الفرعون المحارب.. مومياء ملك صنع المجد وحرر مصر من الهكسوس
في العائلة الملكية بمدينة طيبة “الأقصر”، ولد ملكًا محاربًا، يسمى أحمس “سيد القوة رع” مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، ابن الفرعون سقنن رع وشقيق الفرعون الأخير من الأسرة السابعة عشر “كامس”.
في السابعة من عمره قتل والده، وفي حوالي العاشرة توفي شقيقه لأسباب غير معروفة ولم يحكم سوى لثلاث سنوات فقط.
تولى أحمس الأول العرش بعد وفاة أخيه، وبعد توليه أصبح يعرف باسم نب-بتي-رع.
عبادة أحمس الأول
كانت عبادة أحمس الأول منتشرة في البلاد، وبخاصة في العرابة المدفونة "أبيدوس" حيث أقيم له ضريح وهمي وشعائر دينية، وقد ظلت عبادته حتى عهد الأسرة التاسعة عشرة، وبخاصة لأن تمثاله كان يقوم بالفصل في المخاصمات التي كانت تقوم بين أفراد الشعب، ولا أدل على ذلك مما جاء على اللوحة التي عثر عليها في “العرابة المدفونة”، وهي محفوظة الآن بالمتحف المصري بالتحرير.
أحمس الفرعون المحارب وطارد الهكسوس
ورث أحمس العرش عن أبيه "سقنن رع" أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس ومطاردتهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم أحمس طرد الهكسوس خارج البلاد.
جرى أحمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم الملك بعض الأسلحة الحديثة في حروبه ضد الهكسوس مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس “صان الحجر" حاليا عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ.
مقابر أحمس الأول
للملك أحمس مقبرتان إحداهما في أبيدوس وتتكون مقبرته من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899، في طيبة بالأقصر.
ويُذكر أن المقبرة قد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص، وقد اكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر 18 و 19 و 21، وقد تم التعرف على موميائه في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو، وكان طول المومياء 1.63 سم ولها ووجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم للصدر.
طارد الهكسوس في رحيلة إلى الفسطاط
خلال الأيام المقبلة وبالتحديد يوم 3 أبريل المقبل يشهد ميدان التحرير منافسة قوية بين ميادين مصر الحديثة، وذلك بسبب مرور موكب المومياوات الملكية منه، حيث توجد المسلة في وسط الكباش وحولها 4 كباش تم نقلها من معابد الكرنك بالأقصر، وترمز الكباش للإله خنوم أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة، وهو رمز الخصوبة لدى قدماء المصريين، وستمر 21 مومياء مع مومياء الملك أحمس عبر عدة أماكن وسط القاهرة حتى يصلوا إلى المتحف القومي الحضارة المصرية بالفسطاط.