التاريخ المُعلن لعفاريت علاء حسانين

قد يكون الكثير من المصريين فاجأهم خبر القبض علي عضو مجلس النواب السابق ووكيل لجنة الشئون الدينية والمرشح الحالي على إحدى الدوائر المؤجلة بالمنيا علاء حسانين، وبحوزته أكثر من 200 قطعة أثرية ومعه تشكيل عصابي كامل متخصص في البحث والتنقيب والتهريب (العملية على المفتاح).
ولكن كثيرون أيضا خاصة في أوساط السياسيين والصحفيين يعرفون تاريخ نائب الآثار والعفاريت، وتاريخه بل وكتبت الصحف موضوعات ومقالات عن علاء حسانين ولعبة العفاريت التي أجادها.. والأكثر من ذلك أن له تجارب مصورة في اللعب مع العفاريت، وبعض هذه التجارب صورت داخل مؤسسات صحفية من باب الجري وراء كل غريب وتسليط الضوء عليه عبر وسائل الإعلام.

 
وقد يستغرب البعض أن موضوع التنقيب عن الآثار والاتجار فيها التصق أيضا بعلاء حسانين  وقالته الصحافة تلميحا وتصريحا من قبل، وقت أن كان صاحب سطوة ونفوذ.

 
نائب العفاريت من بقايا الحزب الوطني وغرائبه وطرائفه، خاصة فيما يتعلق بنوابه وكبار سياسييه.
جميعنا يتذكر نواب سميحة والفضيحة المدوية التي شهدتها مصر علي خلفية هذه التسمية.
وسميحة لمن لا يذكر هي إحدى الساقطات التي اتهمت هؤلاء النواب بعدم دفع مقابل متعتهم الحرام. 
كان هناك أيضا ما يسمى بنواب النقوط والنائب الصايع وغيرهم من النماذج التي يعد علاء حسانين واحدًا من إنتاجهم، وفرز هذا العصر. 
 

نائب العفاريت لم يصله درس ثورتين قامتا في مصر وجاء من الماضي محملا بأوزاره مستمرا في طريقه دون أن يكلف خاطره حتي التطهر المؤقت وغسل ما تبقى له من سمعة بل وتمادى بغير حصانة في النبش في مقابر الفراعنة بطول الصعيد وعرضها بحثا عن ثراء جديد يضاف إلى ما أخذه من قبل بحصانته وعلاقاته المتشابكة مع قيادات الدولة في عهد مبارك.

 
الحقيقة أن زعيم تشكيل البحث عن الآثار لا يمثل نفسه وإنما هو جزء من تيار فساد لم تقض عليه ثورات، ولا محاكمات، وهذا التيار في الغالب يمثل الصف الثاني من فاسدين تسربوا ويحاولون العودة إلي المشهد في مصر بممارسة نفس الطرق القديمة التي أساءت لنظام سياسي كامل في عهد مبارك. 
يجب أن يتم الالتفات إلى هؤلاء وألاعيبهم والوقوف ضد إعادة سيرتهم الأولى من النهب والحث والاتجار في كل المحرمات. 
التاريخ المعلن لعلاء حسانين يجعلنا نسلط الضوء على تاريخ هؤلاء الذين ينتشرون الآن كالنمل الأبيض يأكلون الأخضر واليابس وقد يتسللون إلى الإنجازات التي تحققت وتتحقق لإفشالها وإفسادها، ولنا في نائب الحزب الوطني السابق عبرة.