وداعا للنظام الميكانيكى.. "القاهرة 24" يقضي يوما داخل بلوك حركة قطارات السكة الحديد بمحطة القوصية قبل تحديثه (معايشة)
في كل حادث قطار يكون هو المتهم الأول، ربما المتهم البريء حتى تثبت إدانته، مهمته الشاقة وعمله الصعب لا يغفر له الخطأ، والذي يعني كارثة تسيل بسببها الدماء على قضبان السكة الحديد.
داخل بلوك القوصية الميكانيكى والمسؤول عن حركة القطارات بين محطتي بني قرة وديروط، اصطحبنا عامل البلوك والذي كشف خلالها عن لغز التحويلات وفك الطلاسم الخاصة بتشغيل البلوك، وإسدال الستار على معدات مراقبة القطارات القديمة، من هنا انطلق ناقوس الخطر لتقدم وزارة النقل خطتها المستدامة للنهوض بالبنية التحتية وتقليل التدخل البشري بنسة تجاوزت الـ 95% لترتفع معدلات الأمان بنظام الـ EIS.
نظرة دهشة وتفاؤل أصابت عمرو صفوت ملاحظ بلوك القوصية التابع لهيئة السكة الحديد بمحافظة أسيوط، من الوهلة الأولي عندما بدأ حديثه عن مشروع التحديث الجديد لأنظمة الإشارات على خطوط السكة الحديد، وكأن يتلهف شوقًا لإحلال وتحويل بلوك القوصية إلى نظام EIS وهو النظام الكهربي الأحدث فى العالم، ضمن منظومة الأمان والنقل الذكي بدأ صفوت حديثه عن المعاناة التى تبدأ منذ استلام مهام عمله داخل بلوك القوصية لمدة 12 ساعة من الجهد والتركيز.
يتحدث صفوت عن بلوك القوصية بالنظام القديم ومن هنا تغيرت ملامح وجهه لتعود إلى عصر القديم من تشغيل الحركة للقطارات منذ استلامه العمل والذي يبدأ من خلال مروره على كافة تحويلات وإشارات القطار الميكانيكية للتأكد من سلامته ووضع الكبسولات الصحيحة ضمن عوامل الأمان وفى حالة وجود أية مشكلة يبدأ على الفور بالبحث عن حلها وإثباتها من خلال دفتر اليومية والذي يتم فيه تسجيل حركة القطارات بشكل كامل.
لم يكمل صفوت حديثه خلال لقاء "القاهرة 24" ليستقبل اتصالا مفاده قيام قطار الصعيد المكيف من محطة ديروط الواقعة فى الجانب البحري باتجاه القاهرة من مكان بلوك القوصية ليستقبل أيضا إشارات موجات أخرى عبر جهاز الدقات "التايرس" بعدد 4 دقات ليبدأ بعدها فى إجراء عدة اتصالات لعدد من المزلقانات المحيطة ببلوك القوصية للتنبيه عليهم بضرورة غلق بوابة المزلقان لمرور قطارين.
وعقب الانتهاء من مرور القطار استكمل عمر صفوت ملاحظ بلوك القوصية حديثه ليوضح أنه لا بد من متابعة حركة مرور القطار والتأكد من وجود المصباح المعلق فى آخر عربة والتى تشير إلى مرور القطار بشكل كامل دون أية مشكلة إلى جانب الاستماع جيدا لتحديد عدد الدقات على جهاز التايرس والتى تشير إلى نوع القطار فمنذ قليل استقبلت 4 دقات وهذا يعنى مرور قطار روسي إكسبريس.
يواصل صفوت حديثه عن معانته من الأنظمة القديمة الأمر الذي يتطلب مجهودا جسمانيا وذهنيا بشكل كبير خلال ساعات العمل التي قد تصل إلى 12 ساعة يوميا، مما يؤدي إلى العديد من الكوارث وارتفاع نسبة التدخل البشري متابعا أنه فى حالة الأعطال يتم إبلاغ مراقبي الحركة المركزية ويبدأ العمل فورا على إصلاح العطل وإصدار أوامر حركة مسير القطارات وذلك لتكون بديلا عن الإشارات لتسيير الحركة بشكل كامل لحين إصلاح العطل الموجود سواء فى التحويلات أو الإشارات مع تعيين عامل يدعى “اشاراجى” ليكون بديلا عن حالة الإشارات مستخدما رايات تحمل اللون الأحمر وتعنى الوقوف التام واللون الأخضر وهو بمثابة تصريح بمسير القطار.
وعن سبب التحديث للبنية التحتية للإشارات يقول عبدالرحمن محمد مساعد ملاحظ بلوك القوصية أن التحديث الجديد هو بمثابة طفرة جديدة فى عالم السكة الحديد، ويعود بالإيجاب على عمال البلوك ليتساقط عن كاهله المجهود البدني، فضلا عن تقليل تدخله فى أجهزة التحكم لأبراج الإشارات الجديدة ونستعد خلال الفترة المقبلة لدخول برج القوصية الخدمة ضمن المنظومة الجديدة.