السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الطريقة المحمدية تنتظر شيخها.. ومشيخة الطرق تتريث وتراقب الاختيار الأصلح

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 26/يناير/2021 - 12:34 م

لا تزال المشكلة قائمة في الطريقة المحمدية الشاذلية، وإن كانت في صورة حرب باردة، ولا يزال ماء معينها راكدًا ينتظر الفرج بقرار حكيم يصدر من مشيخة الطرق الصوفية، ينتظره كل صوفي صادق ليطمئن على هذا الصرح التليد، وفي ذات الوقت يترقبه كل عدو للتصوف من السلفية والتكفيريين على أمل التشفي في أكبر قلاع التصوف، ورأس مدافعيه في مصر والعالم الإسلامي.. الطريقة المحمدية أسسها الإمام محمد زكي إبراهيم، في منتصف القرن الماضي، والذي جاهد في إصلاح التصوف منفردًا بما لا طاقة للرجال الأشداء به، فهو أكبر قامات التصوف في العصر الحديث، ومجدد أركانه، وقد كرمته الدولة مرات على مدار عمره الطويل الذي تجاوز التسعين وكان آخرها بمنحه وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى. الإمام زكي الدين إبراهيم، واحد من العلامات البارزة والشموس المضيئة في سماء خدمة الدين والوطن، وقدم النفيس والغالي في خدمتهما دون انتظار مقابل، بما أثرى به المكتبة الصوفية من كتابات رائدة غير مسبوقة دافع فيها عن حقائق التصوف وتنقيته من كل دخيل وإنقاذه من بدع بعض المنتسبين له زورًا من بعض الداجلين ومن تبعهم من بعض البسطاء عن جهل، فوقف الشيخ من خلال طريقته الرائدة بكل ما أوتي من علم وحكمة وبصيرة وحده في الميدان يعضد كل سليم ويطرح كل سقيم، فقد كان فريدًا موسوعيًّا يحمل لغات عدة وثقافات شتى فكان الشيخ والمربي والكاتب والفقيه والمحدث والمفكر والخطيب والشاعر.

ولا تزال مشيخة الطرق الصوفية، مترددة في اختيار الأنسب والأصلح والذي يتفق مع هذه القامة من أفضل المتقدمين لهذا المنصب من عائلة الشيخ الإمام زكي الدين إبراهيم إذ تقدم لمشيخة الطريقة كل من العميد أشرف وهبي ابن أخ الإمام، وهو من رجال القوات المسلحة سابقا، والذي تلقى بيعة تلاميذ ومريدي الطريقة في كافة فروعها داخل وخارج مصر وبإجماع، حتى إذا ما أبدى رغبته في احتضان كافة تلاميذ الشيخ مؤسس الطريقة، وجمع شتاتهم على خدمة الطريق الصوفي النقي على منهج شيخهم، كانت هذه الرغبة على غير رضا نفر قليل من المنتفعين فزجوا بالطفل يوسف الذي لا يدري من أمره شيئا إذ لم يبلغ سن البلوغ بعد، فتقدموا نيابة عنه بطلب تمشيخه ليتربع على أكبر طريقة صوفية في مصر، وسط استغراب وتعجب الصوفية داخل وخارج مصر. 

وحفظًا لماء الوجه، تم ترشيح أسماء بعض القامات أمثال الدكتور أحمد عمر هاشم، ليكون وكيلًا على هذا الصغير، وفي ظل هذا التخبط، ظهرت على السطح عناصر مريبة أصحاب ميول وهوى وتوجهات غامضة لانتهاز الفرصة والتسلل من الخلف ومحاولة اختراق الصف، من خلال دعم ترشيح الطفل الصغير ومساندته وتوجيه الطريقة وفق أهوائهم للسطو على تاريخها الحافل المعروف في الأوساط الصوفية. بيد أنه بانت في الفترة الأخيرة تنبه مشيخة الطرق برئاسة الشيخ عبد الهادي القصبي، لما يحاكي في الكواليس بأكبر الطرق الصوفية تأثيرا في خدمة التصوف مما دفع المشيخة الأم إلى التروي فآثرت التريث والتأني ليصدر قرارها باختيار أفضل الأطراف وأجدرهم باستلام أمانة مشيخة تلك الطريقة العريقة، وساعدها على ذلك التأني هجوم كورونا بموجتها الثانية.  

تابع مواقعنا