الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إنجي الحسيني تكتب: هل أصبح نادي القصة من "الأطلال"؟

القاهرة 24
ثقافة
الإثنين 18/يناير/2021 - 08:56 م

أيدت محكمة الاستئناف حكم المحكمة الابتدائية وتم طرد نادي القصة بالقاهرة من مقره وإعادته للمالك وهم ورثة فؤاد سراج الدين، وبرغم محاولات المثقفين مناشدة الدولة للحفاظ على اسم وتاريخ نادي القصة فإنه لم يبذل أي جهود عملية وواقعية في هذا الشأن.

بأي منطق نطالب المالك التنازل عن ملايين الجنيهات ونطالبه بمثاليات تحت مسمى "الثقافة" والكيان الذي ضم عمالقة الأدب؟

لماذا لم يحاول القائمون على هذا المكان على مر العصور، تقنين أوضاع هذا الصرح عن طريق تدخل وزارة الثقافة، والتوصل لمبلغ يرضي جميع الأطراف سواء (المالك أو المستأجر)؟ وأين حملات التبرع ومناشدة رجال الأعمال من كل الجنسيات العربية؟! أين دورالإعلام كظهير يتناول المشكلة ويضع الحلول التي تساعد على تحريك الرأي العام من أجل الحفاظ على هذا الصرح الثقافي من الضياع؟ هذا الصرح، الذي أنشأه في السبعينيات الأديب الراحل يوسف السباعي بناء على فكرة الكاتب الراحل  "إحسان عبد القدوس"، قد ضم فطاحل الأدب مثل (الأديب توفيق الحكيم، محمد تيمور،  أمين يوسف غراب، محمد عبد الحليم عبد الله، نجيب محفوظ، عبد الحميد جودة السحار، ثروت أباظة ، طه حسين، محمود تيمور،محمد فريد أبو حديد،علي أحمد باكثير، يحيى حقي وعزيز أباظة، وغيرهم ....)

والسؤال الذي يفرض نفسه: أين أنشطة نادي القصة الذي يليق بتاريخ هذا المكان؟! أين الفعاليات الأدبية والاحتفالات والمناظرات التي تدل على أن ورثة المكان ثقافيا وإداريا يجلُّونه، كما ينبغي بالأفعال لا بالشعارات؟

إن المالك سينظر للمبنى أو الصرح المهجور نوعًا ما من باب المصلحة الشخصية، ألم يكن أولى بكل من يقدر تاريخ هذا المكان أن يحارب بما ينبغي؟ وعليهم أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال "هل أخلصنا في الدفاع عن نادي القصة؟".

ما نراه الآن هو نتيجة طبيعية لأيدٍ وعقول لم تعرف معنى التطوير والإبداع، ولربما لو كان لنادي القصة شأن وصيت على المستويين المحلي والعربي؛ "لانكسف" المالك وتحرج، وربما شارك كل من يستفيد ثقافيًا من هذا المكان في الدفاع عنه بجدية.

وترجع القصة إلى أن "نادي القصة" كان ملتزمًا ببنود عقد الإيجار، على مدار ستين عاما، كما أن الإيجار زاد بالتدريج على مدار سنوات، حتى طلب الورثة زيادة القيمة الإيجارية إلى عشر آلاف جنيه للشقة الواحدة، وذلك ما يستحيل على نادي القصة تحمله، لأنه جهة ثقافية غير هادفة للربح، تتبع وزارة التضامن تنظيميا، وتتلقى دعما سنويا من وزارة الثقافة، وهذه نقطة خطيرة تستوجب الوقوف أمامها كثيرا، وتجعلني أطرح الأسئلة من جديد، ومن ضمن تلك الأسئلة: ألا يوجد رجل أعمال واحد مهتم بالثقافة يبادر لإنقاذ رمز ثقافي مع التعهد بتطويره والاعتناء به؟! فإذا كانت الإجابة بالنفي، فهذا معناه أن الثقافة والوعي يحتضران ومرحبا بكل شيكا ولكل حمو ومن يحمل فكر البيكا والتيكا ولا عزاء لتغير السلوك والأخلاقيات.

تابع مواقعنا