بعد صراعاته الدامية.. من هو الشيخ الجراح صاحب الحي الفلسطيني المتألم؟
خلال الأيام القليلة الماضية، تفاجأ العالم بمشاهد دامية في حي الشيخ الجراح بفلسطين، خلال محاولات إجلاء عائلات فلسطينية من بيوتهم، لتحويلها إلى مستوطنات إسرائيلية.
وشهدت ساحة المسجد الأقصى أغلب حالات الإصابات، بعد الاشتباك مع قوات الشرطة الإسرائيلية بالرصاص المطاط والقنابل الصاعقة.
وسرعان ما انتشر هاشتاج الشيخ الجراح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنديدًا بما يشهده الحي الفلسطيني من أحداث مؤلمة.
ولكن من هو الشيخ الجراح الذي سُمى الحي على اسمه؟
سُمى الحي باسمه بعدما أخذ الشيخ جرّاح الحيَّ من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو قائد كردي مسلم، وطبيب صلاح الدين الأيوبي، كما أنه عاش ومات ودفن بهذا الحي، حتى أصبح رمزًا للأجيال العربية.
نشأ الحي عام 1965، ضمن الأحياء التي نشأت خارج أسوار البلدة القديمة في القدس بحي القطمون، وذلك بموجب اتفاقية بين وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وهو الحي الذي عاش به الشيخ حسام الدين الجراحي، ولا يزال قصره موجودًا بداخل الحي حتى الآن.
موقع الحي
يقع الحي في الجانب الشرقي لمدينة القدس، وهي قرية مقدسية فلسطينية تتبع القدس، المحتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، ويتم تهديده حاليًا لتحويله منازل إلى مستوطنات إسرائيلية، كما أنه يستوعب الحي 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة من إسرائيل عام 1948.
في عام 1880 وصل يوسف بن رحاميم اليهودي من أوروبا هاربًا من الاضطهاد ضد اليهود هناك، وقام بتأجير قطعة أرض من الشيخ عبد ربه خليل بان إبراهيم، وذلك لمدة 90 عامًا وهو ما يمسى بالتحكير، وفقًا للقانون الشرعي يستأجر اليهودي الأرض ويدفع ثمن الإيجار سنويًا، إلا أن إسرائيل سعت لاحتلال الحي، بسبب موقعه الذي يربط بين شرق وغرب القدس، مما يجعله نقطة استراتيجية في البلاد.
وبعد انتهاء فترة التحكير اعتقد الفلسطينيون أن يمكنهم استعادة أرضهم عام 1997، وبالفعل ذهبوا إلى المحاكم الإسرائيلية مطالبين باستعادة أراضيهم مجددًا، إلا أنهم رفضوا حتى قامت العديد من عائلات باستئناف القرار عام 2010 ولكنها حكمت بمنح الأراضي لمستوطنين يهود.