في ذكرى رحيل علي الجارم.. هل قرأت روايته "غادة رشيد"؟
تحل اليوم ذكر وفاة الأديب الكبير على الجارم عام 1949، بعد رحلة حافلة بالعطاء تشمل النثر والشعر.
اسمه الكامل علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، من ماليد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر تعلم القراءة والكتابة في إحدى مدارس رشيد، وأكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، ليسافر بعدها إلى إنجلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر، حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه.
السمة السائدة في شعر علي الجارم أنه شعر المناسبات الوطنية والقومية، كما كتب في ضروب أخرى من الأغراض الشعرية مثل الرثاء، ومن أشهر أشعاره قصيدته في رثاء الزعيم الراحل سعد زغلول:
لا الدمع فاض ولا فؤادك سالي/ دخل الحمام عرينة الرئبال
أَبصرت أَعمى في الضَبابِ بلندنٍ/ مشي فلا يشكو ولا يتأَوَهُ
وفي الفخر والتباهي باللغة العربية كتب القصيدة التي يقول فيها:
يا ابنة السابقين من قحطان/ وتراث الأمجاد من عدنان
أنت علمتني البيان فمالي/ كلما لحت حار فيك بياني
رب حسن يعوق عن وصف حسن/ وجمال ينسي جمال المعاني
وعندما توفي أحمد شوقي رثاه بقصيدة يقول فيها:
هل نعيتم للبحتري بيانه/ أو بكيتم لمعبد ألحانه؟
ذكري رحيل علي الجارم
ما سبق كان على المستوى الشعري أما على المستوى النثري، فقد كتب العديد من الروايات منها "هاتف من الأندلس" و"فارس وملك"، و"فارس بني حمدان" وقصة "ولادة مع ابن زيدون"، وكلها روايات تنتظم تحت ما عرف بالرواية التاريخية.
وإذا توقفنا عند رواية غادة رشيد فسنجد أنها رواية تاريخية تدور حول (زبيدة) التي لقبت في كتب التاريخ بلقب "غادة رشيد"، لجمالها الفائق بين بنات رشيد، ويروي لنا علي الجارم قصة هذه الفتاة ابنة التاجر التي تبشرها عرافة بانها ستصبح سلطان لمصر مثل شجر الدر فتلعب الأحلام بعقلها فترفض كل من يتزوج بها حتى يطلبها جاك مينو قائد الجملة الفرنسية بعد مقتل كليبر، وتضحي بحل ابن عمها محمود العسال، لكن الأحداث تنتهي بها نهاية مأساوية عندما تسافر مع جاك مينو إلى فرنسا وهناك يهجها ويسيء معاملتها فتعود متخفية إلى مصر وتتوفى بعدها.
ورغم اللغة الرصينة في الرواية إلا أنها أخذ عليها تدخلات الراوي العليم بكل شيء الذي يتوقف في أمور كثيرة ليبدي رأيه، ويعطي تأملاته وانطباعاته للقارئ، كما يأخذ عليها الدكتور حلمي القاعود أن الأحداث هي التي تحرك شخصيات الرواية.