شيخ الأزهر: هناك فرق بين التكليف بأمور مستحيلة في ذواتها وبين أخرى معقولة في نفسها
قال الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن أحكام الشريعة الإسلامية منها ما هو ثابت وهذا النوع يتصف بالكثرة والتنوع وتفصيل الأسباب في تشريعه، ومنها ما هو متغير وهذا يتصف بالتحرك مع حركة الإنسان على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما يتسم بسهولة إدراك الغاية من تشريعاته.
وأكد شيخ الأزهر، في برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن كون بعض أحكام الشريعة ثابتة مثل العبادات فهذا لا يعني أنها تتعارض مع أحكام العقل وتناقضه، بل حين يخاطب الإنسان بها يخاطب بالإيمان بالمستحيلات، ويجب التفريق بين التكليف بأمور مستحيلة في ذواتها وبين أخرى معقولة في أنفسها، فالأولى لا يقع التكليف بها بخلاف النوع الثاني من الأمور التي يدرك العقل أسبابها.
وبناء على توضيح الدكتور أحمد الطيب، فإن الإسلام وجميع الأديان لا تطلب أبدًا أن يؤمن الإنسان بما يرفضه عقله، أو أن يصدق فيما يستحيل تصديقه، وإنما تخاطبه بالإيمان بأمور قد يسبعدها القياس بالعقل مثل الإيمان بالحياة بعد الموت والثواب والعقاب والجنة والنار وكل ما يعرف في علوم العقيدة بالسمعيات.
وأكد شيخ الأزهر أن الإيمان بالأنبياء والمعجزات التي خُصصت لكل نبي، هي جزء من الأمور التي يقبلها عقل الإنسان بدليل أنه يستطيع تخيلها ويتصور وقوعها، وموقف العقل منها موقف الحياد الذي تتساوي معه احتمالات الوقوع وعدم الوقوع.
ولفت الدكتور الطيب خلال الحلقة الـ27 من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، إلى أنه إذا استطاع الإنسان فهم هذا الفرق الدقيق بين الأحكام المستحيلة والمعقولة، سهُل عليه صعوبة إدراك استعصاء الأحكام التعبدية من الله عز وجل، وإن كان هذا لا يعني معقولية هذه الأحكام بل كل ما يعنيه أنه هذه الأمور تقع في طور غير طور العقول.
ويُعرض البرنامج الرمضاني "الإمام الطيب" لشيخ الأزهر، يوميًا على القناة الأولى المصرية في تمام الخامسة والنصف مساءًا، وعدة قنوات فضائية أخرى مثل الحياة وcbc وفضائية dmc.