"الأولى على جامعات مصر".. كفيفة بكلية ألسن المنيا تطالب باستكمال دراستها في إيطاليا (صور وفيديو)
فقدت بصرها منذ نعومة أظافرها؛ وأصرت بقوة على تجاوز هذه المحنة، لتنجح في اكتشاف نفسها وقدراتها وابتسمت لها الحياة رغم صعابها، لتعيش قصة نجاح جديدة ومبهجة، وتمكنت من الحصول على المركز الأول على مستوى جامعات مصر في الأبحاث الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة بكلية الألسن.
ياسمين حسين نتعي، ابنة قرية الرحمانية بمركز ومدينة ديرمواس جنوب محافظة المنيا، طالبة بكلية الألسن بجامعة المنيا، قسم اللغة الإيطالي بالعام الدراسي الرابع، تحدت أعاقتها وأصبحت مثلُا مشرفاً يُحتذى به وسط عائلتها والمجتمع، وترسم مستقبلها بحروف من ذهب ليفتخر بها الجميع لتصبح قدوة لأقرانها من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقودهم إلي النجاح والمستقبل.
ياسمين ذات العشرين عامًا من الرغم من معاناتها من فقدان البصر، إلا أنها تحدت تلك الإعاقة وتفوقت عليها من خلال دراستها بمراحل التعليم المختلفة لتحقيق ذاتها، ووهبت ما تبقى للبحث على العمل خارج جمهورية مصر العربية.
في حديثها لـ “القاهرة 24”، تقول إنها أحبت الدراسة منذ الصغر لدرجة شعورها بأن الدراسة تجرى داخل دمها علي حد قولها، والمشارك المساعد في هذا النجاح هو مساندة والدتها الحاصلة على مؤهل متوسط “دبلوم التجارة”، والتي كانت تدفعها إلى الأمام وتشجعها وتسهر الليالي بجانبها لمراجعة الدروس لها حتي وصلت إلى أعلى درجات التفوق في الثانوية العامة، وتمكنت من تحقيق الهدف الأول الحصول علي نسبة 97,6% لتكن من المتفوقين لتمهد الطريق إلى دخول كلية الألسن بجامعة المنيا.
أكملت ياسمين؛ أنها منذ المرحلة الابتدائية وهى تشارك في الأنشطة المتنوعة والمختلفة وتحقق المراكز الأول، حتى حصلت على المركز الأول في الأبحاث الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة علي مستوى جامعات مصر، من خلال مسابقة أسبوع الجامعات الذي أقيم بمحافظة المنوفية.
وأكدت: “هذا العمل أخذ مني وقتي مجهود كبيرلاختيار موضوع البحث والعمل عليه، ومراجعة جميع تفاصيله حتي أتمكن من مناقشته أمام لجنة التقييم المكونة من نخبة من الدكاترة بالجامعة”، مشيرة أن هذه الجائزة تعد الثانية لها على التوالي بعد الفوز بها في أسبوع شباب الجامعات الذي أقيم بجامعة المنيا.
من جانبها، أكدت والدة ياسمين، أنها قادت نجلتها إلى تطوريهًا علمياً وفكرياً عن طريق المراجعة المستمرة للمواد الدراسية، التي كانت تدرسها في مراحلها التعليمية المختلفة، موضحة أنها تعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية والأيطالية من خلال المذكرات التعليمية الخاصة لـ"ياسمين"، والمراجع التي كانت تشاهدها من خلال موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، ومن ناحية أخرى سماع المحاضرات المسجلة عن طريق ابنتها التي كانت تتلقاها داخل أروقة جامعة المنيا بقسمها، كل ذلك ساعدها في التمكن من تلك اللغات لمساندة ابنتها وقيادتها الي التفوق والنجاح والحصول علي درجة الامتياز في الثلاث أعوام السابقة بالكلية.
واختتمت ياسمين حديثها لـ"القاهرة 24": “أعيش حياتي بشكل طبيعي دون أي مشكلات ولم يكن فقدان البصر كان عائق أمامي”، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أن يدعمها ويقف بجانبها ويحقق حلها بالسفر إلى دولة إيطاليا، لاستكمال دراستها وقضاء معايشة مع المواطنين الايطاليين لتكتسب المهارات والتواصل والتمكين بالغة لتعود مرة أخرى لتنقل هذا العلم والفكر إلى الوطن لقيادة شبابها إلى مستقبل باهر بالنجاحات والتفوق ورفع رأيه العلم المصري مرفرف بالإنجازات.
وفي سياق متصل، تمكنت فتاة كفيفة حُرمَت من نعمة البصر منذ الصغر في محافظة بني سويف، من حفظ القرآن كاملاً وإجادته بالقراءات العشر، كما استطاعت أن تصعد سُلَّم الترقي مع كتاب الله عز وجل، لتصبح حياتها أكثر سعادة واستقرارًا، وانضمت رغم الصعاب التي واجهتها إلى أصحاب الهمم الذين يصنعون المعجزات، من خلال الإيمان والعزيمة.
زينب علي محمد، ابنة قرية "الشقر" مركز "الفشن"، جنوب محافظة بني سويف، كفيفة حاصلة على كلية أصول دين جامعة الأزهر منذ 4 سنوات بتقدير عام جيد جدًا، كان سلاحها الذي تمتلكه وحملته لتحفظ القرآن الكريم كاملاً "الهمة، والإرادة، والعزيمة"، وحصلت على العديد من شهادات التقدير، والجوائز المالية، ومراكز متقدمة في مُسابقات حفظ القرآن الكريم.
كان لشقيقها إبراهيم، دورا كبيرا في حفظها القرآن؛ إذ كان لسماعها تلاوة شقيقها لآيات الذكر الحكيم بصوته سببًا وهي في التاسعة من عمرها، في الإقبال على قراءته، حتى ختمت حفظه، وهي في سن الثانية عشرة من عمرها.
وهي تبلغ من العمر 9 سنوات، لاحظ شقيقها إبراهيم وهو يحفظ القرآن الكريم، رغبة شقيقته الطفلة الكفيفة "زينب" في تلاوة القرآن وقدرتها الكبيرة على الحفظ، مما دفعه إلى اصطحابها معه إلى كُتاب الشيخ علي عويس بالقرية لتحفظ القرآن الكريم، حيث أظهرت نبوغًا في حفظه وتلاوته، حتى ختمت القرآن الكريم كاملًا وهي في سن 12 عامًا.
يقول شقيقها إبراهيم لـ"القاهرة 24": "لاحظت قدرة زينب الكبيرة على حفظ القرآن، إلا أنني لم أكن أتوقع حفظها كاملًا في عمرها الصغير، وكانت تطلب زيادة الآيات المُطالبة بحفظها، حتى تمكنت من حفظ القرآن كاملًا خلال 3 سنوات فقط".
من جهتها، تقول "زينب": “بعد أن أتممت حفظ القرآن الكريم، راودتني رغبة شديدة في أن ألتحق بالأزهر لأكمل تعليمي، وتم عقد اختبار لي في حفظ القرآن الكريم بمنطقة الأزهر، وبعد نجاحي في الاختبار تم التحاقي بالصف الأول الإعدادي، حيث لم أكن قد درست قبل ذلك في المرحلة الابتدائية، وتفوقت في دراستي حتى التحقت بكلية الدراسات العربية والإسلامية ببني سويف بجامعة الأزهر شعبة أصول دين تخصص حديث نبوي”.
وأكملت: “كانت إدارة الكلية تخصص لي عاملة في الكلية، لكي تكتب لي في الامتحانات، وأثّر ذلك على تقديري في الفرقة الأولى والثانية؛ بسبب سوء خط العاملة، وبعد أن غيّرت العاملة حصلت على تقدير جيد جدًا في الفرقة الثالثة والرابعة، وحصلت على تقدير جيد جدًا، ثم حصلت علي إجازة حفص في حفظ القرآن الكريم ،وخلال أيام سأحصل على إجازة القراءات العشر الصغرى في القرآن”.
وناشدت زينب ، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكذلك الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، بمساعدتها في منحها فرصة عمل، لتحفيظ القرآن الكريم في المعاهد الأزهرية، للإنفاق على نفسها، حيث إن والدها متوفٍ منذ 10 سنوات وشقيقها الوحيد يعمل باليومية، كما أنه متزوج ويعول والدته وزوجته وأبناءًا صغارًا وليس لها مصدر رزق تعتمد عليه.