الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فاطمه اليوسف.. معجزة من العالم الآخر 

الثلاثاء 09/مارس/2021 - 04:22 م

تميزت مصر دائما بالعجائب والمعجزات، ولمَ لا فتاريخها العريق وحضارتها المذهلة يجعلاها أهلًا لذلك، تمتلك ثلث آثار العالم، وكثيرًا من عجائب الدنيا، مما جعلها أمًّا حنونة حاضنة لمن يحتاج إليها فباتت مليئة بالحكايات والروايات الواقعية المثيرة التي تفوقت على العقل والمنطق والخيال. 

طفلة في عمر العشر سنوات قفزت من السفينة على شواطئ مصر بلا أهل وبلا مأوى، كل ما تعرفه عن نفسها هو اسمها، حتى هذا ما كانت تعرفه من قبل لولا القدر الذي قاد حياتها وكان مفاجئا لها.

(لغز لحياة طفلة)

الطفلة اليتيمة فاطمة محمد محي الدين اليوسف، التي هربت في عمر العشر سنوات من مأساة عاشتها في كنف أسرة ظنت أنهم أهلها ولم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها مالا يخطر على عقلها د، وعندما هربت لم تكن تعرف أنها هربت إلى أحضان الأم الحنونة مصر، فاحتضنتها شوارع الإسكندرية والقاهرة وغزت قلوب أهل مصر لتكون من أبرز أسماء نساء مصر في تاريخها، وتكون أمًّا لأديب الرواية المصرية إحسان عبد القدوس، وتخلد اسمها بحروف من ذهب، وما زال اسمها يغزو بيوت مصر بأسرها ألا وهي روز اليوسف. 

قصة أشبه بالمعجزة، تذكرك بالقصة التي وردت عندما سأل الله تعالى ملك الموت: ألم تبكِ مرةً وأنت تقبض روح بني آدم؟ فأجابه: ضحكت مرة وبكيت مرة وفزعت مرة، فعندما سأله ما أبكاك؟ فقال: بكيت عندما أمرتني أن أقبض روح امرأة وذهبت إليها وهي في صحراء جرداء وكانت تضع مولودها، فانتظرت حتى وضعت طفلها في الصحراء الجرداء وقبضتها وأنا أبكي لصراخ طفلها وحيدا دون أن يدرى به أحد، فقال له الله: وما الذي أفزعك؟ فقال: فزعت عندما أمرتني أن أقبض روح رجل عالم من علمائك وجدت نورا يخرج من غرفته كلما اقتربت من غرفته فج النور ليرجعني وفزعت من نوره وأنا أقبضه، فقال له الله: أتدري من هو الرجل؟ إنه ذاك الطفل الذي قبضت أمه وتركته في الصحراء تكفلت به ولم أتركه لأحد.

هكذا تكفل الله بفاطمة اليوسف وجعل اسمها مكتوب بحروف من ذهب يغزوا قلوب أهل مصر فقد كان من الممكن أن يلتقطها متسول أو لص أو شريد يغير حياتها إلى الأدني كشريدة ضائعة ولم يعرفها أحد ولكنها تركت نفسها واثقة بأن الله لن يضيعها، فاختار لها أرض الكنانة مصر العظيمة من دخلها فهو آمن.

 هذا ما التفت إليه كاتب الدراما والمؤلف حسن بلال، وما يعكف عليه راسما مسيرتها ومصيرها وكيف تحولت حياتها البائسة تلك إلى حياة أنارت عقول وأرواح المصريين، وأصبح اسمها منقوشًا على جدران تاريخ مصر العريق.

تابع مواقعنا