دير السلطان .. اقتحمه إثيوبيون لرفع علم بلادهم وقضت إسرائيل بإعادته للأقباط
شهدت الأراضي الفلسطينية استفزازًا إثيوبيًّا جديدًا تجاه المصريين خلال الساعات الماضية، بعدما هجم الرهبان الإثيوبيون على دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية للأقباط الأرثوذكس داخل المدينة القديمة في القدس.
البداية كانت عندما فوجئ الرهبان المصريون الموجودين في دير السلطان الكائن في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة كنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة، باقتحام بعض الرهبان الإثيوبين للدير وإقامة خيمة داخل الدير أمس الخميس ورفع العلم الإثيوبي عليها، للاحتفال بعيد القيامة.
اقتحام دير السلطان في القدس
وبمحاولة الرهبان المصريين إزالة الخيمة الإثيوبية من ساحة دير السلطان، فوجئوا بهجوم من قبل الرهبان الإثيوبيين لمنعهم من إزالة الخيمة، ما دفعهم وقفة احتجاجية برئاسة الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي وسائر الشرق الأدنى، اعتراضًا على الهجوم الإثيوبي على دير السلطان المملوك للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ورفع العلم الإثيوبي عليه.
اقرأ أيضا| الكنيسة القبطية تنشر الإجراءات الواجب اتباعها للمشاركين في صلوات الجمعة العظيمة وقداس عيد القيامة
ما هو دير السلطان؟
يعود اسم دير السلطان، إلى عبد الملك بن مروان، بعدما أهداه للأقباط، وأعده صلاح الدين الأيوبي إليهم مقابل إخلاصهم ودورهم الذين لعبوه في المعارك ضد الجيوش الصليبية التي احتلت القدس.
وفي عام 2018، أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، بيانًا مفصلًا بشأن دير السلطان، ومحاولات الرهبان الأحباش السيطرة عليه بعد أن استضافتهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومحولاتهم اللجوء إلى القضاء الإسرائيلي للسيطرة على الدير إلى أن القضاء الإسرائيلي أقر بملكية الدير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غير أن الحكم لم ينفذ حتى الآن.
وأوضحت الكنيسة في بيانها أن نشأة الدير تعود إلى عهد السلطان عبدالملك بن مروان، بعدما وهب الدير للأقباط، مشيرة إلى أنه خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، لجأ الرهبان الأحباش "الإثيوبيين" إلى رهبان الكنيسة القبطية للحصول على مأوى لهم داخل المدينة القديمة في القدس، لحين إنهاء مشكلتهم والعودة إلى أماكنهم التي انتقلت منذ عام 1654 إلى كنيستي الروم والأرمن، بسبب عدم قدرتهم على دفع الضرائب.
الأحباش يسيطرون على دير السلطان
وأضافت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنه في عام 1820، جرى إفراغ الدير بسبب اعمال الترميم وسمح لهم بالعودة كضيوف في الدير عام 1840 باعتبارهم من أبناء الكنيسة القبطية، إلا أن الرهبان الأحباش حاولوا الاستيلاء على الدير بسبب تدخل الحكومات الخارجية ببث بذور انشقاق بين الأقباط والأحباش.
وفي عام 1906 طلب الرهبان الأحباش إجراء أعمال ترميم للدير كخطوة للاستيلاء عليه، إلا أن الكنيسة القبطية المصرية سارعت بتقديم طلب مماثل وافقت عليه السلطات الرسمية عام 1910، وفقًا لبيان الكنيسة الأرثوذكسية.
وأشارت إلى أنه في فترة الانتداب البريطاني بادر الرهبان الأحباش إلى طلاء إحدى الغرف بالدير، ما دفع محافظ القدس إلى إرسال خطاب لهم يؤكد عدم ملكيتهم لـ دير السلطان، وعدم مقدرتهم على تكرار تلك الأعمال مرة أخرى، وفى عام 1970، أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات عسكرية لتمكين الرهبان الأحباش من دير السلطان، وتغيير "أقفال" الأبواب وتسليم مفاتيحها للرهبان الأحباش.
واستكمل بيان الكنيسة الأرثوذكسية، أنه بمحاولة الرهبان الأقباط استعادة ممتلكاتهم من دير السلطان، عارضتهم القوات الإسرائيلية، ما دفع مطران الأقباط إلى رفع دعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على أحقية ملكية الدير للكنيسة المصرية.
وفي مارس عام 1971، أقرت المحكمة الإسرائيلية، بإعادة مفاتيح الدير إلى الرهبان الأقباط، إلا ان السلطات الإسرائيلية لم تنفذ القرار القضائي.