هبة شتلة.. فتاة كسرت القيود ورسمت معاناة الإنسان النفسية بالأسلاك النحاسية (صور)
بأنامل من حرير، وعقل مبدع لا يقبل التقليد، تعبر هبة شتلة، التي تبلغ من العمر 25 عامًا، عن القضايا النفسية المُنتشرة في المجتمع من خلال الأسلاك، وهو فن يعرف بـ"الوير أرت"، ولكنه لم يلق انتشارًا كافيًا في مصر.
تعيش هبة في منطقة شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، وتدرس بكلية تجارة، ورغم أن مجال دراستها بعيد كل البعد عن الفن، فإنها أضافت بعض اللمسات السحرية على هذا النوع من الفُنون، لتُجسّد بعض المشاكل النفسية التي يعاني منها الناس، في شكل مُصمم بالأسلاك.
بدأت في هذا الفن منذ أن كانت في المرحلة الثانوية، حيث وجدت أسلاكًا كثيرة في منزلها، فاستغلتها في صنع أشكالًا لمُجرد اللعب فقط، وفي البداية صممت وردة ثم دراجة، وبعدها انقطعت عن الفن، وعادت مرة أخرى.
تقول شتلة: "وأنا في الكلية، بحثت عن موهبة لدي، فتذكرت الرسم بالأسلاك، لذا قررت شراء الأسلاك والمواد الأولية، ولم أكن أعلم بوجوده كفّن، فبحثت من أجل التسلية فقط، واشتريت المواد التي احتاجها في التصميم".
"صاحبتي من ألهمتني بأنه فن موجود في العالم".. من هنا كانت بداية الإلهام في التطوير، حيث بحثت على الإنترنت، ولاقى الفن استحسانها، وبعد أن وجدت البعض في سوريا وفلسطين، يستخدمونه في التعبير عن قضايا الحرب، قررت استخدامه في التعبير عن القضايا النفسية.
فتوى دينية
"عفاريت".. هكذا أفتى رجل دين لوالدتها، بأن المنزل سيسكنه العفاريت والجن، بسبب التصاميم التي تقوم بها هبة، لذا وضعوا المُجسمات في الخزانة مُدة معينة ثم عادت مرة أخرى، مُعتبرين ما سمعوه جهلًا.
وعن أبرز تصميماتها في "الوير آرت"، قالت: “الاضطراب الوجداني”، وهو عبارة عن مرض يجعل مزاج الإنسان مُتقلبا"، كما عبرت عن “الموظف المطحون” من خلال رجل مُقيد القدمين، وعموده الفقري ظاهرًا، وظهره منحني من ضغط الشغل، بالإضافة إلى “قضايا المرأة” عن طريق ست حرة القدمين، ومُقيدة اليدين، تحاول التخلص من القيود التي من الممكن أن تكون الأهل أو المُجتمع أو الرجل أو غيره".
سعت شتلة من خلال تجربتها، إلى ترجمة مشاعرها ومشاعر الآخرين، ونجحت فيه، فكان الغرض هو وجود فكرة للشيء الذي تُصممه، بحيث يفهمه الناس ويشعرون به.
الطالبة العشرينية، شاركت في معرض لمسات منذ شهر، ولديها أملا في المشاركة مرة أخرى بالمعارض، كما تتمنى مقابلة شخص لديه نفس الموهبة في مصر للعمل سويًا.
وتابعت: "ناس كتيرة طلبت تشتري مني الشغل، خاصة في المعرض الأخير الذي حضرته، لكني رفضت، لأنني لا أستطيع الاستغناء عنه، فهو يُعبر عن مشاعري".
أما عن حلمها، أوضحت: "حلمي إني أعمل أشكال أكتر، وأفهم النسب أكثر وأعمل شغل كتير، وأُعبر به عن المشاعر النفسية، لذا أحاول قراءة علم النفس، لكي أفهم أكثر".
