قصة خائن 8.. ثورة إيطاليا التي تسبب فيها باجيو
انتشرت في إيطاليا قصص خيانة اللاعبين لأنديتهم على مر التاريخ، ودائما ما يكون لها نتائج غير مبشرة وردود فعل غير متوقعة من جانب الجماهير.
وسيكون النجم الجديد من سلسلة “قصة خائن”، الذي أشعل إيطاليا هذه المرة هو الإيطالي روبرتو باجيو، نجم فريق فيورنتينا ويوفنتوس وميلان وإنتر، وكيف أشعل ثورة كبرى في إيطاليا بسبب خيانته لناديه القديم.
عداوة يوفنتوس وفيورنتينا التي ازدادت بسبب باجيو
كانت هناك عداوة كبرى بين فريق فيورنتينا ويوفنتوس، وذلك بالتحديد في موسم 1981-1982، بسبب القصة الشهيرة عن التنافس على الدوري الإيطالي بين الطرفين في هذا الموسم، وإتهام فيورنتينا لليوفي أنهم "سرقوا منهم اللقب"، بسبب ركلة جزاء شكك الجميع في صحتها.
وظلت هناك كراهية كبيرة من جانب جماهير فريق فيورنتينا إلى يوفنتوس، بسبب هذه الواقعة وظهرت عداوة كبيرة بين الطرفين، حتى جاء باجيو ليشعل هذا الصراع ويزيد الكراهية بين الطرفين بشكل أكبر.
انضم باجيو إلى صفوف نادي فيورنتينا في عام 1985 قادما من فيتشنزا مقابل 1.5 مليون دولار، وقدم أداء مميز مع الفريق ليكسب حب الجماهير بشكل كبير جدا، ويصبح نجمهم الأول وتبدأ الجماهير تضع آمالها أنه سيحصد لهم لقب الدوري الإيطالي الثالث بعد لقبي 1956 و1969، وشارك معهم في 136 مباراة سجل خلالهم 55 هدف، وبالرغم من عدم حصده لأي بطولة مع الفريق ولكنه كان نجمهم المفضل.
وفي عام 1990 تعرض نادي فيورنتينا إلى أزمة كبرى أجبرته على التخلي عن عدد كبير من نجومه وكان ضمن القائمة باجيو، ولكن كانت الصدمة الكبرى هي انضمامه إلى عدوهم الأول يوفنتوس الذي نجح في ضم اللاعب مقابل 14 مليون دولار وكان الأغلى في تاريخ كرة القدم في ذلك الوقت.
ومن هنا ازدادت العداوة، بل وازداد غضب جماهير فيورنتينا ليطلقوا على اللاعب لقب "الخائن"، وخرجوا في مظاهرات كبيرة في شوارع فلورنسا، معبرين عن غضبهم من إدارة النادي، وكان هناك أعمال شغب كبرى في المدينة أصيب فيها 50 شخصا ليصل الأمر بأن يختبئ بونتيلو مالك النادي في ملعب الفريق خوفا من وصول الجماهير له.
المباراة الأولى ضد فريقه القديم والمصالحة
وجاء اليوم الذي كان يستعد فيه باجيو لخوض مباراته الأولى مع يوفنتوس ضد فيورنتينا في الدوري الإيطالي وذلك يوم 7 أبريل 1991، ومنذ اللحظة الأولى التي دخل فيها إلى أرضية الملعب قامت جماهير ناديه القديم باستقباله بصافرات الاستهجان وتوجيه السباب له، حتى حدث ما لم يكن متوقع.
حصل يوفتتوس على ركلة جزاء ورفض باجيو تسديدها بحجة أن جيانماتيو ماريجيني حارس مرمى فيورنتينا يعرفه جيدا، ليتولى لاعب أخر تسجيل الركلة ويضيعها وتكون السبب الرئيسي في خسارة اليوفي بهدف نظيف، وبسبب استعمال العديد من لاعبي فيورنتينا العنف في المباراة ضد باجيو قرر الجهاز الفني للسيدة العجوز استبداله.
وأثناء خروجه من أرضية الملعب، قام أحد جماهير نادي فيورنتينا بإلقاء وشاح يحمل ألوان الفريق على باجيو، وكانت المفاجأة أن اللاعب قام بتقبيل الوشاح ورفعه إلى الجماهير، ليتحول الأمر وتنقلب عليه جماهير يوفنتوس وتستقبل هذا التصرف باستهجان كبير ضد اللاعب، وغضبوا عليه بشكل كبير.
وبعد رحلة تألق كبيرة مع يوفتتوس حصد خلالها باحيو ثلاثة ألقاب، قرر الرحيل في عام 1995، لينضم إلى غريم جديد وهو ميلان، ثم بعد ذلك انضم إلى بولونيا ومنها إلى غريم ثالث وهو إنتر ميلان في عام 1998.
وفي كل خطوة يكسب عداوة جمهور جديد ويرسخ في عقول جماهير إيطاليا بشكل عام خيانته، حتى انتقل إلى بريشيا الذي استمر معه منذ عام 2000 حتى اعتزاله كرة القدم في 2004، وبالرغم من إنجازاته وأهدافه المميزة ولكن تظل كراهيته من جانب بعض الجماهير بل وكان من أكبر الخائنين هناك والثورة التي تسبب فيها داخل إيطاليا ولا زالت راسخة في عقول الجميع.
