حصنت 2200 حيوان.. صابرين طبيبة بيطرية "تحفر في الصخر" رغم تعرضها للإجهاض وإصابتها بـ"كورونا"

تعمل قرابة 12 ساعة، تبدأ يومها من السابعة صباحا وتنهيه في السادسة مساء، صابرين عمر، طبيبة بيطرية، ابنة محافظة الفيوم، وأم لثلاثة أولاد، تتأهب دائما لإنقاذ الحيوانات، التي لا تستطيع التعبيرعن ألمها، مهما بلغت درجة تعبها، وأثناء ذلك وقعت بين شقي الرحى ما بين إصابتها بكورونا وتعرضها للإجهاض.  

استطاعت صابرين في عقدها الثالث، أن تحصن 2200 حيوان، حتى حدود محافظة بنى سويف،على هامش الحملة التي نظمتها مديرية الطب البيطري بالفيوم، للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية ، وحمى الوادي المتصدع، التسجيل والترقيم للحيوانات غير المرقمة بجميع قرى ومراكز محافظة الفيوم.  

قالت صابرين إن الحملة بدأت منذ 6 مارس الجاري، وكانت الأمور طبيعية، حتى شعرت بفقد لحاسة الشم والتذوق، وبدأت أعراض كورونا بالظهور، مستطردة أنها عزلت نفسها، خوفا على الآخرين، حتى انتهاء التحاليل  وإبلاغها أنها انتهت من مرحلة العدوى، وواصلت العمل مجددا.  

شرحت صابرين في حديثها لـ "القاهرة 24"  كيف تعرضت للإجهاض أثناء عملها، حيث كانت تحصن مزرعة عجول بقري، واقترب منها أحد العجول، وبسبب وقوفها على مكان مرتفع، اضطرت للقفز، فتسبب في حدوث النزيف وأجهضت طفلها.   ذكرت صابرين أنها عاودت العمل بعد أسبوع فقط من الإجهاض، مؤكدة أنها وضعت مرتين ولم تحصل على إجازة، كانت تكتفي بيومين، وتعاود العمل مرة أخرى.

"أنا بحب المجال بتاعي، وبجد فيه متعة" هكذا بررت صابرين، عملها المستمر مهما كانت متعبة، وإيمانها بدورها في حماية الثروة الحيوانية، الحفاظ على المزرعة بلا أمراض، وترابطها مع أبناء قريتها التي لا تستطيع رفض طلبهم.

"أنا أحفر في الصخر، في سبيل الكلمة الحلوة والتقدير"، هكذا عبرت صابرين عن سعادتها بالدعم المستمر، من تشجيع العاملين  بالمديرية، والوزارة ، ووزير الزراعة الذي أشاد بمجهودها، بشكل شخصي قائلة: "جعلوا الطبيب البيطري له قيمة"، إلى جانب الدعم النفسي، ومنشورات التقدير والعرفان، والذي يجعلها تستمر، وتصر على العمل.

"تعليم النواب": توصية من اللجنة للمدارس الخاصة بإعفاء أبناء الشهداء من المصروفات قريبًا