الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"هي أشياءُ لا تُشترى".. مرض صارعه أمل وانهزم

أمل دنقل
ثقافة
أمل دنقل
الخميس 24/يونيو/2021 - 04:51 م

بعد تسعة أشهر فقط من زواج الشاعر الكبير أمل دنقل من الكاتبة الصحفية عبلة الرويني، لم يتسنَ له أن يملأ قلبه بفرحة الحياة الجديدة، وجاءت صدمته الكبرى، حيث تم كشف مرض أمل بالسرطان، ذلك المرض اللعين الذي داوم على إسقاط كل شجرة يحتلها ورقةً ورقة.

كان أمل يملك صبر وعزيمة أهل الصعيد، موطنه ومكان نشأته وتكوينه، خضع حينها لعملية استئصال ورمه الخبيث، ونجحت بالفعل ولاح نورٌ جديد، لكن تأتي الرياح بما لا يشتهي أمل، وبعد خمس أشهر فقط يأتي الزائر اللعين من جديد، لكن تلك المرة كان قد احتل كامل جسده، على إثر ذلك تم نقل أمل إلى المعهد القومي للأورام.

قضى أمل نحو عام ونصف العام في المعهد القومي للأورام، تحديدًا في الطابق السابع غرفة رقم "8" وبها سطر أمل آخر ما كتب خط معظمه على علب الثقاب، حملت قصائده في ذلك الديوان الأمل واليأس، والصبر والاستسلام، في قصيدته "ضد من" التي يصف غرفة العمليات وطاقم المشفى الذي كان حوله، يصف فيها أيضًا نظرات الأصدقاء له عند زيارته يقول:
"بين لونين: استقبل الأصدقاء
الذين يرون سريري قبرا
وحياتي.. دهرا" 

وفي قصيدته "السرير" تجده ينظر إلى نفسه بيأس شديد، يراها كالجماد بلا روح يقول فيها: 
"هذا السرير
ظنَّنِي مثله،
فاقد الروح
فالتصقت بي أضلاعه
والجماد يضم الجماد ليحميه من مواجهةِ الناس" 

وفي "زهور" يصف حالته المؤلمة ويشبهها بالطور الأخير للورود وهو "الذبول" حيث يقول:
"كُل باقة
بين إغماءةٍ وإفاقة،
تتنفس مثلي بالكاد ثانية ثانية" 
وفي "لعبة النهاية" يرسم النهاية ويُقرر الرضا والاستسلام لذلك الضيف الوشيك، الذي سيصطحبه بعيدًا،
"أمس: فاجأته بجوار سريري
ممسكًا بيد كوب ماء
ويد بحبوب الدواء
فتناولتها 
كان مبتسمًا
وأنا كنت مستسلمًا
لمصيري!" 
وفي صباح يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م، رحل أمل، بعد عمر قصير أنتج فيه قصائد من أجود ما أُنتج في العصر الحديث، وسيبقى صوته يهدر في أذن الملايين جيلًا بعد جيل، فَهل حقًا انتصر الألم، أمل عاش أمل؟

تابع مواقعنا