الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الاعتراف بالجميل.. أميرة عرفة كانت طوق النجاة لانتقال حياة طفلها من اليأس إلى عتبات النجاح

أميؤة عرفة
كايرو لايت
أميؤة عرفة
الإثنين 22/مارس/2021 - 03:11 م

على الرغم من صغر كلمة الأم فإنها تحمل معاني ومشاعر كبيرة تكمن في سر من أسرار الدنيا، فإذا كانت هناك قصة حياة ناجحة وواعدة فلا بد أن نعلم أن الأم هي الدافع الواقف خلفها، وفي هذه السطور نتطرق لتكريم "أميرة عرفة" الأم التي شكلت بيديها مستقبل صغيرها ودفن يأسه، ورفع إصراره عاليًا ليتربع على منصة النجاح.

قالت أميرة عرفة والدة أحمد طارق لـ"القاهرة 24" إنها تزوجت في عمر الـ18 عامًا، وأنجبت صغيرها "أحمد" في عمر الـ19، لتفاجأ بأن لديه نقصا كبيرا في الأكسجين أدى إلى مرض التأخر الذهني الذي ترتب عليه صعوبة في الكلام والمشي، لم تحزن أو تيأس لقدر ابنها بل حاولت تطويره من خلال التوجه به إلى أماكن جلسات التخاطب.

وتابعت "أميرة" أنها واجهت صعوبة عند تسجيله بمدرسة عادية، حيث إنه لم يستطع التأقلم مع زملائه بسبب حالته الخاصة، وقررت أن تذهب به إلى مدرسة تربوية لتساعده على التعلم مع مراعاة ظروفه.

الأم المثالية لشهداء الشرطة: "نجلي كان حابب الشهادة.. وكل الشكر للرئيس"

وأضافت ماما أميرة أنها بدأت تلاحظ تحسن مستوى "أحمد" في الدراسة وحرصه الدائم على وجوده بالإذاعة المدرسية وتقديم إحدى فقراتها، كما أنه أصبح يحصل على علاماتٍ عالية في دراسته، الأمر الذي جعله يحصل على لقب الطالب المثالي كل عام.

ولكن الأقدار السيئة ظلت تلاحق الأم "أميرة" حيث قالت إن ابنها في عز تألقه بمدرسته أصبح له اسم مميز لمن حوله، أُصيب بمرض ضمور الشبكية الذي أثر في بصره وأدى إلى ضعفه بشكلٍ كبير.

وأضافت أنها لم تيأس قط ولم تستسلم لمصير ابنها المُصر على اضمحلاله وانتهاء مسيرته بشكل مبكر، حيث قررت أن تذهب به لمركز نموذجي للمكفوفين كي يُكمل تعليمه ولكن بطريقة برايل، بل وقامت أيضًا بالذهاب به إلى مختلف الأندية الرياضية كي يتعلم السباحة.

وأوضحت "عرفة" أنه حصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في السباحة، بالإضافة إلى حصوله على مركز ثانٍ في كأس مصر.

لم يكتف أحمد بالحصول على تلك النجاحات حيث أكدت "الأم" أنه ظهر حبه لإلقاء الشعر أيضًا فكانت تساعده في حفظ الأبيات الشعرية وتعليمه كيفية إلقائها، من خلال شرائها كتب الشعر لمختلف الشعراء مثل محمود درويش، صلاح جاهين وهشام الجخ، واشتركت له في العديد من المسابقات كي يكون فقط سعيدًا وترى البهجة في عيون الصغير، ولكنه قام بنقل سعادته إلى أمه حينما حصل على المركز الأول في إلقاء الشعر من مهرجان الإبداع الفني لذوي الهمم، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول في مسابقة إيفرست، كما حصل على المركز الثاني في مسابقة الحلم المصري التابع لوزارة الشباب والرياضة ومسابقة وزارة الثقافة.

إلى أن طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركته في الملتقى الأول لمدارس التربية الخاصة، كما تم تكريمه من السفير الفلسطيني "دياب اللوّاح".

وعند سؤالها عن أبرز التحديات التي تواجهها معه قالت إنها تحزن عندما يصطدم بالأشخاص بالشوارع وسرعان ما يقومون بالصراخ بوجهه قبلما يتفهموا ظروفه، كما أنه كثيرًا ما يتعرض للتعثر وحده وهذا مؤلم لقلبها.

وأكدت "أميرة" أن دورها كأم لن ينتهي إلى هنا، حيث جاهدت كثيرًا إلى أن حصل على جائزة رواد الأعمال العرب ووسام التميز، وجائزة إنسان فوق العادة كما تم تصنيفه كأحد أفضل 100 شخصية عربية وسفير الإنسانية، وأخيرًا كونه عضو اتحاد شعراء وأدباء العرب.

وختمت الأم الفاضلة كلامها: "كل اللي بعمله عشان بس يكون سعيد في حياته، لأن أي نجاح بيوصله بوصل معاه وبحس أن تعبي ماراحش على الأرض".

تابع مواقعنا