في إطار البحث عن طرق جديدة لعلاج مرض "الجلوكوما، اكتشف الباحثون في معهد "كارولينسكا" ومستشفى "سانت إريك" للعيون المزيد من مسببات المرض، حيث أظهرت دراسة جديدة كيف يتزامن الاضطراب الأيضي للخلايا العصبية مع ارتفاع الضغط في العين، وجاء ذلك من خلال قيامهم بتجارب على نماذج حيوانية وخلوية، تبين أن علاجات الراباميسين البيروفات لها تأثير وقائي، وقد  نشرت الدراسة في مجلة "PNAS"، وجاء ذلك وفق ما نشر بموقع "Medical Xpress".

اكتشافات جديدة حول الضمور البقعي لكبار السن قد تساهم في العلاج

ويعتبر مرض "الجلوكوما" أحد الأمراض المستعصية التي تصيب عضلة العين وتؤدي إلى فقدان جزئي أو كلي للرؤية لدى 80 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وقد تنتج الإصابة بهذا المرض نتيجة لوجود عوامل الخطر الرئيسية الثلاثة وهي العمر وارتفاع ضغط العين والاستعداد الوراثي، وتستهدف استراتيجيات العلاج الوحيدة المتاحة حاليًا استخدام قطرات العين أو الجراحة،وقد يشكل هذا المرض خطر الإصابة بالعمى في عين واحدة بنسبة مرتفعة.

وكشفت دراسة جديدة الآن عن وجود صلة بين الاضطراب الأيضي في الخلايا العقدية للشبكية ( الخلايا العصبية في الشبكية التي تشكل محاورها العصب البصري) وارتفاع ضغط العين، وقد وجد الباحثون في نماذج حيوانية عدم قدرة الخلايا على تحويل الجلوكوز إلى مركبات البيروفات.

 ويقول "بيت ويليامز" رئيس مجموعة البحث في قسم علم الأعصاب السريري في معهد كارولينسكا،  الهدف الأول من هذه الدراسة هو توضيح كيف يرتبط الجلوكوما باضطراب التمثيل الغذائي في هذه الخلايا، وبشكل أكثر تحديدًا أظهرنا أن هناك ارتباطًا بين ارتفاع ضغط العين وانخفاض مستويات البيروفات وعندما استخدمنا مكمل البيروفات كان له تأثير وقائي في كل من النماذج الحيوانية والخلوية.

وتابع"ويليامز"، نحن بحاجة إلى استكشاف هذه الصلة عن كثب ومعرفة ما إذا كانت تنطبق على البشر أيضًا، ونريد التركيز على المواد الرخيصة والمتاحة بسهولة والمكملات الغذائية القادرة على استكمال طرق العلاج الحالية للجلوكوما.

كما درس الباحثون العلاقة بين تنظيم بروتين " mTOR"  المسؤول عن التمثيل الغذائي الخلوي، وتوضح نتائجهم قدرة مثبط "mTOR-rapamycin" المعتمد لأمراض أخرى في  حماية الخلايا العقدية في شبكية العين، وأجريت الدراسة على نماذج القوارض بالاعتماد على تسلسل الحمض النووي الريبي وعملية الأيض لتحديد التغيرات في خلايا العقدة الشبكية.