ذَاتُكِ.. شعر محمد أحمد أمان
إنِّي لِذَاتِكِ عاشقٌ ومطيعُ * إنَّ المطيعَ لمنْ أحبَّ سميعُ
رُحْمَاكِ رُوحِي بالفؤادِ فإنّهُ * من فيضِ عشقٍ في هواكِ صريعُ
قد صار حُبُّكِ بالفؤادِ يُدِيرُهُ * في أبحرٍ فيها الأمانُ يضيعُ
ما كان ظَنَّي أنْ أخوضَ بأبْحُرٍ * فيها هواكِ مُحَصَّنٌ ومنيعُ
ما كنتُ أحْسَبُ في هواكِ منازلًا * أرقى إليها والمُقَامُ رفيعُ
منْ مَنْبَعِ الأنوارِ تَخْرُجُ وَرْدَةٌ * بَدْرًا تَعَالَى والهواءُ وديعُ
قَبَسٌ منَ الأنوارِ يأتي باعثًا * أملًا تَلألأ فالزّمانُ ربيعُ
أمَّا المكانُ فأنتِ زهرةُ حُسْنِهِ * عِطْرٌ يَفُوحُ فَتَسْتَفِيقُ رُبُوعُ
تنسابُ في أُنْسِ اللقاءِ مشاعرٌ * والليلُ يسري والكلامُ بديعُ
والشعرُ في نَيْلِ الوِصَالِ وَسِيلَتِي * والشعرُ في مَدْحِ الحبيبِ شَفِيعُ
والشِّعْرُ يخطو نَحْوَ أنْجُمِكِ التي * تُصْغِي إليهِ بلهفةٍ وتُذِيعُ
والكونُ يسمعُ ما تَبُثُّ نجومُها * في سَيْرِها بِيَ والمَسَارُ سريعُ
ما كان منكِ منَ الحديثِ أثارَني * شَجَنًا تَهَادى أتْبَعَتْهُ دُمُوعُ
فَتَأَلَّمَتْ نَفْسِي وَزَادَتْ حَسْرَتِي * قَدَرٌ أصابكِ ما لَهُ مَدْفُوعُ
صَبَرًا على قَدَرٍ يَهُدُّ جبالَهَا * والقلبُ يصْبِرُ والصُّدُورُ دُرُوعُ
كَرْبٌ سَيَمْضِي لا محالةَ راحلًا * إنْ كُنْتِ واثِقَةً وكان شُرُوعُ
لا تَيْأَسِي فَالرّوحُ يَقْتُلُهَا الأَسَى * إنْ كُنْتِ ذَاهِلَةً وكان خُضَوعُ
روحِي فِدَاؤكِ لا تخافِي ضَيْعَةً * منْ أجْلِ عَيْنِكِ أفْتَدِي وأبِيعُ
فالرّوحُ أُطْلِقُها لأجْلكِ في المَدَى * تُصْغِي لِقَوْلِكِ أَنْجُمٌ وجُمُوعُ
أرجو رِضَاءَكِ في الحياةِ وإنَّنِي * بِرِضَاكِ تَسْمُو مُهْجَتِي وتُشِيعُ
إنَّ الحبيبَ أَمَدَّني بِرِضَائهِ * وأنا المُحِبُّ بما أُتِيتُ قَنُوعُ
هاتِي يَمِينَكِ في يَمِينِي واكْتُبِي * إنِّي أُحِبُّكَ والهوى مَطْبُوعُ
لا تَخْجَلِي منْ حُبِّنَا أبَدًا ولا * تَخْشِي مَلَامًا فالحسودُ وَضِيعُ
فالحُبُّ ليس جريرَةً في دينِنا * كَلَّا ولا فِيمَا مَضَى مَمْنُوعُ
والحُبُّ أَجْمَلُ واحةٍ لقلوبِنا * بالحبِّ قالَ محمّدٌ ويَسُوعُ