نعيمة الصغير أخافت أطفال فيلم "العفاريت" فأصبحت "أمنا الغولة" لجيل كامل
حينما تسأل أي شاب مصري عما هي "أمنا الغولة" بالنسبة لك؟ سيكون الجواب مباشرة إنها "الكتعة" في فيلم "العفاريت"، الشخصية التي جسدتها "نعيمة الصغير"، تلك السيدة التي كانت تخطف الأطفال وتحتجزهم من أجل إجبارهم على السرقة والتسول لكسب المال، وتلك السيدة لم تكن مثالا فقط للتعذيب والضرب والحرق أحيانا، بل أصبحت "أمنا الغولة" لجيل كامل.
ولم يتوقف الأمر عندها كمثال للخوف لدى الأطفال، بل إنها مثال حي لإخافة الكبار، فهي السيدة القاسية شديدة التعامل مع زوج ابنتها في فيلم "الشقة من حق الزوجة"، التي كانت سببًا في طلاق ابنتها معالي زايد من محمود عبد العزيز، وترسخت لدى الجمهور الجملة الشهيرة لمحمود عبد العزيز في الفيلم وهي "أنا شامم ريحة نازلي في الموضوع، هي الريحة يا كريمة"، لتصبح أيضًا مثال "الحماة" التي تتسبب في خراب البيت.
واللافت للنظر أن تلك السيدة الشريرة كانت تحلم بالغناء، وأول دور قدمته في السينما كان دور مطربة في أحد البارات في فيلم "اليتيمتين" عام 1948، وغنت مونولوجات "الحظ معايا" من نظم رزق حسن، وألحان عزت الجاهلي، و"أوعى وشك" من نظم إسماعيل جبر، وألحان إبراهيم فوزي.
وصوتها الأجش الذي ساعدها على إكمال الصورة الذهنية عنها لدى الجمهور بالشر، كانت وراءه قصة أخرى لعب بها الشر لعبته، إذ يقال إن إحدى زميلاتها دست لها سما في الشاي أثر في أحبالها الصوتية.
واستطاعت نعيمة الصغير أن تحقق المعادلة الصعبة أو كما يطلق عليه البعض "السهل الممتنع"، فأصبحت واحدة من نجمات السينما اللائي نجحن وببراعة في تقديم أدوار الشر، وفي الوقت ذاته، دخلت قلب الجمهور بخفة ظلها وشخصياتها المختلفة التي قدمتها.
وتحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الفنانة نعيمة الصغير، فهي مواليد 25 ديسمبر عام 1931، ورحلت عن عالمنا يوم 20 أكتوبر عام 1991.