"الكلية تدفعني للانتحار".. رسالة من طالب صيدلة مجهول والأساتذة: "نحن هنا"
تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وخاصةً طلاب كلية صيدلة جامعة عين شمس بعد ترك زميل لهم رسالة على أحد جدران الكلية تتضمن "الكلية تدفعني للانتحار"، والتي أدت إلى انتشار الفزع بين جميع أفراد الكلية سواء أساتذة أو طلاب.
ومن جانبه قال محمد أبو يوسف طالب بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، إن هناك طالبا زميلا لهم غير معلوم حتى الآن كتب على جدار إحدى غرف الكلية جملة هزت وجدانهم بشكل كبير وهي "الكلية تدفعني إلى الانتحار".
وأكد أبو يوسف لـ"القاهرة 24" أن الطالب لم يكشف عن هويته حتى الآن، على الرغم من محاولة الكثير من طلاب الكلية الوصول إليه من خلال رسائل الدعم الذين يقدمونها إليه عبر المنشورات المكتوبة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأضاف طالب كلية الصيدلة أن زملائه وكل المحيطين به يحاولون مساعدته للعدول عن أفكاره الانتحارية، وقامت الدكتورة مها عبد الغني العميد السابق لكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، والدكتورة نرمين فيكتور أستاذ قسم الكيمياء التحليلية بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني للمثلي الدفعة تعرضن فيها مساعدتهما لسماع كل ما يُشعر الطالب بالاكتئاب و يدفعه للانتحار، بالإضافة إلى كتابة منشورات عبر صفحاتهن الشخصية محاولين بها الوصول للطالب المجهول، مع تحفظهم الكامل لعدم ذكر كلمة الانتحار في المنشورات.
وذكر أبو يوسف أن الكلية وامتحاناتها أصبحت تمثل ضغطًا على طلابها "المواعيد مضغوطة والمناهج لم تختصر على الرغم من قصر الترم"، متابعًا أن ليس كل الطلاب لديهم القدرة على التحمل أو مواجهة كل تلك الضغوطات، خاصةً أن الحالة الاجتماعية والأسرية للطالب المجهول غير معروفة إلى الآن.
وفي السياق ذاته قال بيشوي إبراهيم طبيب بشري بمستشفى بني سويف التخصصي وهو أحد المتفاعلين مع رسالة الطالب المجهول، إنه تعرض لأكثر من حالة أقدمت على الانتحار فعليًا، مشيرًا إلى أن الاكتئاب هو عبارة عن تغيرات فسيولوجية في كيمياء المخ تتمثل في نقص هرمون السيروتونين والدوبامين وهما المسؤولان عن السعادة والراحة النفسية للفرد.
وأضاف بيشوي لـ"القاهرة 24"، أنه يظهر على الإنسان المكتئب بعض الأعراض التي تعد مؤشر واضح لإقدامه على فعل الانتحار، وواحدة من العلامات التحذيرية لتلك الفعل هي الرسالة الانتحارية لتلك الطالب.
وبيّن إبراهيم أن مشكلة الطالب قد تتمثل في كونه متفوق دائمًا في مستواه الدراسي، وبشكل مفاجئ يصبح النجاح في كلية الصيدلة حلم يتمنى تحقيقه، كل ذلك يُسبب له التوتر الذي يجعل لديه اضطرابات في النوم وفقدان الشهية وقلة التركيز، وبالتالي الاكتئاب الحاد، مما يؤدي إلى تجمع الأفكار السلبية لديه التي تدفعه للانتحار.