الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أول دراسة عربية لحركة النشر بالوطن العربي: عدم الاعتراف بالصناعة أبرز التحديات

محمد رشاد
ثقافة
محمد رشاد
الإثنين 28/يونيو/2021 - 11:12 ص

يصدر اتحاد الناشرين العرب أول دراسة حول حركة النشر في الوطن العربي ترصد التحديات التي تواجه صناعة النشر والمعاناة التي يعانيها الناشر العربي، كما أوضحت أن غياب الأدلة السياحية من خريطة العديد من دور النشر العربية إشكالية كبرى.

وصرح محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب: إن إدراك اتحاد الناشرين العرب لأزمة صناعة النشر العربية، جعله يسعى سعيًّا حثيثًا نحو التعامل مع هذه الظاهرة، خاصة بعد الأزمات الأخيرة التي أثرت سلبا على الصناعة، فاضطر العديد من الناشرين إما إلى تخفيض عدد الإصدارات السنوية أو تخفيض عدد العاملين في دار النشر، أو التوقف بصورة مؤقتة زاد هذا من تفاقم معاناة الناشرين التي بدأت من سنوات، كما تم إلغاء أو تأجيل العديد من معارض الكتب العربية وقد كانت متنفسا هاما لتوزيع الكتاب، فقدها الناشرون.

وأضاف: ما نقدمه اليوم هو دراسة عن حالة النشر في المنطقة العربية عن السنوات من 2015 إلى 2019، کاشفا لمدى معاناة الناشرين من التزوير والقرصنة، ليس على صعيد المزور والمقرصن المحدود القدرات فحسب، بل أيضا على صعيد الشركات الدولية الكبرى، فقد تفاقمت هذه الظاهرة وأصبحت كارثة تدمر صناعة النشر العربي. لقد نشط اتحاد الناشرين العرب في مواجهة العديد من الصعوبات، وكانت سلسلة الندوات مع مدراء معارض الكتب العربية إحدى الوسائل ذات الفاعلية في تذليل العديد من المعوقات.

تظهر الدراسة أن أولى تحديات حركة النشر العربية، هي عدم الاعتراف بالنشر كصناعة في ظل قوانین تتعامل مع الصناعة بوصفها منتج ملموس، هذا المنتج إما أن يكون غذاء ملابس / أدوات/ مركبات وغيرها من المنتجات الملموسة، لكن الكتاب أيضا مادة ملموسة، لكنه لا ينتج إلا في دار نشر، تتلقى أو تخطط لتلقي منتج إبداعي في المجالات كافة، لتقديمه ثم تحريره ثم تصحيحه لغويا ثم تنتجه على الحاسب الآلي في هيئة كتاب، ثم طبعه أو طرحه على شبكات الإنترنت رقميا، ليخرج لنا هذا المنتج مارا بمراحل متعددة، هي ما يمكن أن نسميه خط إنتاج الكتاب، كم من يد عاملة شاركت في إنتاج الكتاب.

وأضافت الدراسة أن أي كتاب مر على الأقل على 6 من المتخصصين لضبطه وإخراجه، ناهيك عن طباعته، لذا فإن عدم الاعتداد بالكتاب وصناعته، مثل قصورا في العقود الماضية عن فهم آليات الإنتاج المعرفي.

 

وشددت الدراسة على أن عملية النشر صناعة ثقيلة، مركبة، عميقة، بعيدة التأثير، واسعة المجال، بالتالي نستطيع أن ندرك لماذا هناك قصور في التعامل مع هذه الصناعة الصعبة. صناعة ثقيلة: لأنها تضم أطرافا متعددة وتحتاج لتجهيزات قد يستغرق إنتاج الوحدة منها (الكتاب) عاما وليس يوما أو ساعة أو دقيقة صناعة مركبة: التباين أطرافها من حيث التخصصات بدءا من مدير الإنتاج (النشر) إلى المصحح اللغوي إلى الإخراج الفني إلى الطباعة، إلى صناعة الورق والأحبار، أو منتجي البرمجيات ومفعليها إلى المسوقين، حتى يصل هذا الإنتاج إلى المستهلك، هذا دون إضافة المؤلف صاحب الفكر والعلم، إما أن يكون فردا أو عدة أفراد. صناعة عميقة: لأنها تتطلب فكرا وعلما، هذا الفكر والعلم لا بد أن يكون في كل وحدة منتجة على حدة (كتاب) مختلف يطرح الجديد عن كل ما سبقه من كتب، فالمنتجات هنا ليست تكرارية، بل إن كل كتاب له موضوع قائم بذاته، 

وأوضحت الدراسة: من هنا فإن التنوع هو سمة هذه الصناعة، وعند إنتاج أي كتاب فإنه يطبع منه كمية يدفع بها الناشر ويحاول أن يقنع القارئ لكي يستحوذ على نسخة من كل كتاب، وبالتالي تأتي مرحلة التسويق الكتاب. 

جدول حول الدراسة

وكشفت الدراسة أن الاتجاه العام هو النمو المتزايد في حركة نشر الرواية المطبوعة، هذا الاتجاه يشهد نموا مطردا في السنوات الأخيرة خاصة منذ العام 2006 إلى الآن، ولعل فن الرواية هو المحفز الأقوى حاليا لاستمرارية حراك النشر العربي، فالأجيال الجديدة التي اعتادت على الدردشة على شبكة الإنترنت تعتبر الرواية عالما آخر موازیا من الحكايات يجذبهم، كما جاء انتقال بعض المتفاعلين على شبكة الإنترنت من هذا الفضاء إلى الكتاب الورقي بكتاباتهم إلى الدفع لعالم الكتاب الورقي بأجيال جديدة على غرار ما يحدث في مطبوعات بمعرض الكويت الدولي للكتاب ومعرض الشارقة ومعرض الرياض، لكن هذا الاتجاه نراه في مصر أيضا في عدد من دور النشر التي اتجهت لهذا المنحني، ويبقى السؤال الأصعب؟ هل لهذا النمط من مستقبل؟ في حقيقة الأمر إن هذا النوع من الأدب هو أدب وقتي يختفي كتابه مع الزمن، هذا ما يذكرنا بظواهر أدبية صاحبت صعود نجيب محفوظ وأدبه، فاختفت هذه الظواهر وبقي أدب نجيب محفوظ، وقد أدركت بعض دور النشر هذا الأمر، فنظمت ورشا متخصصة في الكتابة الإبداعية، أفرزت نتائج إيجابية. 

وأكدت الدراسة: في مجالات النشر العام، هناك ازدهار نسبي خاصة في أدب السيرة الذاتية الذي ينحو نحو نوع من الحكي حول ما دار في عالم السياسة، مع تصاعد وتيرة الأحداث السياسية في الوطن العربي والحنين إلى القادة السابقين في بعض الدول، وتظل السياسة وموضوعاتها تشد القراء مع إيقاعها المتسارع، لكن تبقى الفلسفة هي الإبداع الذي ما زال بكرا في الوطن العربي، ومن المتوقع أن يجذب المزيد من القراء في ظل أزمات: الهوية، المستقبل، الصراعات العرقية والدينية، فضلا عن الكتب الاجتماعية والتاريخية بدعوى الحنين إلى الماضي، في حين يظل الكتاب الديني محققا أو مؤلفا منافسا يزاحم الرواية على مكانتها في تصدر محتوى النشر العربي.

ووأوضحت الدراسة أن غياب الأدلة السياحية من خريطة العديد من دور النشر العربية إشكالية كبرى، خاصة أنها طوق النجاة لحركة النشر العربية فيما عدا المغرب وبصورة نسبية مصر وتونس، لا تساهم دور النشر العربية في إنتاج أدلة سياحية وما يصاحبها من منتجات مطبوعة للسياح، بلغات متعددة مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والصينية وغيرها، هذا ما يعني ضرورة إعداد ورش كتابة هذه الأدلة التي لها مواصفات محددة، كما أن الأدلة تعتمد على سوق توزيع كبير، فضلا عن تنوع في العديد من البلدان التي تعد حركة السياحة بها أساسية على غرار دبي التي تنتج أيضا أدلة بعدد من اللغات بصورة جيدة. إن الاتجاه العام دوليا في حراك النشر يقودنا إلى انتهاء عصر الموسوعات التي تطلق حاليا رقميا، بإمكانيات بحث عالية وسريعة، على غرار الموسوعة البريطانية، هذا ما أدركته العديد من المواقع العربية كموقع الوراق الإماراتي الذي يضم أكثر من ألف كتاب من أمهات الكتب التراثية في الأدب والشعر واللغة العربية ويتيح القراءة مجانا مع محرك البحث النصي، وكذلك العديد من المواقع، إذا لم يعد من المجدي طبع تفسير ابن كثير، أو فتح الباري بشرح صحيح البخاري أو تاريخ الطبري وغيرها من المجلدات، هذا ما سيوجه رأس المال الذي كان يض في الموسوعات الفضاءات جديدة في عالم النشر. تضمنت الدراسة جداول تكشف بالتفصيل حركة النشر في الوطن العربي ككل، وفي كل دولة على حدة، وضمت جداول تكشف حركة الترجمة بالأرقام، وكذلك طبيعة المضمون المنشور، ولأول مرة دراسة بالأرقام المعارض الكتب العربية.

تابع مواقعنا