السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"تعويذة".. قصة قصيرة لبستاني النداف

بستاني النداف
ثقافة
بستاني النداف
السبت 17/أبريل/2021 - 03:17 م

يتمتم بكلمات مبهمة ثم يتحول البطل لطائر أسطوري ذي جسد حديدي.

الرصاصات المنطلقة من الغابة لا تستطيع أن تنال منه، يلتقط الصور وأماكن التجمعات بين أشجار الغابة ثم يعود للوقوف أمام المرآة ويفك طلاسم التعويذة بتعويذة أخرى ويعود لوضعه الطبيعي.

 يخبرهم.

تنطلق الطائرات فتهجم على أوكارهم وتدمرهم، يقبل البطل حبيبته في النهاية.

"أنهار " ذات الجسد المكتنز  قبل أن تقضي على صحن الفول المقشور  لحقت بالقلم وكتبت التعويذة الثانية لتلحقها بالأولى ثم أغلقت التليفزيون.

ابتسامة عريضة ترتسم على وجنتيها المنتفختين حين شعرت أنها وجدت ضالتها المنشودة في الفوز بحبيبها، حبيبها الذي لا يشعر بها مطلقا و يهيم عشقا في بنت الجيران.

تغمض عينيها، ثم تبوح بكلمات للفراغ المحيط بها.

- الآن فقط أستطيع أن أحصل عليه، سأقرأ التعويذة على شرفتنا الضيقة، أريدها واسعة، أريدها أن تمتد لأمتار؛ كي تتناسب مع جسدي الرخو.

تحتضن وسادتها بقوة ثم تلقي بجسدها على السرير ، تبتسم، تستلقي على ظهرها، تنظر للسقف، حقل من الأمنيات ينمو داخل بؤبؤ   عينيها، تتكلم بصوت مرتفع وكأنها تحادث شخصا آخر.

- سأراه وهو يطل من شرفته، وسوف أغلق شرفتها التي ينظر إليها دائمًا.

تفتح ألبوم صورها، تحملق في صورة جارتها ذات الجمال الأخاذ، ينتابها سيل من الأحزان، تتغير ملامحها، تصطك أسنانها كأن برودة شديدة تسري في جسدها، تُتمتم بكلمات غاضبة 

- هذه التي تشبه غصن سيسبان جاف، ماذا يعجبه فيها إنها لا تستطيع أن تأكل رغيفين ( فينو) في الوجبة الواحدة ، أو ربما أنها عملت له عملا لينشغل بها عني!.

تجري، تقف أمام المرآة، تحملق فيها بنظرات حادة، تقرأ التعويذة، ترددها لمرات عديدة، تستمر في الترديد للمرة المائة، زغللة تصيبها غلظة تعلو صوتها وشارب ينبت في وجهها، جسدها البدين يتحول لعود خيزران ممشوق القوام، قشعريرة تسرى في وجدان المكان من فرط ضحكاتها المرتفعة، تنظر بعينين شربتا كأسين من الدماء، ثم تزعق بكلمات شرهة بعد أن تمسح بمخالبها كم الدماء السائل من فمها.

 - الآن أصبحت رجلا مثلك يا حبيبي، سوف أختطفها منك، سأستعمل فهمي للنساء، سأهديها زهور الياسمين التي تحبها، سأعتلي السور من أجلها، سأكون بطلها الذي تتمناه في مخيلتها وبعدها سأقرأ تعويذتي مرة أخرى وأعود إليك لأكون حبيبتك أنا فقط... والآن سأنطلق، نعم سأنطلق، اكتملت رجولتيـ سأسمي نفسي حاتما، وحتما سأنجح في الوصول لقلبك يا حبيبي بعد أن أحطم معشوقتك التي شغلتك عني.

الزغاريد المنطلقة من النوافذ المجاورة لعمارتها تخترق أذنيها، تجري ناحية الشرفة وتدخلها بصعوبة، الزينات معلقة على النافذتين.

الحبيبان يرسلان القبلات عبر الهواء.

 الدموع تنهمر من عينيها، تعود للمرآة، لا تجده.

تابع مواقعنا