في ذكرى وفاة رؤوف عباس حامد.. حكاية مؤرخ باللون المصري
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يونيو عام 2008م، المؤرخ المصري الكبير رؤوف عباس حامد، الذي ولد عام 1939م، تعلم في الكُتّاب القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة السيدة حنيفة السلحدار شبرا، لكنه ظل بها عامًا واحدًا لينتقل بعدها إلى طوخ مع عائلته.
التحق هناك بالمدرسة حتى نُقل والده إلى قرية طنوب بالمنوفية فالتحق بمدرسة الشهداء فيها، تخرج من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1961م، بتقدير جيد، ثم حصل على الماجستير في التاريخ الحديث عام 1966م بتقدير ممتاز، وبعدها الدكتوراه مع مرتبة الشرف عام 1977م وكان عنون أطروحته "الملكيات الزراعية الكبيرة في مصر".
مر المؤرخ بالعديد من المتاعب في حياته، خاصة فترة مراهقته ويحكي في مذكراته عن حادث مر به، حينما سقط من الطابق الثاني ويقول عنها: "ظل صوت ارتطام رأسه بالأرض يدوي في أذنيه عدة سنوات وظل لمدة سنتين بعد الحادث يهب من نومه مذعورا يبكي لساعات ويذكر أن الجدة وجيرانها ترددوا به على عدد من المشايخ كان آخرهم مشهور، صنع له حجابا ظل معلقا في رقبته عامين، ولم يعد يستيقظ بعدها مذعورا"، أصيب بكسر في الفم أيضا مما نتج عنه وجود عاهة لازمته طوال حياته.
صدر له أكثر من 20 مؤلفًا، من أشهر مؤلفاته مذكرات محمد فريد والذي يتحدث فيه عن تحضيرات الحركة الوطنية لصد الاحتلال البريطاني، وهو مأخوذ عن مخطوط خطه محمد فريد سماه تاريخ مصر من 1891 مسيحية، دون فيه الأحداث التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة التاريخية الهامة حتى عام 1897، ومن اشهر اعماله أيضا مذكراته والتي حكي فيها عن حياته الصعبة وما واجهه من معاناة طوال فترة نشأته من فقره وكثرة تنقلاته وتعثراته في الحياة.
من مؤلفاته أيضًا الحركة العمالية في مصر، والحركة العمالية المصرية في ضوء الوثائق البريطانية، والمجتمع الياباني في عصر ما يجي، والحركة الشيوعية المصرية، وكبار الملاك والفلاحين في مصر، حصل على العديد من الجوائز، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزة الدولة التقديرية عام 2000م.
