المخرجة رُبي عطية عن فيلم "بيت اتنين ثلاتة": محاولة لاستعادة طفولتي
قالت المخرجة اللبنانية رُبي عطية إنها صورت فيلمها "بيت اتنين تلاتة" أثناء علاج والدتها من مرض السرطان، عقب رجوعها من باريس، واستغرق تصوير الفيلم 4 سنوات.
ووصفت المخرجة الفيلم بأنه محاولة لاستعادة طفولتها وتصورها الأول للعالم والشخصيات المحيطة: هذا التصور الذي انكسر بعد مرحلة الاجتياح الإسرائيلي في الثمانينات من القرن الماضي، ومن ثم صحونا على عالم استهلاكي يفكك ما تبقى من إحساس الجماعة.
وأضافت ربى عطية عقب عرض فيلمها "بيت اتنين تلاتة" في مهرجان الإسماعيلية السينمائي: الهزيمة جعلت جيلي يتمسك بفقاعة حياة استهلاكية دون تضحيات كبرى وخسارات ودون تهجير مثلما فعل أهالينا.
وفي الفيلم حاولت المخرجة أن تسلط الضوء على حياة والدتها والصراع النفسي الداخلي الذي سببه التهجير، والانفصال عن الجماعة، والوحدة والغربة.
وقد أدار الندوة التي أعقبت عرض الفيلم بمهرجان الإسماعيلية الناقد محمد سيد عبد الرحيم، الذي تساءل عن سبب تقديم الوالدة بمعزل عن شخصيتها العامة، حيث قالت عطية إن الفيلم لم يخرج عن منظوره الذاتي المستبطن في ذاكرة المخرجة الحميمة عن أمها.
وأشاد الحضور بحجم وقوة العاطفة الحاضرة في الصمت وبحضور المكان الأول، وتمحور الحوار في جزء كبير منه حول مفهوم الزمن في الفيلم، والذي علق أحد النقاد الحاضرين بأنه نجح بأن يكون زمنا مضارعا مستمرا رغم تنقله بين أزمنة عدة.
وأوضحت المخرجة أثناء الندوة إنه كانت حريصة على أن تصور فيلم عن علاقتها بأمها، والمعركة المستمرة بين الاستكانة والأمان العائلي ومحاولة إيجاد بيت لا نتركه، وبين الصراعات التي تفرض علينا.
اقرأ أيضا:
دفن المنتج هاني جرجس فوزي بمقابر المسلمين.. ومصدر مُقرب: اعتنق الإسلام قبل وفاته
"نصب لها فخًا".. مؤرخ فني يكشف سر رفض سعاد حسني العمل مع فريد الأطرش
وعبرت المخرجة عن افتقادها لإحساس الجماعة الأولى، التي شكلت وعيها بكثير من الحب، حيث النشأة التي شكلتها في لحظة لم تعد موجودة.
وأكدت المخرجة أنها كانت حريصة على الحالة الخاصة في الفيلم دون أي تجميل في المونتاج، وأشادت بالمونتيرة ساندرا فتة التي كانت شريكتها في صناعة زمن الفيلم، الذي تطغى على زمنه حالة الحضور الممتلئ، لا البحث عما يملأ فراغ الحضور بالحدث المستمر، مؤكدة أن ذاكرتها ابتدأت بما استبطنته عن المكان، الذي جاءت منه أمها، الأرض المكتفية، وأنها لا تنتهي بانتهاء أية لحظة.
الفيلم من إنتاج لبناني أردني مصري، وترصد أحداثه محاولة لاستعادة لحظة ما قبل الهزيمة، حيث تحاول الفتاة "رُبى" استحضار ذاكرة أمها، التي شكلت ذاكرتها في رحلة ممزقة بين 3 بيوت، كان كل منها سيصنع لها حياة لم تتم.
ويعد هذا هو العرض الثالث للفيلم، بعد مشاركته بمسابقة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ومسابقة مهرجان چيهلافا Ji. Hlava الدولي للأفلام التسجيلية.
الفيلم من إخراج رُبى عطية وإنتاج شركة Cee Film Beirut، بمشاركة Triangle Studios وتوزيع شركة عشتار للانتاج والتوزيع السينمائي.