حكم صيام مرضى السكر في رمضان وكفارة المفطرين
بحلول شهر رمضان المبارك، يتسأل العديد من الأشخاص، عن حكم صيام مرضى السكر في رمضان وكفارة المفطرين، نظرًا لعدم قدرة البعض من الصوم طوال هذه المدة، بالإضافة إلى ضرورة تناولهم العديد من الأدوية خلال وقت الصوم.
حكم صيام مرضى السكر في رمضان
أوضح دار الإفتاء المصري أن هناك 3 فئات من المرضى وفقًا لما حدده الأطباء ، الأولى للمرضى التي من الممكن أن يحدث لهم ضررًا خلال الصوم، والفئة الثانية قد تحدث لهم مضاعفات أقل، أما الثالثة لم تتعرض لأي مضاعفات أثناء صومها.
حكم الدين لإفطار مريض السكر
وأكد أن الصوم فريضة من فرائض الإسلام، ولكن في حالة مرض الشخص وعدم قدرته على الصوم فله رخصة للإفطار، إذا كان الصوم يصر بصحته، وقال تعالى:" ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقال سبحانه في خصوص الصوم: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» متفقٌ عليه، ويقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: 184]، مما يعني أن المسلم المريض لمرض لا يستطيع بسببه الصوم خلال رمضان، له رخضة أن يفطر.
اقرأ أيضًا: أمراض تستوجب استشارة الطبيب قبل قيام أصحابها بالصيام
وإذا كان المرض طرأ عليه خلال صومه مما دفع الإفطار، فعليه أن يصوم عندما يتعافى منه، و هو حتى إن كان من أصحاب الأمراض المزمنة ولا يقدر على الصوم، فتكون عليه فدية لإطعام المساكين في كل يوم من الأيام التي يفطرها في رمضان.
ما هو حكم الإفطار عمدًا؟
الصيام فريضة من فرائض الإسلام، حيث أن من استوفى جميع التكاليف الشرعية من إلام ، وبلوغ وعقل، أصبح الصيام فرضية عليه، ولا يحل له الإفطار إلا في حالات المرض أو السفر، ولكن يعتبر الإفطار بدون عذر كبيرة من كبائر الذنوب، ولابد من النصوح والتوبة بعده، وصوم ما تم إفطاره من أيام رمضان.
الإفطار في رمضان عمدًا من الكبائر
وقال تعالي:" الإفطار عمدا في نهار رمضان كبيرة من كبائر الذنوب، يوجب التوبة والاستغفار والقضاء، فإن كان بجماع فتجب الكفارة العظمى وهي صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكين، ويرى السادة المالكية والأحناف وجوب الكفارة العظمى أيضا في كل فطر متعمد سواء كان بجماع أو غيره".
اقرأ أيضًا: ما حكم الصيام لمرضى السكر على اختلاف درجاتهم؟ الإفتاء تجيب
كما قال وقال الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ -والعَرَقُ المِكْتَلُ- قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ- أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ).
كما أنه لا يجوز أن ينتقل أحد من الكفارة إلى ما بعدها، مما يعجزه عن أداء الكفارة السابقة.
كفارة المفطرين في رمضان
وتتضمن الكفارة الآتي:
عتق رقبة مؤمنة: أي تخليص رقبة وتحريرها عبودتها، وفي حالة أن سعر الرقبة عالى على المؤمن أو في حالة عدم وجوده، مثلما يحدث في عصرنا الحالي، يقوم المسلم بالكفارة التالية.
الصوم شهرين متتابعين، وهو ما يعني أن يصوم المسلم شهرين متتاليين دون انقطاع، وفي حالة وجود سبب شرعي لقطعه، عليه صوم شهرين آخرين دون انقطاع.
إطعام 60 مسكينًا: في حالة عدم قدرته على الصوم لمدة شهريين متتاليين، يقوم بإطعام 60 مسكينًا، على أن يكون المد يساوي 750 غرام.