الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لعنة الفراعنة.. حجّة البليد

الخميس 15/أبريل/2021 - 07:19 م

مرت مصرُ بعددٍ من الكوارث في الفترة الماضية، تزامنًا مع افتتاح متحف الحضارة ونقل المومياوات الملكية، أولها جنوح السفينة البنمية فى قناة السويس، لتلفت أنظار العالم وتُوقف حركة الملاحة العالمية، وفى نفس الوقت حادث قطاري سوهاج، والذى أسفر عن عدد من القتلى والجرحي، وانهيار عقار في جسر السويس، وسقوط عمود من كوبرى قيد الإنشاء فى ترسا بالجيزة، ونشوب حريق فى نفق الأزهر، وكذلك اندلاع حريق آخر في بعض المحال المجاورة لمحطة الزقازيق.

وقد ربط كثير على وسائل التواصل الاجتماعى بين الحوادث وأن السبب فيها هو الحدث التى تنتظره مصر، وهو نقل عدد من المومياوات من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة، فكل هذه الكوارث نتيجة لفساد البعض أو التقصير البعض في عملهم ولا علاقة للعنة الفراعنة بالأمر، وأنما "هى حجة للبيلد"، وهى محضّ صدفة.

والدليل المادي الآخر أن هناك العديد من المشروعات تفتتحها الدولة ولا تتأثر بهذه الخرافات المضللة، وهذه الخرافة ليس لها أى أساس علمى أو تاريخى، وأنما ظهرت عام 1922م منذ افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في مدينة الأقصر بمعرفة العالم البريطانى هوارد كارتر.

وقد تسبب فتح المقبرة في وفاة عدد من الأشخاص الذين شاركوا في اكتشافها، قد انتشر في الصحف البريطانية حيئذ أن المتسبب فى وفاة هؤلاء المكتشفين للمقبرة لعنة حلت بهم بسبب فتحها، رغم أن العالم هوارد كارتر لم يمت إلا بعد ستة عشر عاما بمرض السرطان، كما أن من دل على المقبرة وهو المواطن الأقصري عبد الرسول، توفي بعد فتحها بعشرات السنين، وهو ما ينفي صحة وجود للعنة للفراعنة.

والحقيقة أن مكان مثل المقبرة مغلق منذ آلالاف السنين دون تهوية أو دخول أشعة شمس مليء بالميكروبات والفيروسات السامة التى تسبب الوفاة.

ويذكر أن الكاتب أنيس منصور في كتابه لعنة الفراعنة وراء العقل أن السفينة المشهورة تيتانك قد غرقت عام 1909م بسبب وجود مومياء فرعونية قد وضعت فى السفينة لنقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تسببت لعنتها فى غرق السفينة الأشهر في القرن العشرين، وهذه من الخرفات أو من وحى خيال أنيس منصور وليست حقيقة.

وعن آراء بعض الأثريين المصريين سأذكر الدكتور زاهى حواس على سبيل المثال لا الحصر، والذى قال لا يوجد ما يعرف بلعنة الفراعنة، وأن الصحفيين هم أول من ربطوا بين حوادث وفيات مكتشفي الآثار وبين اللعنة المذكورة، كما أن مكتشفي الآثار والمقابر توافيهم المنية بعد الاكتشاف، بسبب الهواء الفاسد والجراثيم التي تكونت على مدار آلاف السنين في المقبرة والتي استنشقوها، وبالتالي تهاجمهم هذه الجراثيم وتؤدي إلى الموت وقال قديما العلماء عندما يكتشفون مقبرة يدخلونها فور اكتشافها وفتحها، بينما الآن عند اكتشاف المقبرة وفتحها يتركونها عدة أيام بسيطة لتنقية وتجديد الهواء داخلها.

والخلاصة بعد عرض موضوع لعنة الفراعنة أن الله سبحانه وتعالى خلق لنا عقلا لنتدبر به الأمور التى تجرى حولنا، وكذلك وهب لنا العلم لكى نصل به إلى حقيقة الأشياء التى تثير الشكوك، فالعلم قادر على إجابة جميع التساؤلات، ومن هذه التساؤلات حول لعنة الفراعنة أن كانت حقيقية!، لماذا لا يتأثر العاملون فى حفر الآثار والبعثات الأثرية المنتشرة فى صعيد مصر منذ زمن بعيد بهذه اللعنة؟، إلا لميراث من عدم المعرفة التى آن الآوان أن نسلط الضوء عليها لمعرفة هى هل حقيقة أم خرافة؟!

وأخيرًا، كل هذه الخرافات المنتشرة في الثقافة المصرية ما هى إلا محاولة لمزج العلم بالخرافات وهو أمر غير مقبول فى وجود العلم الذى يبين لنا كل ما اختلفنا عليه وحوله، والحقيقة إذا كان هناك حوادث فهناك مسببات علمية أو لعنة الإهمال أو لعنة الفساد وليس خرفات لا أصل لها.

تابع مواقعنا