باقٍ 3 شهور.. حكاية أسرة بسيطة تنتظر فقدان وليدها الوحيد بسبب قلة المال
ناشدت أسرة الطفل "مازن. م. ف" المسؤولين عبر "القاهرة 24"، بتبني حالته، حيث يعاني الطفل من عدة أمراض أبرزها المياه البيضاء التي تستلزم عملية جراحية لإزالتها، ويجب إخضاع الطفل لها قبل إتمام 4 أعوام، وهو ما يضيق الأمر على الأسرة، حيث لم يتبقِ إلا 3 أشهر فقط للطفل على إتمام عامه الرابع.
وتعاني الأسرة من أزمة مالية تفقدها القدرة على علاج وليدها، حيث يبلغ دخل الأسرة اليومي 30 جنيها فقط.
وتدور أسرة الطفل "مازن. م. ف"، منذ ما يقارب عامين ونصف في دوامة علاج مجهولة النهاية لأغلب أمراضه، التي أهمها "المياه البيضاء".
فقدان البصر يطارد الصغير صاحب الثلاثة أعوام وتسعة أشهر منذ ولادته، حيث جاء إلى الدنيا مصابا بمرض المياه البيضاء، وتمكن والده "م. ف"، من توفير التكاليف المبدئية لعملية إزالتها، التي تمت بعد بلوغ الطفل 3 أشهر، جرى خلالها التخلص من المياه البيضاء ونزع عدستي العينين، ليعيش الصغير بعدها معتمدا على نظارات طبية بعدسات مخصصة لحالته مؤقتًا، يتم تغييرها مرة كل ستة أشهر.
4 سنوات هي الحد الأقصى لإتمام عملية زرع العدسات مرة أخرى للطفل مازن، وتخطيها دون تنفيذ العملية يعني فقدانه البصر تماما مدى الحياة.
بصوت مغمور بالحزن تقول والدة مازن "هالة. ف"، 31 سنة، لـ"القاهرة 24": "ابني بقا عنده 3 سنين و9 شهور، لازم يعمل العملية خلال الـ3 شهور الجايين وإلا مش هيشوف تاني أبدا"، كلمات نطقتها الأم بسبب قهرها من قلة حيلتها، فهي تترجى الساعات ألا تمضي حتى يظل وحيدها يتمتع بنور عينيه لأطول وقت ممكن.
وتابعت: "العملية هتكلف 4200 جنيه للعينين، دول كل اللي محتاجينهم عشان ننقذ ابني الوحيد من العمى، بس للأسف مش قادرين نوفر المبلغ"، وأضافت ببكاء: "يا ريت حد من المسؤولين يساعدنا بسرعة"، جُمَلٌ لعنتها عزة نفس الأم بعد قولها، ولكن إن كانت النتيجة إنقاذ وليدها؛ فاللعنة على الكرامة نفسها.
لا تقتصر مشاكل تلك الأسرة المكونة من ثلاثة أفرادٍ على احتمالية فقد طفلها نظره للأبد خلال الفترة المقبلة فقط، فقبل عامين ونصف تقريبا وعندما كان مازن في عامه الثاني، فوجئ الأبوان ذات يوم بفقدان طفلهما القدرة على الكلام والاستجابة أو حتى التعايش مع الحياة بأكل أو حركة أو غير ذلك، دون الوقوف على السبب حتى الآن.
وبالفحوصات تبين معاناة الطفل من مرض التوحد، لتضاف أزمة جديدة إلى قائمة أزمات الأسرة منعدمة الدخل تقريبًا، وسط وابل من الحمد يطلقه الأبوان لله على ما اختاره لهم، محتسبين أجرهم عند الله.
وفجأة أصبح الأب الذي دخله اليومي 30 جنيهًا فقط مطالبًا بإخضاع طفله لـ4 جلسات علاجية كل أسبوع منذ 27 شهرًا، لتحسين التخاطب والمهارات، تكلفة كل واحدة 30 جنيهًا مخفضة من 50، بعد إدراك المركز (التأهيل الشامل) لحالة الأسرة المادية، لتكون التكلفة العلاجية الكلية الأسبوعية 120 جنيهًا، إضافة إلى 20 جنيهًا تنفقها الأم يوميًا على وسائل المواصلات من منزلها الكائن بمنطقة الناصرية بحي العامرية محافظة الإسكندرية، حتى سموحة، مكان المركز العلاجي.
"حسب استجابة طفلك وكله لما ربنا يأذن"، هكذا أجاب الأطباء عن سؤال الأم عن زمن انتهاء الجلسات العلاجية التي تبين أنها مجهولة النهاية.
جدير بالذكر أن الأسرة تعجز حتى الآن عن إخضاع الطفل مازن لجلسات التكامل الحسي، التي تبلغ تكلفتها 400 جنيه شهريا مخفضة من 800، بعد إدراك المركز لحالة الأسرة، ومع ذلك، لا يزال العجز المادي مسيطرا على الوضع.
تجدر الإشارة إلى أن والد الطفل مازن قد تعرض لحادث منذ ثلاثة أعوام ونصف تقريبا؛ خسر على إثره عمله السابق بورشة "حدادة"، ليرسله صاحبها لعمل مشابه في مكان آخر، بأجر يومي 50 جنيها، ينفق 20 منها على وسائل المواصلات يومياً.