الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“حواديت”.. المشهد الأخير في حياة عاطف الطيب.. “كان سامع مزيكا محدش غيره سامعها” (صور)

القاهرة 24
فن
الأربعاء 26/ديسمبر/2018 - 09:00 ص

21 فيلم هي رصيد مُخرج سينما الواقعية والابن البار للطبقة الوسطى عاطف الطيب، الذي قال عنه نور الشريف ربيب مشواره الفني: “عاطف مات وساب 21 ابن- في أشارة لعدد أفلامه-، بسببهم عاطف الطيب أكثر بقاء من أي واحد خلف مية عيل”، يكفي أن من بين الـ 21 فيلم، أفلام مثل الهروب، البرئ، الحب فوق هضبة الهرم، ضد الحكومة، ليلة ساخنة بخلاف أن الفيلم الأول الذي أخرجه عاطف الطيب هو فيلم «سواق الأتوبيس، جميعها أفلام الصفة الأساسية فيها كانت “هموم المواطن” وهذا ما كان عليه عاطف الطيب في حياته الشخصية.

تقول زوجة عاطف الطيب أنها لاحظت أنه كان دائمًا يقف ليُلقي السلام على عساكر المرور ويتحدث معهم، وحينما سألته لما تفعل هذا؟، قال: “دا واحد بيقف في الشارع ساعات طويلة عُمر ما حد بيقف معاه ويحسسه أنه بـ يؤدي دور مهم، ايه اللى هيجرى يعني لما أقف معاه أحسسه بقيمته حتى دا هينعكس على أداءه في شغله”.

وفي إحدى الخروجات التي جمعتهما في السينما، تقول زوجته أنه لفت انتباه الطيب مُشاجرة بين رجل وزوجته في السينما لرفضه شراء بعض زجاجات البيبسي لهم خوفًا على الميزانية، ولم يمر هذا الموقف على الطيب مرور الكرام وظل طوال اليوم يُعكر مزاجه ويفكر في شئ واحد ألا وهو كيف يعيش أُناس في هذا المُجتمع تخاف على راتبها الشهري من زجاجة بيبسي.

مدير التصوير سعيد شيمي يقول أنه كان مع الطيب وهو يقوم بشراء سيارته ويتذكر كلماته وقتها حينما قال له: “أنا مكسوف والله بشتري عربية والناس فوق بعضها في الأتوبيسات”، وليس بالغريب على إنسان عاش حياته بهذا المنطق أنه يرفض العلاج وإجراء عملية على نفقة الدولة بعدما أجهد قلبه عام 93 نظرًا لإهماله في مرض قديم أصابه في طفولته وهو روماتيزم في القلب وكان يقول دائمًا: “طالما قادر أعيش بالأدوية خلاص وأهي ماشية”.

العملية كانت عبارة عن تغيير أحد الصمامات في القلب وكان لابد أن يتم إجرائها في ألمانيا، ولم يكن يمتلك الطيب وقتها سوى شقة يعيش فيها مع زوجته، والعربية الفولكس القديمة، لأن السينما وقتها لم تكن كــ وقتنا هذا يستطيع الفنان أن يؤمن مستقبله ومستقبل أولاده منها فقط، خاصة لأمثال عاطف الطيب، ورفضه كان واضحًا وبناء على مبدأ كما قال هو: «مش هاخد حق ناس فقرا أحق مني بالعلاج على نفقة الدولة»، لذلك قرر الطيب أن يبيع شقة الزوجية لتسديد مصاريف العملية والسفر، لكن طبيب مصري كبير أقنعه أن العملية بسيطة ومن الممكن أن تتم في مصر.

الجميع كان يؤكد لعاطف أن العملية سهلة وهناك الكثير أجراها، ولم يشغله وقتها سوى هم واحد أن لا تتخطى مُدة حجزه في المستشفى أكثر من عشرة أيام لأنه لا يمتلك من المال أكثر من ذلك، فكان يقول مازحاً «لو ملقتوش فلوس سيبوهم يحجزوا على الجثة».

وقبل العملية بدقائق كان بجواره تلميذه المُخرج «محمد ياسين»، الذي سأله عاطف وقتها «سامع صوت المزيكا إلى أنا سامعها دي يامحمد ♫»، وكأنها علامة من عاطف بإحساسه بقرب الأجل والرحيل، العملية أخذت وقت أطول من اللازم وعلى غير العادي، ونتيجة إهمال طبي رفض الطبيب الاعتراف به، انتهت حياة عاطف الطيب فجأة وخرج من العملية جسد بلا روح عن عُمر 47 سنة فقط.

تابع مواقعنا