السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يوسف إدوارد يكتب: باقي صدقة.. عندما تكتملُ الكلمةُ

القاهرة 24
سياسة
الجمعة 18/ديسمبر/2020 - 09:53 م

في مشهدٍ حقيقيٍّ يجسِّد مفرداتِ المحبة والصدق والإيمان، شهدت محافظة أسيوط يومًا حزينًا خيَّم على الجميع، وهو يوم رحيل شيخ قسوس ورعاة الكنيسة الإنجيلية في مصر، القس باقي صدقة، الخادم والمعلم والفيلسوف، بحضور جميع -وهنا أريد أن أؤكد على كلمة جميع- القيادات الدينية بمختلف مذاهبها ومرجعياتها، وكذلك القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة أسيوط، وهو ما يسهل فهم تأثير رسالة ودور الخادم والراعي والمعلم في شعبه، وهنا تكتمل الكلمة عندما يعطي الراعي لكل أحد، في كل مناسبة، وفي كل مكانٍ، يعطي حبًّا وتعليمًا وافتقادًا ومواساة ومعونة. إنه كسيده "يَجولُ يَصنَعُ خيرًا".

وبكلماتٍ واضحةٍ وثابته يتحرك بها قلب الراعي نحو سائر قلوب شعبه، قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر:"اليوم تودع الكنيسة العامة في العالم العربي ومِصر، القس باقي صدقة، الرجل الشجاع وصاحب القلم والرؤية، الصخرة الوطنية القوية، فهو النموذج للخادم العاشق لكلمةِ الله، مجسدًا معاني التقوى وخوف الله، ومعلمًا شكَّل أجيالًا منْ قادةِ الكنيسةِ، وصنعَ فرقًا حقيقيًّا في مِنبَرِ الكنيسةِ الإنجيليةِ في مِصرَ والعالمِ العربي، وكما هو الآن في حضرة الله، سيكون حاضرًا دائمًا في ذاكرة الناس، إلى اللقاء أستاذنا وصديقنا القس باقي صدقة".

وما يحتاج إلى تأمُّل هو حديث وكلمات قادة الكنائس بمختلف مذاهبها ومرجعياتها، والتي تعكس حقيقة صدق وعمق رسالة الخادم والراعي الحقيقية، فقال الأنبا يوأنس مطران الأقباط الأرثوذكس في محافظة أسيوط: "وداعًا أيها القلب النقي الأمين وإلى اللقاء، وداعًا أيها القلب المثمر المتزين بثمار الروح، وداعًا أيها القلب الحلو المؤثر البليغ وإلى اللقاء"، واختتم كلماته قائلًا: "إن القس باقي صدقة كانت له مكانه عظيمة جدًّا في قلب المتنيح الأنبا ميخائيل، وقد قال الأنبا ميخائيل في أكثر من مرة وأكثر من موقف «إن اللي قاله القس باقي أنا قلته»، والأنبا ميخائيل بشخصيته لا يقول مثل هذا على أحد من قبل، ولكن لأن القس باقي كان يحتل مكانة كبرى وعظيمة في قلب الأنبا ميخائيل، وله مكانة عظيمة جدًّا أيضًا في قلبي الصغير، كما كانت له مكانة عظيمة بين جموع الأقباط في أسيوط، وداعًا وإلى اللقاء".

ومن كلمات الأنبا كيرلس، مطران الكنيسة الكاثوليكية في محافظة أسيوط "أن القس باقي صدقة حباه الله مواهب كثيرة ومتنوعة؛ فقد كان موهوبًا في الكتابة والترجمة والوعظ والخطابة، فلا تستطيع وأنت تجلس مستمعًا إليه أن تسرح دقيقة واحدة، ولم يكن القس باقي باحثًا عن المناصب والأدوار، ولكنها كانت تأتي إليه دائمًا؛ فقد كان رئيسا للسنودس لأكثر من مرة، وعضوًا بالمجلس الملي الإنجيلي، ورئيسًا ومؤسِّسًا للإدارة المالية السنودسية، ومديرًا لكلية اللاهوت ورئيسًا لمجلسها، وغير ذلك الكثير".

حقًّا، كان القس باقي صدقة راعيًا يملأ العقول أفكارًا، وقلبًا نقيًّا ملتصقًا بالله، وقدوةً نرى فيها المسيحية الحقة المُنفَّذة عمليًّا، قدم نموذجًا صالحًا أمام الجميع، مثل الشمس في طبيعتها أن تعطي حرارة ونورًا، وتعطي ذلك للكل بلا تمييز، ومثل الشجرة التي من طبيعتها أن تعطي ظلًّا أو زهرًا أو ثمرًا.

تابع مواقعنا