السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

معالم مصر (5).. دير السريان بوادي النطرون

دير السريان
ثقافة
دير السريان
الثلاثاء 30/مارس/2021 - 03:45 ص

تمتلئ مصر بالمعالم الأثرية المتنوعة على جميع العصور والحقب التي مرت عليها وعلى مختلف الأديان ما يجعلها نموذجا مدهشا لتلاقي الحضارات الإنسان بغض النظر عن دين أو جنس معين، وبالتالي فهي قبلة السياح من جميع الأجناس والأديان، ومن هذه المعالم ديرالسريان في وادي النطرون.

أنشئ دير "والدة الإله السريان، وهو الاسم الذي أصبح يعرف به، في القرن السادس الميلادي بوصفه دیرا مقابلا لدير الأنبا بيشوى، ويذكر التقليد أن أسقفا يدعى "ماروتاس من مدينة  مدينة "تكريت " العراق حاليا) اشتری الدير من مواطنيه غير أن بعثة دراسية أبدت مؤخرا نظرية أن الشراء الفعلي للدبر لم يتم؛ فلم يكن الدير مطلقا "سريانيا" بأكمله، ولكنه كان مجتمعًا مشتركا يعيش فيه الرهبان "السريان والأقباط" معا، ويتفوق أحيانا عند بعضهم على الآخر، وعُرف الدير باسم "السُريان" للمرة الأولى في القرن التاسع الميلادي وتأكدت قوة الوجود السرياني فيه حتى القرن الحادي عشر الميلادي، وربما أصبح الدير من جديد "قبطيا" في القرن السابع عشر الميلادي.

وحسب كتاب الكنائس في مصر الصادر عن المركز القومي للترجمة تأليف جودت جبرا وجيرتود ج.م. فان لوون وكارولين لودفيج وترجمة أمل راغب، فإن "الأنبا موسى نصيبي  الذي عاش في النصف الأول من القرن العاشر الميلادي، وهو رئيس الدير وأهم شخصية في تاريخ دير "السريان"؛ قام بتجديد كنيسة القديسة العذراء وأثري مكتبة الدير بعدد كبير من المخطوطات السريانية، وتقول الكتابات السريانية الموجودة على الأبواب الخشبية متعددة "الأضلاف"، الخاصة بالهيكل و"الخورس، أنه الذي أعطى التكليف بعملها والزينة الفريدة من نوعها المصنوعة من الجص الموجودة في الهيكل الأوسط، وكنيسة  "الشهداء الصغيرة"، بجانب مدخل الكنيسة، ربما ترجع إلى عهده، ولكنها قد تعود أيضا إلى القرن التاسع الميلادي. والجص الموجود بالكنيسة شديد الشبه بالمشغولات الجصية بمدينة سامراء بالعراق.

ولا تزال كنيسة القديسة العذراء تحتفظ بمعظم معالمها الأصلية، و"صحنها"، وممراتها الجانبية وممر غربي، و"خورس" يعد الأول من نوعه الذي بقي بحالة جيدة ويدل على أنه قد أدرج في التصميم منذ البداية. وقد بنيت هياكل الكنيسة في وقت لاحق، ولكنها بنيت قبل عمل المشغولات الجصية.

وحتى عام ۱۹۸۸م. ، كانت بالكنيسة ثلاث جداريات مرئية بنت في تجويف ثلاثة أنصاف قباب، اثنتان منها على جانبي "الخورس" والثالثة بأقصى غرب "صحن" الكنيسة، وترجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وأدى حريق، وقع بأقصى غرب الكنيسة، إلى سقوط أجزاء كبيرة من الحصن فكشف الطبقة القديمة، الموجودة بأسفل، عن لوحة جدارية رائعة لـ"البشارة" أدت إلى القيام بحملة ترمیم الكنيسة.

 وتم العثور، حتى الآن، على أربع طبقات من الرسومات الجدارية وكتابات باللغات السريانية والقبطية والعربية، يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين السابع والثالث عشر الميلاديين، وتلفت هذه المعلومات الجديدة الضوء إلى جزء مهم من تاريخ الدير وتاريخ الجداريات في الكنائس المصرية.

 

تابع مواقعنا