المعارضة السورية: العرب قادرون على التأثير في الأزمة.. وواشنطن تتقرب لإيران عبر قانون قيصر (خاص)
قال فراس الخالدي، عضو هيئة التفاوض السوري، وعضو اللجنة الدستورية السورية، إنه لا توجد مبادرة إماراتية لحل الأزمة، وما تقدمه الإمارات يمثل اعتراضًا على التداعيات الإنسانية الكارثية، التي يشهدها الشعب السوري، نتيجة قانون قيصر، الذي لا يحقق أي تقدم في الحل السياسي المنشود.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أنّ العرب قادرون على التأثير في القضية السورية إيجابًا، على الأقل في خلق التوازن في وجه إيران وتركيا، إذا كان مدخل تحرّكهم دعم مطالب الشعب السوري، الذي جسّده بالحد الأدنى القرار 2254 للأمم المتحدة، وأن العرب يمكلون خارطة طريق لإنهاء الأزمة انبثقت عن مؤتمر القاهرة 2015 للمعارضة السورية التي سبقت القرار 2254 الذي يتطابق في مجمله مع خارطة طريق مؤتمر القاهرة .
وأوضح أن المعارضة السورية تخشى أن يتم استخدام الأزمة في الصراع أو التنافس القائم بين موسكو وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط مستقبلًا، ما يجعل الأزمة السورية ليس لها حل، وأنه يجب الضغط على النظام السوري وإعادته إلى طاولة المفاوضات في جينيف مرة أخرى بجدية وفاعلية.
تعاطف عربي مع سوريا في ذكرى ثورتها
وأوضح الخالدي أن نظام بشار الأسد يمثل نظامًا عصبوي قائمًا منذ نشأته على اقتصاد الفوضى، بإيجاد اقتصاد موازٍ له بعيدًا عن اقتصاد الدولة السورية، وبالتالي فإن قرار العقوبات يستهدف الدولة والشعب السوري، بدلًا من الاقتصاد الموازي للفئة المتحكمة في سوريا.
وأردف أن سبب تدخل العرب وتحركهم تجاه سوريا يأتي بسبب تدهور حال الشعب السوري الكارثي، وانتقادهم قانون قيصر، فالإمارات قادرة على لعب دور إيجابي تجاه تخفيف معاناة الشعب السوري عبر دفع جميع الأطراف للانخراط في العملية السياسية دون انتظار شرط النظام برفع قانون قيصر للبدء في المحادثات.
أمريكا تتقرب لإيران في سوريا
واستطرد أنه يمكن أن يمثل رفع قانون قيصر في هذا التوقيت هدية أمريكية لإيران، كتعبير عن تعاون وتنسيق علني مستقبلًا، ما يتيح لطهران استغلال أموالها التي بدأت أمريكا في رفع القيود عليها بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن الحدود السورية محاطة بمليشيات وقوات تابعة للنظام، بهدف تضييق الخناق على الشعب السوري، إذ لا يمكن دخول أي قوات خارجية دون التنسيق مع الرئاسة السورية، كما يتم توزيع المساعدات بانتقائية أو سرقتها.
القوى العالمية تستعرض قواها في سوريا
وأضاف فراس الخالدي، في تصريحاته لـ"القاهرة 24"، أن الأزمة السورية تتأثر بكافة الأحداث الخارجية، بسبب الأطراف المشاركة في الأزمة، ما جعل الشعب السوري يتابع الانتخابات في أمريكا وروسيا وأوروبا، والحروب في ليبيا واليمن وأذربيجان وأوكرانيا والقرم، لأنه يعرف مدى انعكاس تلك الأحداث على الشأن السوري، لأن الأراضي السورية أصبحت مسرحًا للصراع بين القوى العالمية.
ونوه بأن سوريا يتواجد بها 6 جيوش من دول مختلفة، تتمثل في إيران التي تسيطر على العاصمة دمشق، وتركيا التي تسيطر على الشرق، وكلا من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وحلف الناتو، ما تسبب في تأجيج الأزمة وتعقدها في ظل غياب عربي واضح.
والتقى وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نظيره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، منوهًا بطرح مبادرة إماراتية سياسية لحل الأزمة السورية.
اقرأ أيضا..
السيسي يستقبل رئيس المخابرات الفرنسي لبحث التعاون الثنائي الأمني والعسكري بين البلدين