بنسبة نجاح 97%.. مصري بأمريكا ينجح في تشخيص سرطان الرئة آليًا
أظهرت أبحاثه نتائج متميزة، حصلت على براءات اختراع والعديد من الجوائز، أحدثها جائزة “جون إم هوشنز” لأفضل رسالة دكتوراة جديرة بالتقدير، إنه أحمد الشافعي، خريج جامعة الإسكندرية في كلية الهندسة، الذي استطاع أن يقدم نظامًا جديدًا غير جراحي ولكن آلي، بمساعدة الحاسب الآلي للتشخيص المبكر لسرطان الرئة.
في يوليو المقبل سيتم أحمد الـ 6 سنوات في أمريكا، عمل بعد تخرجه عام 2005، لمادة عام في شركة نظم برمجية، وتم تعيينه في الجامعة، وحصل على الماجستير في قسم الرياضيات والفيزياء الهندسية.
"البحث بدون تطبيق بلا قيمة".. هكذا أوضح أحمد في حديثه لـ "القاهرة 24” قناعته التي يستند عليها في دراسته وعمله، مستطردًا أنه أحد أسباب دراسته للهندسة، هو حبه للدراسة التطبيقية، وأنه يرى أن دراسة الهندسة تؤثر في حياتنا، ويمكن استغلالها في حل مشاكل كثيرة نواجهها.
"السفر لفترة طويلة كان صعبًا لأني مرتبط بعائلتي وأصدقائي"، هكذا عبر أحمد عن اللحظات الفارقة في حياته، حيث سافر إلى أمريكا عام 2015 في منحة من جامعة لويزفل في ولاية كنتاكي، وخلال تلك الفترة تعرف على مصريين، وعبر عن امتنانه لمساعدتهم له في بدايات سفره.
لم تكن تلك المعضلة الوحيدة وإنما البداية، يروي “الشافعي” أن خلفيته كانت هندسية ورياضية بحكم دراسته، لكن تطبيقه للبحث "تشخيص سرطان الرئة" يحتاج لرؤية طبية، حاول التكيف مع لغة، طريقة ونظام مختلف تمامًا لم يعتاد عليهما، بداية من التعرف على خصائص مرض السرطان، وتحديد ما إذا كان خبيثًا أم حميدًا.
"جامعة الإسكندرية كيان كبير تعلمت منه الكثير".. هكذا عبر أحمد عن حصاد ما تعلمه في مصر بجامعته، والتي كان خير عون له في البحث والدراسة.
اعتمد أحمد على الالتحاق بالعديد من المسابقات العلمية، وفي أول مسابقة له في عام 2017، حصل على المركز الأول، والتي فرح بها بشدة، معبرًا: "كانت أول إنجاز لطلبة الدكتوراة ولها طعم مختلف"، وتوالت المشاركات، ليحصد في السنة التالية المركز الأول مجددًا.
من مقاساة الألم يتولد الأمل، فعاش أحمد لحظات سأل فيها نفسه إذا ما كان مايفعله مفيدًا أم مجرد أوراق لا فائدة منها، ولكن ما ساعده على الاستمرار اللحظات التي يرى فيها ردود الفعل من الناس، وسعادتهم تجعله يشعر أنه على الطريق الصحيح.
يشرح أحمد لـ "القاهرة 24" فكرة الرسالة التي كانت سببًا في تأهله للفوز بالجائزة، والتي تحمل عنوان "مناهج تعلم الذكاء الاصطناعي لتشخيص سرطان الرئة" وقد قدمت نظامًا جديدًا للتشخيص المبكر لسرطان الرئة، ويستطيع هذا النظام أن يعرف نوعية الورم من خلال دمج المعلومات المستخرجة من الأشعة المقطعية والمؤشرات الحيوية للتنفس التي تم الحصول عليها من نفس الزفير لتصنيف عقيدات الرئة.
ويؤكد الشافعي أن النتائج كانت مرضية، حيث حققوا نتائج بنسبة 97% من الحالات التي صنفوها إذا كانت خبيثة أو حميدة، وكانت صحيحة، ونسبة الخطأ لم تتعدى الـ 3%.
ينوي أحمد الاستمرار في تجربته باحثًا عن عدد أكبر من المرضى، حيث مثلت فترة كورونا عقبة أمامه في تجميع حالات أكثر، وذلك بعد مناقشته الدكتوراة والتخرج في مايو المقبل.