السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من رفح هُنا غزة.. هلال المصريين الأحمر يواجه وباء كورونا والاحتلال لإنقاذ الفلسطينيين

الهلال الأحمر
تقارير وتحقيقات
الهلال الأحمر
الأربعاء 19/مايو/2021 - 10:34 م

من العاصمة القاهرة وحتى الحدود المصرية الفلسطينية، حيث معبر رفح، يسطر متطوعو الهلال الأحمر المصري بطولة جديدة، بداية من التجهيز لدفعات المعونات الإغاثية والطبية لنظيرهم الفلسطيني وحتى تطييب جراح مصابي غزة، إثر تعرضهم لعدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، متخلين عن الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ووجدوا بين مشاهد الدم والفقدان مستهدفين الإنسان فقط.. فهم حماة للكرامة الإنسانية.

"ملحمة تحدث هنا.. روح مقاتلة لدى كل متطوع، يهتمون بكرامة الإنسان فقط وما، يؤلمهم وجود الإنسان في كارثة ويهان، الفريق يتمتع بحب وشغف لا يوصف.. لمساعدة باقي الزملاء في الفرق الأخرى".. هذا ما قاله لطفي غيث، مدير غرفة العمليات المركزية بالهلال الأحمر المصري، بنبرة يملأها الفخر.

منذ الإعلان عن فتح معبر رفح، واستقبال جرحى فلسطين في مصر، يعمل غيث، المتطوع في الهلال منذ عام 2001، ورفاقه على قدم وساق، "ديناميت متحرك" كما يحب أن يطلق عليهم، مستهدفين الإنسان فقط والحفاظ على كرامته.

يحكي مدير غرفة العمليات المركزية، في حديثه مع "القاهرة 24"، أن الهلال الأحمر المصري رفع حالة الطوارئ وأخذ في الاستعداد منذ بدء تعرض غزة للعدوان الإسرائيلي الأخير، البداية كانت برصد الفرق المدربة على التعامل في مثل هذه المواقف، ومن ثم اختيار مجموعة من المتطوعين ستتوجه إلى معبر رفح، لافتًا إلى أن المتطوعين كانوا يتسابقون على تقديم الخدمة ولمس روح نشاط غير عادية. 

يكشف الموجود مع الفريق بمعبر رفح، أن أعداد متطوعي الهلال الأحمر حتى الآن بمعبر رفح نحو 10 أفراد، وما يقرب من 73 متطوعًا من فرع شمال سيناء لأداء المهمة، وعن الأجواء داخل المعبر يقول إن محافظ شمال سيناء أتاح للشباب المبيت على المعبر في سابقة لم تحدث من قبل، والمتطوعون يفترشون الأرض، دون امتعاض أو تأفف، ومقطوع عنهم كل سبل الحياة الترفيهية.

 

"أنا مسئول عن روح جوا.. هقف قصاد ربنا أقوله إيه؟!" إجابة طالما وقعت على مسامع مدير العمليات عند طلبه الراحة من متطوع واستبدال مهامه مع زميل آخر، بعد قضائه نحو 12 ساعة في خدمة وإسعاف الجرحى.

وأشار إلى أن الهلال الأحمر لديه قطاع "إعادة الروابط الأسرية"، والذي تكمن مهمته في توفير هواتف محمولة للمصابين ليبقوا على اتصال مع الأهالي، متابعًا: "لدينا متطوع كل مهامه إنه يمسك تليفون عشان الفلسطيني يطمن أهله، قد تبدو بسيطة ولكن نحن نبرز القيم الإنسانية.. ونقدم الأشياء الأساسية لحياته واحتياجاته في ذاك الوقت"، لافتًا إلى وجود مجموعة أخرى تقوم بعمليات التطهير والتعقييم لمجابهة انتشار جائحة كورونا "كوفيد-19"، بشكل دوري للمعبر، لتوفير وسائل الأمان حتى لا يهاب الناس عند النقل وحماية للمصابين حتى لا تحدث لهم العدوى.

الجمعة الماضية في تمام العاشرة مساءً، وجّهت جمعية الهلال الأحمر نداء عاجلًا لمتطوعيها لتعبئة أولى دفعات الإغاثة الموجهة لفلسطين، إثر تعرضها لعدوان إسرائيلي غشيم، وحينها كان محمد الصيفي على موعد مع زفاف رفيقه أحد متطوعي الهلال الأحمر، ليهرول مسرعًا دون تفكير ملبيًا للنداء.


وبعد مرور ساعة واحدة امتلأ مقر الجمعية بمتطوعيه، الجميع يتحرك بخفة ونشاط منهمكين في تجهيز المعونات بلا كَلل بروح مختلفة عن كل التجهيزات السابقة، حسب قول محمد المشارك كمتطوع في أزمات عدة على مدار 4 سنوات، منذ بدء تطوعه: "المعونة كانت كبيرة على عدد الشباب الموجود، وفورًا الشباب عملوا طوابير وكانوا سعداء بالمشاركة وفيهم روح مختلفة عن كل مرة عشان اخواتنا في فلسطين".

"كل إنسان يحتاج مساعدة واجب علينا أن نقدم كل ما في وسعنا"، يقول الشاب الذي يزحف نحو 23 ربيعًا، وأحد الأبطال المجهولة المشاركة في تعبئة المعونات الطبية التي أرسلت لغزة منذ أيام قليلة، ساردًا لـ"القاهرة 24": "كلنا سيبنا فرح زميلنا وتوجهنا بملابس الفرح، لمكرم عبيد حيث مقر الهلال الأحمر، اشتغلنا تعبئة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي إلى أن وصل دفعة جديدة من الزملاء لاستكمال باقي التعبئة.. وعند موعد تبادل الشباب رفض المتطوعين ترك أماكنهم إلا أن القيادات أقنعوهم بأن على الجميع المشاركة".
 

 

تابع مواقعنا