"بطل بنكهة شعبية".. من عربة الفول إلى العالمية في رياضة القتال المختلط
الإصرار والمواجهة والتحدي عدد من الدوافع استطاع من خلالها مواجهة ما قابله من معوقات للوصول لهدفه، فأدرك أن الحياة صراع وكفاح بين توفير لقمة العيش له ولأسرته وبين الوصول لهدفه المنشود الذي يسعى إليه طيلة حياته.
"عمرو عشري" الشاب العشريني الذي جاء من محافظة الفيوم إلى أضواء القاهرة الكبرى باحثًا عن لقمة عيش وإيجاد فرصة تكفل له الوصول إلى هدفة المنشود فهو يعشق الفنون القتالية منذ نعومة أظافره.
"من وأنا صغير وأنا بحب أفلام الأكشن والرياضة القتالية، ولاحظ والدي حبي للفنون القتالية وقدم لي في تمارين الكونغ فو، ولكن بعد ذلك رفض والدي الاستمرار في تلك الرياضة عندما طلب منه المدرب أن أذهب لتمثيل المحافظة في بطولة الإسكندرية، خوفا من الإصابة وعدم تحمل التكاليف المادية الإضافية"، هكذا بدأ عمرو حديثه لـ"القاهرة 24" ولكن على الرغم من ذلك ظلت رياضة الفنون القتالية حلمًا يراوده دائمًا.
واستطاع عام 2013 أن يخطو الخطوة الأولى في الوصول إلى ما يريد فانتقل من الفيوم إلى القاهرة وعمل مع أعمامه بائع فول في منطقة 6 أكتوبر بالجيزة، وبدأ في العودة والانتظام في أداء التمارين.
وفي ذلك الوقت شكلت عربة الفول مصدر رزقه الوحيد الذي من خلالها كان يقوم بالتكفل بعائلته، ويقتص جزءًا من يوميته للإنفاق على تمارينه التي يقاتل فيها للوصول إلى ما يريد.
ويتابع عشري: "أنا ماكملتش تعليمي وربنا إداني موهبة وأتمنى من ربنا أني أقدر أبقى بطل العالم وأرفع علم مصر في أمريكا في منظمة UFC قصاد المحترفين الكبار عشان أثبت لكل العالم أن مصر فيها أبطال لا ينقصهم إلا الدعم ومش هتنازل عن الوصول لهدفي".
وفي همة ونشاط يبدأ يومه من الساعة 3 فجرًا، يستيقظ ويسرع إلى المخزن ليحضر "إدارة الفول" من المخزن بمنطقة فيصل، ثم يذهب إلى المحل الصغير الذي يعمل به، ويبدأ في تحضير السندوتشات وخدمة الزبائن، ثم ينتهي عملة الساعة 3 عصرًا، ويتوجه إلى الجيم الذي يقوم بأداء التمارين فيه في منطقة حدائق الأهرام الذي يجد في موطنه مسعاه في تحقيق هدفه، ثم ينتهي الساعة 11 مساء، ويقوم أهم شخص يدعمه ويؤمن بموهبته ويتبناها والذي يدعى كابتن محمود سلامة، بتمرينه بشكل متواصل.
وبالرغم من ظروفه المعيشية القاسية فإنه يحرص على الاشتراك في جيم يفوق قدراته المادية بعض الشيء رغبة منه في الوصول لهدفه بأسرع وقت.
وحاز عمرو على عدد من الجوائز في رياضة القتال المختلط فكانت أول بطولة في بلده في الفيوم، والتي تأهل منها إلى بطولة الجمهورية، وكذلك حاز على بطولة هيرو الصعيد وهي بطولة "k1"، وبطولة مواي طاي، وحصل على المركز الأول فيها، وبطولة المحترفين التابعة لمنظمة RFG، بالإضافة إلى العديد من البطولات التي خاضها ولكن لم يحالفه الحظ الفوز بها، ويقول إنه مؤهل لبطولة monster الشهر المقفبل، وهي بطولة مشتركة بين مصر وروسيا.
وعن أصعب موقف مر به عندما أصيب في إحدى البطولات، وأدّت تلك الإصابة إلى نزيف شديد من أنفه ولم يستطع أن يوقف النزيف، وأدى ذلك إلى خسارته البطولة، والموقف الآخر هو مرض والده واحتياجه إلى إجراء عملية وعدم قدرته على توفير المصاريف.
فتحية لكل بطل استطاع بثبات مواجهة وتحطيم كل ما قابله من معوقات كانت حائلًا بينه وبين الوصول لحلمه، وآمن بموهبته وعمل بجهد وتركيز على تطويرها، وتحدى كل المصاعب.