"الوصية"
• من الوصايا المنتشرة من أب لـ ابنه وفيه مصادر كتير بتنسبها لـ "لقمان الحكيم"؛ الوصية اللي هكتبها دلوقتي، وفيها من خبرات أب بيحاول يشّوف الحياة لإبنه من وجهة نظره شكلها عامل إزاي عشان يفتح عينه عليها بدري وهو مدرك أبعادها وحقيقتها.. الأب بيقول في الوصية: (إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور.. وإياك والشائعة.. لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر . وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه.. ادفع بالتي هي أحسن فأن العداوة تنقلب حباً!.. إذا أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه ففي السفر ينكشف الإنسان.. يذوب المظهر، وينكشف المخبر!.. ولماذا سمي السفر سفراً إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر!.. وإذا هاجمك الناس وأنت على حق فافرح إنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر.. فالكلب الميت لا يُركل!، ولا يُرمى إلا الشجر المثمر!.. عندما تنتقد أحداً فبعين النحل تعود أن تبصر، ولا تنظر للناس بعين ذباب فتقع على ماهو مستقذر!.. حينما يثق بك أحد فإياك ثم إياك أن تغدر!.. تعود يا بني أن تشكر.. اشكر الله!.. يكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر!.. أشكر الله وأشكر الناس فالله يزيد الشاكرين!، والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له يقدر!.. اكتشفت يا بني أن أعظم فضيلة في الحياة الصدق!، وأن الكذب وإن نجى فالصدق أخلق.. وفر لنفسك بديلاً لكل شيء.. استعد لأي أمر حتى لا تتوسل لنذل يذل ويحقر!.. واستفد من كل الفرص لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر.. اهرب من اليائسين والمتشائمين.. لا تشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك وإياك أن تسخر من شكل أحد.. فالمرء لم يخلق نفسه ففي سخريتك أنت في الحقيقة تسخر من صنع الذي أبدع وخلق وصور!.. لا تفضح عيوب الناس فيفضحك الله في دارك فالله الستير يحب من يستر!، ولا تظلم أحداً وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر أن الله هو الأقدر!.. لا تجادل .. في الجدل كلا الطرفين يخسر!.. فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن!، وإذا فزنا فلقد خسرنا الشخص الآخر).
• على عكس المتعارف عليه إنك الطبيعي لما تيجي تاخد الحكمة بتاخدها من الناس الكبيرة على أساس إنهم شافوا خبرات بحكم السن تخليهم مؤهلين يقولوا نصايح لغيرهم على الأقل ساعتها هتبقى متصدقة من اللي هيسمع لإنها كانت تراكمات فوق بعض؛ لكن أنا مش بشوف كده!.. في رأيي إن موقف واحد بس تمر بيه وبصرف النظر عن سنك قد إيه؛ كافي جداً يخليك تقدر تتكلم عنه واللي قدامك يتعلم منه.. طب وهنروح بعيد ليه!.. البنوتة الأمريكية "هولي باتشر" بنت كان عندها من كذا سنة فاتت حوالي 26 سنة بس لما فوجئت هي وكل أهلها وحبايبها إن عندها السرطان وأيامها في الحياة بقت معدودة!.. "هولي" اتوفت بسبب المرض بس قبل وفاتها كتبت يوم 3 يناير 2018 وصية فيها خلاصة تجربتها مع الحياة بشكل عام!.. طب لحظة!، وهي اللي لسه في نص العشرينات دي كانت شافت إيه عشان تتكلم عنه أو تقوله!.. شافت كتير.. زي أى حد فينا كلنا، والموضوع مالوش دعوة بالسن إنشالله لو اللي كاتب عنده 10 سنين!.. مش مهم عنده قد إيه؛ لكن الأهم شاف فيهم إيه.. الفكرة إن وصية "هولي" انتشرت جداً في كل العالم ولحد النهاردة واترجمت لأكتر من 12 لغة!.. كل ده دليل على إن اللي مكتوب فيها كان حقيقي قد إيه، ووصل للناس لأنهي درجة.. "هولي" قالت: (إنه لأمر غريب بأن تدرك وتتقبل قدرك وأنت في السادسة والعشرين من عمرك فقط!.. إنه واحد من الأمور التي ستسعى إلى تجاهلها.. تتعاقب الأيام كما أنك لا تتوقع منها إلا أن تتوالى، إلى أن يأتي ذلك الأمر غير المتوقع.. لقد تخيلت نفسي دائماً بأنني سأتقدم في السن وتملأ وجهي التجاعيد ويصبح شعري فضياً.. لقد خططت لبناء حياتي مع شريك حياتي.. أرغب بذلك الأمر بشدة.. إن هذا مؤلم.. هذه هي الحياة، هشة، ثمينة، ولا يمكن التنبؤ بها، وكل يوم لنا على قيدها هو بمثابة هبة وليس حقاً.. أنا في السادسة والعشرين من عمري الآن ولا أود الرحيل.. أحب عائلتي وأنا سعيدة ومدينة بذلك لأولئك الذين يحبونني، إلا أن هذا الأمر يقع خارج نطاق إرادتي ولا يمكنني التحكم به.. أريد للناس أن يتوقفوا عن القلق كثيراً حول ضغوظات الحياة الصغيرة والتافهة ويحاولوا أن يتذكروا بأننا وبعد كل شيء سنواجه ذات المصير، افعلوا ما بوسعكم لجعل أوقاتكم عظيمة وجديرة بأن تُعاش بعيداً عن الهراء... فيما يلي سوف أٌدرج الكثير من أفكاري لأنني كان لدي خلال الأشهر الماضية الكثير من الوقت للتفكير في هذه الحياة، إنه منتصف الليل الآن حيث تتهافت على رأسي هذه الأفكار!.. في تلك الأوقات التي تتذمر خلالها بسبب مشكلات صغيرة، فكر في أولئك الذين يواجهون مشاكل حقيقية.. كن ممتناً لتلك القضايا الصغيرة وحاول التغلب عليها، لا بأس بأن تعترف بأن أمراً ما يزعجك ولكن حاول أن لا تستمر بالتفكير به، وحاول أن لا تؤثر سلباً على حياة المحيطين بك.. عندما تتمكن من تحقيق ذلك؛ أخرج من مكانك وخذ نفساً عميقاً من الهواء الرائع والمنعش إلى داخل رئتيك، انظر إلى السماء الزرقاء.. انظر كم الأشجار خضراء، إنها جملية جداً، فكر كم أنت محظوظ لتمكنك من القيام بذلك الأمر، ألا وهو التنفس!.. من الممكن أن تكون قد تعرضت لحادث سيئ اليوم، أو أنك لم تنم جيداً الليلة حيث أن أطفالك أبقوك مستيقظاً، أو لربما بالغ مصفف الشعر بقص شعرك، لربما أفسدتي أظافرك الاصطناعية الجميلة، أو أن ثدييكِ صغيران جداً، أو أن بطنكي مترهل.. إلقي كل هذا الهراء بعيداً.. أقسم لك بأنك لن تفكر بهذه الأمور على الإطلاق عندما يكون قد حان دورك للرحيل.. كل هذه الأمور ليس لها أية أهمية عندما ننظر للحياة ككل.. الآن أنا أرى جسدي تصيبه النحافة والضعف أمام عيني دون أن أتمكن من فعل أي شيء، وكل ما أتمناه في هذه اللحظة بأن يكون بمقدوري أن أقضي مرة أخرى عيد ميلادي، أو أن أقضي ليلة عيد الميلاد مع عائلتي.. أو يوماً آخر فقط مع شريكي وكلبي.. فقط يوم واحد إضافي.. أسمع الناس يتذمرون بسبب أعمالهم أو يتذمرون بسبب أن القيام بالتمارين الرياضية أمر صعب، كن ممتناً لأنك قادر على القيام بذلك جسدياً، فالعمل والتمارين الرياضية يبدوان لك أمران اعتياديان حتى تأتي تلك اللحظة التي يمنعك جسدك من القيام بكليهما.. لقد حاولت أن أعيش حياةً صحية وكان ذلك شغفي، قدّر نعمة صحتك الجيدة وجسدك الذي يقوم بمهامه على أكمل وجه حتى وإن لم يكن وزنك مثالياً، اعتن بجسدك وتقبله فإنه مذهل، حركه وانعشه بالطعام الطازج ولا توتره، اسع دائما لإيجاد سعادتك الروحية والعاطفية والنفسية.. حينها فقد ستدرك كم من التافه وغير المهم أن تمتلك جسداً يبدو مثالياً كتلك البورتريهات المثالية على مواقع التواصل الاجتماعي.. قم بحذف كل تلك الحسابات الإلكترونية التي تقفز على صفحتك الشخصية وتعطيك شعوراً مزرياً عن نفسك، صديقاً أم لا، كن قاسياً عندما يتعلق الأمر بكينونتك!.. كن ممتناً لكل يوم لا تشعر فيه بالألم، كن ممتناً لتلك الأيام التي تعاني خلالها من الزكام أو آلاماً في الظهر، أو عندما يكون كاحلك ملتوياً، تقبل كل ذلك فإنه هراء، كن ممتناً بأن تلك الأمور لا تهدد حياتك وأنها سوف تزول قريباً.. امنح وامنح وامنح.. إنها حقيقة بأنك تشعر بالسعادة أكثر عندما تسدي خدمة للآخرين أكثر من السعادة التي تشعر بها عندما تقوم بذلك لنفسك، وأتمنى لو أنني قمت بذلك أكثر.. استخدم أموالك لتعيش تجارباً، أو على الأقل لا تتسبب بحرمان نفسك من القيام بتجربة جديدة لأنك أنفقت كل أموالك لشراء أشياء مادية تافهة، قم برحلة إلى الشاطىء، اغمس قدميك في الماء واغرس أصابع قدميك في الرمل.. حاول أن تتمتع بلحظاتك عوضاً عن تقييدها أمام شاشة جهازك المحمول.. إن المعنى وراء هذه الحياة ليس بأن نقضيها أمام شاشة الهاتف المحمول أو نلتقط صورة مثالية.. تمتع بلحظاتك المميزة، والسؤال هنا: هل هذه الساعات التي نقضيها بتصفيف شعرنا ووضع مستحضرات التجميل على وجوهنا تستحق ذلك العناء؟.. استيقظ في الصباح الباكر واصغِ لصوت العصافير خلال تأملك لألوان الشمس الجميلة لحظة شروقها، استمع إلى الموسيقى، استمع إليها حقاً فإنها علاج. احتضن كلبك واذهب معه بعيداً.. سوف أشتاق إلى ذلك.. تحدث إلى أصدقائك، هل هم بخير؟.. اعمل لتعيش ولا تعش لتعمل، افعل حقاً ما يجعل قلبك سعيداً، كٌل الكعك بدون أن تشعر بالذنب، لا تقل شيئاً لا ترغب بقوله، لا تضغط على نفسك لتقوم بأشياء يعتقد الناس بأنها إنجازات عظيمة.. فقد ترغب بأن تعيش حياة متواضعة وهذا أمرُ مقبول.. أخبر أولئك الذين تحبهم بأنك تحبهم في كل مرة تسنح لك الفرصة بذلك، وأحبهم من أعماق قلبك وبكل قوة.. تذكر أيضاً، إذا كان هناك ثمة أمر يجعلك تشعر بالسوء وليس بمقدروك تغييره، فعليك التحلي بالشجاعة لتغييره، أنت لا تعلم كم تبقى لك من الوقت على سطح هذا الكوكب، لا تهدر ما تبقى لك في هذه الحياة وأنت تشعر بالحزن، أنا أعلم بأن ذلك يقال دائماً إلا أنه حقيقي جداً.. قم بأمر مؤثر في البشرية وابدأ بالتبرع بالدم بشكل منتظم، سوف يجعلك ذلك تشعر بالسعادة لأنك تساهم في إنقاذ بعض الأرواح.. لقد ساعد التبرع بالدم على الحفاظ على حياتي لمدة عام إضافي، سوف أكون شاكرة للأبد لذلك العام الذي قضيته على سطح الأرض بين أفراد عائلتي وصديقي وكلبي، خلال هذا العام قضيت البعض من أعظم لحظات حياتي).. ده كان نص رسالة ووصية "هولي باتشر" اللي اتوفت بعدها بكذا ساعة.
• لو جاتلك فرصة وسمعت وصية من حد قريب منك ليك قبل وفاته هيفضل كل حرف فيها متعلق في ذهنك على طول.. دايماً بحس إن الناس قبل ما تمشي ربنا بيرزقهم بصيرة بيشوفوا بيها اللي فات بمنظور أوسع، وأدق!.. الروائي والصحفي السعودي "محمد حسن علوان" قال: (الموتى رغباتهم كوصايا الأنبياء يبقى صداها زمناً في النفس).. في نفس الوقت أنا متأكد إن كل واحد فينا عنده اللي يحكيه لغيره عشان يتعلموا منه.. إحنا بنتعلم وبنكبر بالتجارب مش بالسن.. موقف واحد بس تمر بيه كفيل يخليك تغير نظرتك للأبد للأمور والناس.. العالم "ألبرت أينشتاين" قال: (في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك أولاً ثم تعلمك الدرس).