في أمسية محمد حمدي إبراهيم الثقافية: مفكر التخصصات النبيلة ويمثل حفريات المعرفة
نظمت لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور أنور مغيث، تحت رعاية الدكتور إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور هشام عزمي؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أمسية ثقافية للااحتفاء بالمفكر والمترجم الدكتور محمد حمدي إبراهيم.
وشاركت بالأمسية كوكبة كبيرة من المثقفين والنقاد بجانب نخبة من تلاميذه ومحبيه ومنهم: الدكتور أحمد الشربينى، والدكتور أنور مغيث، والدكتورة مكارم الغمرى والدكتور هشام درويش وأدارت الأمسية الدكتورة جهاد محمود، كما تضمنت الأمسية عرض فيلم تسجيلى قصير حول مشوار الدكتور حمدى إبراهيم الشقاقي؛ وشهدت الفعالية مواصلة المجلس الأعلى للثقافة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كوفيد-19.
بدأت الندوة بترحيب الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بالحضور قائلًا: "كثيرة هى المناصب وعديدة هى الخبرات ومتنوعة هى التجارب، عميدًا للكلية العتيدة آداب القاهرة: ونائبًا لرئيس الجامعة العريقة (جامعة القاهرة) علاوة على مناصب أخرى، منها أنه عمل مقررًا للجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة لسنوات طويلة، ويبقى الأستاذ المتمكن والباحث الرصين والعالم القدير كعلامات مضيئة فى تاريخ الرجل مما أكسبه تميزًا فى مجاله وتفردًا بين أقرانه، تحية تقدير وإعزاز واحترام للأستاذ الجليل فى ليلة تكريمه ودعاء إلى المولى عز وجل أن يمتعه بوافر الصحة والعافية، وأن يطيل فى عمره ليستمر فيض عطاءه دومًا".
وتحدث الدكتور أنور مغيث قائلًا: "إنه لا يزال يعمل على خطى العالم الكبير الدكتور محمد حمدي، وأنه قرر تكريم جميع أصحاب البصمات فى مجال الترجمة، على أن تكون أولى هذه الاحتفالات بتكريم المفكر الكبير الدكتور محمد حمدي، ونحن حقيقة نشعر بالفرحة والسعادة لتكريمه فى مجالات اللغات والترجمة وتحديدًا اللغة اليونانية والأثينية، وأيضا عالم الرياضيات البحتة ويطلق عليها التخصصات النبيلة، وكل من يرتادوا هذه الكليات عندهم شغف وعشق للمعرفة وهم من يملكون حفريات المعرفة، وهم دون غيرهم ممن يرتادوا مثلًا كلية الحقوق ليبصبحون قضاة أو كلية التجارة؛ فتصبح لديهم التخصصية فى العمل، ولكن اختيارهم إلى أين تقع المعرفة أولًا".
فيما تحدث الدكتور هشام درويش مشيرًا إلى إعجابه بأعمال ونقد الدكتور محمد حمدي وتحديدًا ترجمة موسوعة "كمبريدج" فى العصور الوسطى وترجمته التى كان يعيد وينشئ كل كلمة بها لتوضيح معناها الأعمق بالعربية، وأيضا دام عطائه فى عدة مجالات أدبية أخرى، وأشار إلى الدكتور أحمد الشربيني إلى أن الدكتور محمد حمدي فى الحقيقة نموذجًا للأستاذ الجامعي الرائع الخلوق المتواضع الخدوم بكل ما يعرفه أو لا يعرفه، وليس فقط كان مقتصرًا على كلية الآداب وجامعة القاهرة فقط، ولكنه كان على تعاون متواصل مع كليات الألسن واللغات والترجمة وبكل روح طيبة وتعاون دائم".
فيما قالت الدكتور جهاد محمود: يسعدني ويشرفني أن أتواجد وأشارك فى هذه الاحتفالية، التي يمكن أن يقال عنها أنها احتفالية تجمع بين مسيرة حياتية ومسيرة نقدية علمية؛ فأصبحت احتفالية بين النقد والحياة، وقد اخترت عنوان لهذه الاحتفالية وهو العلم الذهبي وشيخ الأدب اليوناني، بوصفه المدخل الذي أراه مناسبآ للدكتور محمد حمدي إبراهيم؛ وهذا اللقب مكون من دالين؛ الدال الأولى (علم) ووظيفة العلم لغويًا تتمثل فى تحديد مسماه على وجه الإطلاق، دون حاجة إلى إضافة لفظية أو معنوية، والدال الثانية “الذهبي”؛ يأتي بوصفه لقبًا وإنه وصف مناسب لموصوفه؛ فالذهب جوهر نفيس يحتفظ بنفاسته برغم مرور الزمن.