"تنازلت عن لقب دكتورة جامعية واتجهت للطبخ".. إيمان الحسيني تؤلف أول كتاب لتعليم المكفوفين الطهي (صور)
"كل الناس قالت لي هتفشلي لو سبتي شغلك في الجامعة".. هكذا عبرت إيمان الحسيني، عضو هيئة التدريس بكلية الآثار سابقًا، عن التحدي الذي عاشته، فقدمت استقالتها من أجل العمل المجتمعي الذي طالما حلمت بالمشاركة به، فلم تلق بالًا لمن يهاجمون تصرفها، حتى وصلت لما تريد.
"كنت في مدريد بإسبانيا، وسمعت صوت عصافير أمام إشارة المرور، وبعد البحث، عرفت أنها وسيلة تساعد المكفوفين على المرور، وتشير إلى أن الطريق أصبح آمنًا".. من هنا جاءت الفكرة لـ"الحسيني" التي رأت أن المكفوفين يرغبون في الاعتماد على أنفسهم، ومن حقهم الحصول على ذلك.
تقول "الحسيني": "بعدها لقيت أختي بتقولي تعالي نعمل حاجة مميزة، وهي إننا نحل مشكلة موجودة في المجتمع، فعرضت عليها إننا نساعد المكفوفين ونعلمهم الطبخ، وبالفعل وصلنا ليهم".
وأضافت في تصريحات لـ"القاهرة 24": "ذهبت مع أختي إلى مسابقة كأس مصر، وهناك تعرفنا على المكفوفين، الذين رحبوا بالفكرة، وعرضتها على وزارة الثقافة، وحصلت على حقوق الملكية والإبداع، وتم تسجيلها باسمي".
صممت كتابا بطريقة "برايل"، وهو أول كتاب يعتمد على الحواس الأربعة دون حاسة الإبصار، واختارت "جوه الحلة" ليكون عنوانًا للكتاب، الذي يبدأ بـ 25 ورقة تحتوي على عوامل السلامة والأمان، حتى لا يكون المطبخ خطرًا عليهم.
ثم تبدأ في سرد وصفات متنوعة من الأسهل مرورًا بالأصعب، حتى الأشد صعوبة، وينتهي بالحلويات، وقبل كل وصفة، تحكي قصة قصيرة عنها، ربما عن تاريخ الوصفة، أو عن تجربتها الشخصية معها، ثم المقادير وطريقة العمل.
لا يعتمد الكتاب على حاسة الإبصار، هذا أكثر شيء سبب لها صعوبة، فعند سردها تحاول ألا تذكر خطوة واحدة معتمدة على العين، مثل "لما البصلة تحمر، أو لما تشوفي الماية غليت".
وعن ردود الأفعال التي حصلت عليها، تقول: "كل الردود إيجابية، وتواصلت مع أشخاص من دول أخرى، من خلال تطبيق (كلوب هاوس) وعبروا لي عن فخرهم بهذا الكتاب، ورغبتهم في انتشاره في كل العالم".
هدفها النظر إلى فئة المكفوفين على أنها فئة واعدة وليست مهمشة، لذا بدأت بتعليم 3 فتيات من المكفوفين الطبخ، فتوضح: " علمت 3 بنات، ومبقوش عايزين يخرجوا من المطبخ، وأصبحوا أشطر من المبصرات، عشان كدة حسيت بطاقة إيجابية، وطموحي زاد".
أما عن أحلامها، تفيد: "نفسي أؤسس مطبخ كبير ومحترف، بكل أدواته، وأعلم كل المكفوفين، ويبقى لنا فروع في كل المحافظات، وبدأت في تصميم تطبيق على الهاتف الذكي للمكفوفات، وهيخرج للنور في شهر 6".
ووجهت رسالتها للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، قائلة: "نفسي أقابل حضرتك، وهكون سعيدة لو نحاول نوظف الكتاب ويكون منهج لمدارس المكفوفين في مصر".