اليوم.. ذكرى ميلاد عبد الفتاح الشعشاعي
تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من أهم قراء القرآن الكريم في مصر والوطن العربي وهو الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي، المولود في قرية شعشاع مركز أشمون بمحافظة المنوفية، 21 شهر مارس من عام 1890، وحفظ القرآن على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي وهو ابن ثماني سنوات، وكان ذلك في عام 1898.
سافر الشيخ الشعشاعي إلى طنطا لطلب العلم في المسجد الأحمدي وتعلم التجويد، ودرس هناك القراءات على يد الشيخ إسماعيل الشافعي، ثم عاد إلى قريته، وبعد أن أعجب شيوخخ بصوته وعذوبته نصحوه بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فقرر النزوح إلى القاهرة.
كانت بداية الشيخ الشعاعي مع فرقة للتواشيح الدينية، وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع، وفي ذات مساء دخل ليقرأ في الليلة الختامية المولد الإمام الحسين مع أعظم وأنبغ المقرئين أمثال: الشيخ محمد رفعت، والشيخ أحمد ندا، والشيخ على محمود وفي تلك الليلة ذاع صيته وعمت شهرته أنحاء المحروسة كلها.
ومنذ عام 1930 تفرغ الشيخ لتلاوة القرآن الكريم، وبعد افتتاح الإذاعة بدأ نجم الشيخ يتلألأ على أنه رفض التلاوة في الإذاعة في أول الأمر، خشية أن تكون التلاوة في الإذاعة من المحرمات، ولكنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان يتقاضى راتبا سنويا قدره خمسمائة جنيه مصريا.
ومما يحكى عنه أنه سافر إلى العراق في عام 1954، برفقة الشيخ أبي العينين شعيشع لإحياء عزاء الملكة عالية، وكان المطلوب هو الشيخ مصطفى إسماعيل، وحاول الشيخ أوب العينين شعيشع الاتصال به فلم يجده، فعرض على الشيخ الشعشاعي السفر معه فسافر، ولكنه فوجئ في أثناء استقبالهم في المطار بالسؤال عن الشيخ مصطفى إسماعيل فعلم أنه لم يكن مطلوبا وأن من أوقعه في الموقف هو الشيخ شعيشع فغضب وقرر الرجوع من المطار، فهدأه الشيخ أبوالعينين ثم انصرفا إلى الفندق، وقبل الذهاب للقصر قال الشيخ أبوالعينين: هل تحب أن يقال إنك لم توفق في هذه القراءة وتغامر باسمك، فابتسم الشيخ الشعشاعي ورافقه في القراءة وكانت من أجل قراءات الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، ثم زار العراق بعدها عام.
ويعتبر الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948.
ورحل الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي رحمه الله 21 من نوفمبر عام 1992.