محبوب الإله.. الملك مرنبتاح يستعد لمغادرة متحف التحرير
تستعد مومياء الملك مرنبتاح خلال الأيام القليلة المقبلة للمغادرة من المتحف المصري الكبير إلى متحف الحضارة بالفسطاط في موكب ومعها 21 مومياء ملكية، في عربات صنعت خصيصة لها مصنوعة على الطراز الفرعوني القديم، وبها قرص الشمس المجنح الذي يرمز لقوة الإله حورس بأسوان، وعلى العربات نجد أشكال رُسمت على شكل طلقات خرطوشية وهي “الخرطوش الملكي”، ويحول كل خرطوش أسماء واللقاب الملك الخاصة به، ويكتب على العربات اسم تتويج الملك واسم الملمك المنتسب للإله رع “اله الشمس في مصر القديمة”.
وصفوه بفرعون الخروج “مرنبتاح القائد العسكري”
مرنبتاح الابن الثالث عشر من أبناء الملك رمسيس الثاني الفرعون المحارب، تولى عرش البلاد في السنة الـ55 من حكم أبيه رمسيس الثاني وأمه الأميرة “است نفرت”، وشن القائد مرنبتاح حملات عسكرية كبيرة خلال فترة ولايته للعرش، وفي العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدة شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم، أما بالنسبة لعلاقتة بخروج بني إسرائيل فهو أمر عار من الصحة تمامًا، وانتشرت تلك المعلومات بسبب وجود لوحته الشهيرة والمعروفة باسم لوحة إسرائيل بالمتحف المصري، لكن هناك ليس دليل واضح يوضح علاقة مرنبتاح بإسرائيل.
مرنبتاح صاحب أعظم عمارة في مصر القديمة
عندما تولى مرنبتاح العرش لم يجد إرثًا عظيمًا ينفق منه على إقامة المعابد والقصور، وذلك بسبب ما فعله والدة رمسيس الثاني من مبانٍ عظيمة لا يكاد يذكر، وقد عوض ما فاته في هذا المضمار باغتصابه كل ما حلا في عينيه من آثار أسلافه، ويحذف اسم صاحب الأثر ويضع اسم "رع وسر معت رع ستپ ن رع"، ومعناها محبوب أمون، وقد اتبع مرنبتاح طريقة وحشية أبية خشنة تدل على انعدام الروح الفنية عنده وعند أولئك القوم الذين قاموا بتنفيذ تعليماته وخططه؛ فقد رأينا أنهم أخذوا ينقشون اسم “مرنبتاح” على كل أثر جميل بعد محو اسم صاحبه بصورة تزور عنها العين وتشمئز منها النفس، ويعافها الذوق السليم.
مومياء مرنبتاح بوادي الملوك
عند موت الفرعون المحارب دفنت المومياء الخاصة به مقبرتة والمعروفة بالمقبرة رقم 8 بوادى الملوك ثم نقلت لاحقًا إلى مقبرة أمنحتب الثانى، والأمر المحير الذي أرجه أن يكون ذلك الفرعون هو فرعون الخروج قد وجد أن جلد المومياء أصبح ذا لون أفتح من المعتاد، وذلك يرجع أساسا لاستخدام كثير من الملح فى عملية التحنيط، وهذا اللون الفاتح أدى بعض العلماء للاعتقاد في أن مرنبتاح هو نفسه فرعون الخروج المذكور في العهد القديم الذي غرق في البحر الأحمر، إلا أنه لا شيء في هذه المومياء يدعم هذا الرأي.
مومياء مرنبتاح تحت كبسولة الهيدروجين
قبل نقل المومياوات من المتحف المصري بالتحرير ووضعها في مكانها الأبدي بمتحف الحضارة نرى مومياء طولها 171.4 سم راقدة أسفل الكبسولة لتعقيمها جيدًا قبل النقل، ويبدو أن الفرعون كان يعاني من مشكلات في أسنانه وكسر في عظام الفخذ، وفي أثناء بحثهم عن الذهب داخل الجثمان، شرخ لصوص المقابر القدماء عظمة الترقوة اليمنى وجرحوا الكتف اليسرى ربما باستخدام سكين أو بلطة لعمل ثقب في الجسم.
