السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من قتل عمر خورشيد؟!

القاهرة 24
الثلاثاء 19/يناير/2021 - 10:27 ص

 أثارت وفاة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق تساؤلات عدة حول دوره فى الحياة السياسية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكذلك دوره فى الإعلام المصرى بوصفه آخر وزير للإعلام مثلما صرح قبل تركه المنصب وتوليه رئاسة مجلس الشورى.

وللحقيقة فإن صفوت الشريف كان ثعلبا سياسيا محنكا، استطاع تحقيق الانتصار على خصومه السياسيين فى جولات عدة بعد تمكنه من البقاء فى السلطة لسنوات كسب خلالها ثقة الرئيس مبارك وصنع خلالها لنفسه قوة ضاربة وتأثيرا كبيرا فيمن حوله.

فالرجل كان يدير الملف الإعلامى بعقل سياسى مخضرم وكان يعزف على عقول جميع المعارضين للنظام حينها والمؤيدين وصنع لنفسه هالة كبيرة انتقلت معه من وزارة الإعلام إلى مجلس الشورى وأظن أن عمله فى جهاز المخابرات هو ما مكنه من تلك الحنكة والخبرة السياسية التى جعلته ينال ثقة النظام حتى آخر نفس.

وبعيدا عما اقترفه الرجل فى حق الشعب فإن القضاء قال كلمته وأصدر أحكاما بالسجن ضده وكذلك وفق أوضاعه فى قضايا مالية متعددة كانت تتهمه النيابة فيها باستغلال النفوذ والفساد المالى بعد أن رد تلك الأموال للدولة وظل الرجل صامتا وقابعا فى منزله حتى وفاته .

وحتما سيكتب التاريخ عن صفوت الشريف ودوره فى الحياة السياسية فى مصر بكل ما له ومال عليه ولكن ما يحضرنى فى هذ الوقت هو لغو الحديث عن ضحايا الرجل من المشاهير والذين يأتى على رأسهم عازف الجيتار الأشهر عمر خورشيد والذى لا يملك أحد ممن تحدثوا دليلا واحدا على تورط صفوت الشريف فى مقتله .

ولكن جرت العادة أنه عند وفاة المشاهير فإن المجال يفتح على مصراعيه للشائعات واللغط والحديث عن قتلهم وطرق القتل بإعتبارها حكايات ثرية للنشر والتوزيع على مواقع التواصل الإجتماعى وحتى فى الكتب ووسائل الإعلام المختلفة ولمن لا يعلم فإن عمر خورشيد هو أشهر عازف مصرى فى فترة السبعينيات وما تلاها ولقبوه بملك الجيتار بعد أن أحدث ثورة فى عالم العزف واختاره الرئيس السادات ليعزف فى أمريكا إبان سفره معه لتوقيع اتفاقية السلام ونجح خورشيد فى ترك بصمة مصرية أصيلة على جدار البيت الأبيض بصحبة فنان أمريكى وآخر إسرائيلى دعما لمعاهدة السلام .

وأعتقد أن اختيار الرئيس الراحل محمد أنور السادات له نابع من قدرته الفريده على ابهار العالم بالعزف حيث أن السادات كان ذواقا للفن والموسيقى واختار خورشيد لعزف بعض المقطوعات الموسيقية أثناء توقيع اتفاقية السلام عام 1978 مع إسرائيل فى الولايات المتحدة فى حفلة حضرها قرابة الـ1500 مدعو من كبار السياسيين في العالم والذين أبدوا إعجابهم بما قدمه بالتصفيق الحاد لمدة طويلة انتهت بتهنئة الرئيس الأمريكي جيمى كارتر وزوجته بإبداعه فى تقديم  مقطوعة "طلعت يا محلا نورها" لسيد درويش وليلة حب لمحمد عبدالوهاب.

وبعد  ما حدث خرجت تهديدات من المتشددين والمتطرفين الفلسطينيين باغتيال كل من شارك الرئيس السادات فى السفر لإسرائيل أو حضور مراسم توقيع اتفاقية السلام وبالفعل نفذ المتطرفون وعدهم فى اغتيال الأديب والكاتب الكبير يوسف السباعي وزير الثقافة حينها فى صباح يوم 18 فبراير عام 1978 أثناء حضوره مؤتمرا بأحد فنادق قبرص.

وبالتالى كان كل من شارك فى دعم السلام مع اسرائيل من المشاهير على قوائم الإغتيالات لتلك الجماعات الإرهابية وفى 29 مايو عام 1981 تلقى الوسط الفنى خبر مقتل عمر خورشيد فى حادث سيارة ما زال الغموض يحيط به حتى الآن وهو لم يبلغ الـ 36 من عمره فى منطقة الهرم عندما اصطدمت سيارته بعمود إنارة وكانت معه زوجته دينا والفنانة مديحة كامل بعد الانتهاء من عمله بأحد الملاهى الليلية بشارع الهرم.

وبعد خروج أحد أفراد أسرة عمر خورشيد يكيلون الإتهامات لصفوت الشريف فى تدبير حادث السيارة له كان من حسن حظى أن يتواصل مع أحد الضباط الكبار فى وزارة الداخلية سابقا والذى كان شاهد عيان على الواقعة وهو اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، الذى أكد أنه سمع صوت تصادم سيارة عمر خورشيد حين تواجده ومجموعة من الضباط يحققون فى إحدى القضايا الجنائية بقسم الهرم وحينها توقعوا أن يكون الصوت لسقوط طائرة أو ما شابه ذلك لكنهم هرعوا على الفور إلى مكان الصوت وفوجئوا بسيارة عمر خورشيد وقد تحطمت بعد أن اصطدمت بجزيرة الطريق وهو سور أسمنتى يعلوه عامود إنارة من الأمام ووفاة الفنان عمر خورشيد فى الحال قبل نقله إلى المستشفى. وقد ذكر الرجل أنه كان ضمن فريق المباحث الذى يحقق فى القضية وأن أجهزة الدولة المعنية كلها كانت مهتمة بها وذلك بسبب اهتمام الرئيس السادات بالقضية والشكوك التى كانت تراوده حينها باحتمالات تنفيذ عناصر متطرفة للحادث انتقاما من مشاركة خورشيد فى حفل توقع اتفاقية كامب ديفيد . وذكر مساعد وزير الداخلية الأسبق محمد نور أن معاينة الشرطة والنيابة والمعمل الجنائى والخبير الفنى للسيارة أثبتت أنها لا توجد بها خدوش من جوانبها أو من خلفها مما يدل على أن عمر خورشيد كان يقودها دون أن تحتك به سيارة أخرى، ولكن كشفت التحقيقات أن خورشيد كان يقود السيارة بسرعة كبيرة لأنه كان يسابق شخصا آخر تبين بعد التحريات وفحص سيارته أنه مواطن عربى سائح فى مصر يقضى إجازته بشكل طبيعى ولكنه دخل فى سباق مع خورشيد وفاز عليه ولم يكن يدرك أنه سبب فى وفاته.

وبالطبع حققت الأجهزة الأمنية مع الرجل وتبين أنه ليست له علاقة بخورشيد أو بأى جماعات متطرفة وأنه لم يكن سوى متسابق وزميل سهرات ليلية لخورشيد وزوجته ومديحة كامل التى كانت معهم فى السيارة ولم يكن بينه وبينهم أى عداوة ولذلك تم فى النهاية حفظ القضية باعتبارها قضاء وقدر وحادث سيارة عابر.

ويذكر اللواء محمد نور أيضا أنه تعجب من ذلك الاهتمام بالقضية من القيادة السياسية وتحديدا من الرئيس الراحل أنور السادات ولكن تبدد ذلك بعد أن علم بخطط المتطرفين استهداف الداعمين للسلام مع إسرائيل وأنه لم تكن هناك شبهة جنائية للحادث بالمرة بعد خروج تقارير الجهات المعنية المختلفة بشأن الواقعة.

تابع مواقعنا