«فوق كفِّ امرأة».. أخطر معارك فاطمة ناعوت من الأزهر لـ«المعبد اليهودي»
بين الحين والآخر، تُثير الكاتبة والشاعرة فاطمة الناعوت الجدل بآراء وأفكار ومقالات تكون سببًا فى تعرضها للهجوم، والدخول فى معارك مع مشايخ الأزهر، أو حتى المثقفين أنفسهم وأعضاء مجلس النواب، وهى «الخناقات» التى قد تصل لـ«ساحات المحاكم».
«ناعوت» تواجه دائمًا اتهامات بـ«البحث عن الشهرة»، ومهاجمة الدين فى سبيل الحصول على «جوائز دولية»، لكن الشاعرة والكاتبة الصحفية ترفض هذه الاتهامات، وتقول إنها تدفع دائمًا ثمنًا لـ«أفكارها التنويرية».
«البرلمان» يُعلن الحرب على ناعوت بعد مقال «المعبد اليهودي»:
الحديث السابق تؤكده الأزمة الأخيرة التى تعرضت لها «ناعوت»؛ بسبب مقالها المنشور فى جريدة «المصرى اليوم» بتاريخ 10 ديسمبر الجاري، والذي حمل عنوان: «فى المعبد اليهودي.. بالقاهرة»؛ والذي قيل من المهاجمين لها إن «ناعوت» تروج فيه لـ«التهجير القسري لليهود» من مصر، فضلًا عن العمل على تشويه الدولة.
وقالت فاطمة ناعوت، فى مقالها إن «اليهود فى مصر لوحقوا وشُوِّهوا وحُرقت ممتلكاتهم وطُردوا من ديارهم بمصر»، كما قالت «إن من هُجِّروا قسرًا من يهود مصر لم يذهبوا إلى إسرائيل».
وهاجم مجلس النواب «ناعوت»، واتهمها بـ«تشويه مصر»، والترويج لادعاءات كاذبة تخدم أعداء الأمة، فضلًا عن العمل على خدمة المنظمات الدولية مدفوعة الأجر، والتى تخطط لـ«تشويه تاريخ مصر».
كما طالب برلمانيون الكاتبة فاطمة ناعوت أن تذكر الدليل على تلك الادعاءات التى تذكرها بشأن اليهود فى مصر.
كما تقدم عبده زكى على موسى، عضو نقابة الصحفيين، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، ضد فاطمة ناعوت؛ بسبب اتهامها لمصر بـ«التهجير القسري لليهود»، وحمل البلاغ، رقم «17447» عرائض النائب العام لسنة 2018.
تهمة «ازدراء الدين الإسلامي» تطارد الكاتبة المعروفة:
فى أكتوبر 2014، تعرضت «ناعوت» للهجوم عليها، واتهامها بـ«ازدراء الدين الإسلامي»؛ بسبب انتقادها شريعة الذبح في عيد الأضحى، وقولها عن ذلك «أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون».
وكتبت «ناعوت»: «بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم.. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي».
وأُحيلت «ناعوت» بسبب هذه الواقعة إلى محكمة الجنايات بعد تحقيقات النيابة العامة معها في اتهامات وجهت إليها بـ«ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة الأضحية»، وحكم عليها بالحبس ثلاث سنوات، ثم جرى تخفيف هذا الحكم لـ«6 أشهر مع إيقاف التنفيذ».
أزمة تصريح «زواج ابنتها من مسيحى»:
كما تعرضت فاطمة ناعوت لانتقادات بعد تصريحها الخاص بأنها «لا تمانع من زواج ابنتها من مسيحي إذا كان زواجًا مدنيًا بالمخالفة مع الدين الإسلامي، وأن تركيبة عقلها علمانى»، مشددة على أن يكون اختيار الدين متاحا للجميع، قائلة: «كيف يختار الإنسان سيارته وبيته ولا يختار دينه».
وطالبت «ناعوت» في حوار تليفزيوني بتدريس الدين المسيحي في المدارس لتعريف الناس بالمسيحية.
وقالت أيضًا إنها مسلمة بـ«الصدفية» لم تختر دينها مثلها مثل كل المصريين الذين ولدوا علي ديانتهم، مؤكدة أن المسلمين لم يقرأوا الإنجيل، كما لم يقرأ المسيحيون القرآن.
«الأفكار المتحررة» وراء المعركة مع خالد حربي:
فى لقاء مع برنامج كانت تقدمه الإعلامية هالة سرحان على فضائية «روتانا مصر» عام 2012، نشبت معركة بين فاطمة ناعوت، وخالد حربى، المنسق العام لحزب «ائتلاف الجماعات الإسلامية».
وخلال اللقاء التليفزيوني، هاجم «حربى» المقالات التى تنشرها الشاعرة فاطمة ناعوت فى الصحف المختلفة، ووصفها بـ«المقالات المتحررة».
ووجه حديث لـ«ناعوت» قائلًا: «أنت ليكي حرية معينة في التعامل مع نصوص الإسلام في كل مقالاتك لن أسمح بها في اللقاء».
وردت عليه الكاتبة الصحفية قائلة: «أنت لاتملك أن تسمح أو لا تسمح»، فرد عليها خالد حربي: «أنا لن أسمح بالطبع لأن هذا ديني الإسلامي الزمي حدودك».
وتدخلت وقتها الإعلامية هالة سرحان لإنهاء هذه «المعركة الكلامية» بعد أن وصلت الأمور بين «ناعوت» و«حربي» للسب وتوجيه الشتائم لبعضهما البعض.
مهاجمة مناهج التعليم:
كما هاجمت فاطمة ناعوت المناهج التى يتم تدريسها فى «الحضانات»، مشيرة إلى أن هذا الأمر «كارثى» وأن دولة الإمارات تخلصت من الطائفية في التعليم من خلال الاعتماد على مصريين ساهموا فى تنقية المناهج التعليمية.
وأضافت أن الطفل الذي يدرس تلك المناهج، يكون طائفيًا، والمناهج هى من جعلته على هذه الصورة.
لم يتوقف الأمر بالهجوم على المناهج التعليمية، بل انتقدت «ناعوم» فى وقت سابق «الأزهر الشريف»، زاعمة أنه يحارب المفكرين والمثقفين، وأنه ضد التنوير فى مصر، فضلًا عن عدم استجابته (على حد قولها) لدعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاصة بـ«تجديد الفكر الدينى».
من هي فاطمة ناعوت؟:
تكشف السيرة الذاتية الخاصة بـ«فاطمة ناعوت» أنها كاتبة وشاعرة ومترجمة ومهندسة معمارية، ولدت في 18 سبتمبر سنة 1964 بالقاهرة، وحصلت عام 1987 على بكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة عين شمس، ولها دواوين شعرية مثل «قارورة صمغ» الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الشعر العربي بـ«هونج كونج» عام 2006، كما ترجمت عددًا من الروايات لكبار الأدباء مثل: «فرجينيا وولف» و«فيليب روث» و«چون ريفنسكروفت».
من أعمالها الشعرية أيضًا: «على بعد سنتيمترٍ واحد من الأرض»، «قطاع طولي في الذاكرة»، «فوق كفِّ امرأة» – المستوحى منه العنوان – «اسمي ليس صعبا»، «صانع الفرح».