرًا لتمرد في الواحدة ظهرًا، وفي نشرة الأخبار؟.

أعتقد أنه يوم 30 أو 29، وهي جرأة من التلفزيون المصري، وكنا على عهدنا، بعدما تعلمنا الدرس منذ 25 يناير، بأن نقف مع إرادة المصريين، وأنا كنت مُتهمًا دائمًا بانتمائي للإخوان، لكن هل من الممكن أن أكون عضوا في الوطنية للإعلام باختيار من الرئيس، وأنتمي للجماعة.. كان من الممكن أن أكون قيادة أخرى في “ماسبيرو”، وهل من الممكن أن أستمر بعد ثورة الثلاثين من يونيو؟، لقد خرجت من الخدمة بعد يوم 29 نوفمبر 2013.

 

هل تريد إقناعي أنه لم يحدث تواصل مع من يدير المشهد آنذاك؟ 

لا.. وصل إلينا مقطع فديو بعد اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع القُوى الوطنية، يتضمن أن الرئيس محمد مرسي، الرئيس الشرعي للبلاد، وأنا رفضت ووُضع في مكتبي، ولم يكن رئيسًا للجمهورية، وأنه قيل في اجتماع القوى الوطنية والسيسي، والذي شهد تعطيل العمل بالدستور، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شئون البلاد، وأن محمد مرسي لم يُصبح رئيسًا للجمهورية.

 

ماهي كواليس بيان 3 يوليو؟

سؤال هام جدًا، لأن الحقيقة لا تُقال حول هذا الأمر، لكن ما أعرفه أنني والأستاذ إبراهيم الصياد، وإسماعيل الششتاوي، والعاملين بقطاع الأخبار، كنا على اتصال دائم مع اجتماع القُوى الوطنية، وأبلغونا أن هناك بيان، وكلمة سر هي أغنية “شادية حبيبتي يامصر”.

وعلى الفور، حضر اللواء مدير الشئون المعنوية، وتمت إذاعته فورًا دون تدخل أي شخص، وترددت أقاويل حول منع بث البيان من رئيس الأمن، إلا بتوقيع شخصي لإذاعة البيان، لكن من يملك ذلك؟ لا أحد يملك “الشريط” الذي وصل إلى قطاع الأخبار، وتم وضعه في “المكينة”، وجميعًا شاهدنا البيان لأول مرة في غرفة الأخبار.

المخرج شكري أبو عميرة 

ماهي تفاصيل كلمة السر؟

تواصلنا مع القنوات الأخرى، وأبلغناهم أنه عند عرض أغنية شادية، يعني ذلك إذاعة البيان، وهذا مُدرج في كتاب إبراهيم الصياد “أيام لا تُنسى”.

 

ماذا عن سرقة الإخوان لسيارات البث في ميدان رابعة؟ وهل أنت متهم؟

لو كنت مُتهما لما تم تبرئتي في جميع التحقيقات، وأنا لا أقوم بالتوقيع على الأوراق الخاصة بسيارات البث، ولكن رئيس قطاع الأخبار، وذلك بناءً على الخطة التي أعدّها، ووافقت عليها، وبالتالي فنحن نعلم بوجود سيارات البث في رابعة، وأرسلنا سيارة لتغطية صلاة الجمعة، لكنها لم تعود، وبالتالي تم تحويل المسئول وهو رئيس الهندسة الإذاعية إلى التحقيق. 

وفي يوم 3 يوليو، وجهّت بسحب جميع السيارات من “رابعة والنهضة”، وفي نفس الليلة تم سحب السيارة من ميدان النهضة، واكتشفت أن السيارات في ميدان رابعة لم تُسحب.

وفي يوم 4 يوليو تقدمت ببلاغ إلى النائب العام، يفيد بالاستيلاء عليها، وأبلغت أنهم 3 سيارات، وتقدمت بمذكرة إلى النائب العام، ونيابة شرق، وتم التحقيق معي كمُقدم البلاغ، وليس كمُتهم، وتتبعت الرقابة الإدارية وجهات التحقيق، وعُوقب المتهم الرئيسي بالسجن، ووزير الإعلام بالسجن، بناءً على بلاغي للنائب العام لحفظ حق الدولة.

 

هل تآمر الإعلام على محمد مرسي؟

لم يحدث، وهذا ذكرته في مؤتمر اتحاد الإذاعات الأسيوية في شهر أكتوبر عام 2013، وكنت عضو مجلس إدارة، وذكروا لي أننا انقلبنا على الرئيس محمد مرسي، فذكرت أنه ليس انقلابًا، ولكن الشعب المصري انقلب على الشخص الذي اختاره، فلم يحدث انقلابًا، ووزير الدفاع حينها عبدالفتاح السيسي، منحهم فرصة العمر في بيان الـ48 ساعة، لكنهم لم يستغلوها.

تابع مواقعنا