سينتيا خليفة: “وادي الجن” فريد من نوعه بالوطن العربي.. ولا أشعر بالغربة في مصر (حوار)
“الجيد ليس كافيًا إذا كان الأفضل ممكنًا”.. استطاعت الفنانة اللبنانية سينتيا خليفة، تطبيق تلك المقولة في حياتها، وبالرغم من بدئها المشوار في سن مبكرة وهي في المرحلة الابتدائية، لكنها لم تعتمد فقط على موهبتها، بل طوقتها بدراسة الإخراج والتمثيل، ولم يقتصر مشوارها على التمثيل، لكن كانت من أصغر المذيعات في التليفزيون اللبناني وهي في السابعة عشرة من عمرها، وعندما قررت توظيف طموحها الكبير بعد صقله بالدراسة، جاءت إلى مصر وبدأت أعمالها ببطولات مشتركة، آخرها كان مسلسل “وادي الجن” الذي عُرضت حلقته الأولى لأول مرة بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ42، في سابقة لم تحدث من قبل، وحظي “القاهرة 24” بحوار مع سينتيا لتحدثنا عن نجاحها بالفترة الماضي.
حدثينا عن شعورك ومسلسل “وادي الجن” يُعرض لأول مرة بمهرجان القاهرة السينمائي؟
أنا فخورة بهذا وشرف لنا عرضه بشكل استثنائي بمهرجان القاهرة، وعادةً أنا بخاف أحضر العروض الخاصة لأعمالي وبفضّل ألا أحضرها، ولكن أثق كثيرًا بالمنسقين وبرئيس المهرجان محمد حفظي، وأعلم أنه إذا لم يكن بنفس مستوى الأفلام المنافسة بالمهرجان لن يُعرض، وأنتظر بفارغ الصبر عرض المسلسل وأتابع آراء الناس عنه.
ما هو دورك بالمسلسل؟
أجسد شخصية فتاة تدعى “هند” وهي أميرة في العالم الخيالي عام 1700، حيث إن المسلسل منقسم لعالمين الأول واقعي والثاني خيالي، وهي فتاة محاربة وتعيش بين الرجال، وحامية ومسئولة عن قبيلتها، وبنفس الوقت تقع في قصة حب من خلالها تظهر المشاعر الجياشة والحنان، بمعنى يظهر الجزء الحساس من المرأة، وذلك هو التحدي في كيفية المزج بين المرأة التي توصف بـ “100 راجل” والجانب الأنثوي، وتلك هي رسالة الشخصية.
سينتيا من كواليس “وادي الجن”
كيف كانت تحضيراتك للشخصية؟
شاهدت وتابعت عدة مسلسلات خيالية وبها شخصيات مُركبة، ولم أستطع رؤية الشخصية الخاصة بي في الشارع أو أصدقائي كي أدرس طبيعتها، لأنها شخصية خيالية، فكان من الصعب تخيلها.
ما هي الصعاب التي واجهِها خلال تصوير المسلسل؟
أماكن التصوير كانت صعبة كثيرًا، وأيضًا استغرق التصوير الكثير من الوقت، بالإضافة إلى الجرافيكس لأنه من الصعب تخيل أشياء غير موجودة، فتطلب منا المسلسل مجهودًا كبيرًا، ويعد المسلسل هو الأول من نوعه بالوطن العربي فلم يتم تنفيذ عمل مثله.
كيف تعاملتم مع فيروس كورونا أثناء التصوير؟
بالفترة الأولى من انتشار الفيروس كانت صعبة، وأصبحنا في حالة ارتباك من الوضع الجديد، فكان هناك عدد من الفريق لا يحضر الاجتماعات الخاصة بالتحضيرات خوفًا من التجمعات، ولم نستطع العمل براحة، لذا توقف المسلسل، وبفترة هدوء الجائحة تعودنا على الوضع تحديدًا بمرور شهر يونيو الماضي، استكملنا التحضيرات مرة أخرى وأخذنا احتياطاتنا، كما أن هناك إصابات بالفيروس من “الكاست”، أنا منهم.
سينتيا من كواليس “وادي الجن”
حدثينا عن فترة إصابتك بفيروس كورونا؟
لم تكن التجربة صعبة، لأنه أنا مَن قررت عدم تصعيبها، وتجاهله وعدم التفكير به، ويجب علينا ألا نضغط على أنفسنا بمعرفة كافة التفاصيل ومتابعة مؤشرات الإصابات، لأنه سيضعنا بضغط نفسي كبير، وكان أمامي حلان، الأول هو التفكير بوفاتي إثر الإصابة مثل كثيرين، والثاني هو تجاهل الموضوع وإلهائي بالأعمال المنزلية لمدة أسبوعين، واختارت الحل الثاني، لهذا مرت فترة الإصابة بشكل أسهل، لأنه إذا كان المرض بسيط أو خبيث وفكرنا به كثيرًا سوف يؤدي إلى وفاتنا.
هل ترين أن المنصات الإلكترونية ستسحب البساط من التليفزيون؟
أكيد، لأن هذا ما تم في العالم الغربي، وما يُعرض عليّ حاليًا بنسبة 80% أعمال لمنصات، والميزة بالمنصات أنها خلقت تحديًا كبيرًا للسوق العربي لمنافسة السوق الغربي، فذلك ما يؤدي لارتفاع مستوى الإنتاج والكتابة بالإضافة إلى وجود التنوع بالموضوعات وإعطاء فرص لوجوه جديدة.
حدثينا عن تجربتك بمسلسل “نمرة اتننين”.
شرف لي المشاركة بالصناعة المصرية بمثل ذاك العمل مع آسر ياسين وأروى جودة والمخرج هاني خليفة، وتطلب مني الدور إتقان اللهجة المصرية، وكانت اللهجة ضعيفة لديّ، فمثلًا إذا التحضيرات لمشهد باللغة العربية يستغرق يومين، استغرقت معي اللهجة المصرية خمسة أيام، وساعدني في ذلك المخرج هاني خليفة وآسر ياسين، فهو من الممثلين الذين يهتمون بمساعدة مَن حوله ويسير بنظرية “أنت لو منجحتش المشهد هيفشل والمسلسل كله”.
كيف عُدتِ لمصر وللفن بتلك القوة؟
توجهت منذ عامين إلى فرنسا لدراسة التمثيل مرة أخرى، وشاركت بالتمثيل هناك في مسلسلين، وقررت العودة للوطن لأنني شعرت بالغربة كثيرًا، وفكرت بكيفية توظيف طموحي الكبير فخطر ببالي العودة للبنان ولكن لبنان صغير وأنا أريد أن أكبر، فقررت السفر إلى مصر كما أن هنا لديّ العديد من الأصدقاء وأنا أحب الفن المصري، فاتخذت قراري وتوجهت إلى مصر. وبفترة فيروس كورونا لم أستطع السفر وعَلقت بمصر فتعلمت اللهجة وكونت أصدقاء أكثر وشعرت حالي ببيتي وسط عائلتي، فلم أشعر بالغُربة، وذلك أعطاني تحديا كبيرا بتقديم أعمال جيدة ترد جميل فتح المصريين أبوابهم وثقتهم بي.
مَن الذي ساعدك في العودة للفن بتلك القوة؟
مديرة أعمالي سيزا زايد فهي تعمل بالمهنة وصديقتي منذ زمن، وممنونة أيضًا لشركة “I production”، وآسر ياسين، ولكثير من الناس الذين دعموني.
لفتت الأنظار وهي في الـ11 من عمرها.. من هي سينتيا خليفة صاحبة “أغرب إطلالة” اليوم في “الجونة السينمائي”؟
تم تصنيفك كأجرأ إطلالة بمهرجان الجونة.. هل تعمدتِ تلك الإثارة؟
لا لم أقصد ذلك، لأنه لا أعرف كيف كونه جريئًا من وجهة نظر المصريين، ومن الضروري فهم شيء مهم، ألا وهو أنني شخصية كانت تعيش في باريس ولبنانية الجنسية، وتعد إطلالتي والفاشون شيء عادي ليس بالضجة التي حدثت بمصر، ولكن على قد ما مصر ولبنان بيشبهوا بعض هناك بعض إلا أن هناك اختلافات، مثل الاختلاف بالموسيقى، واتضح أنه شيء غير معتمد ومعروف هنا، فأنا لم أتعمد الجرأة ولا أحب جذب الأنظار، وكان الهدف من الجونة هو اللعب بشخصيات مختلفة من خلال الإطلالات على “ريد كاربت”، فارتديت تارة فستانًا وتارة أخرى بدلة وتارة ثالثة جينز، وإذا نحن كفنانين لم نلعب تلك الشخصيات مَن الذي سيؤديها غيرنا؟
أستكررين تلك الإطلالة مرة أخرى وتظهرين بالشكل الجريء؟
ردت مازحةً، أنا اليوم مرتديةً بدلة أيضًا، ولكن لا أعلم إذا كانت ستتكرر أم لا فأنا لا أتعمد الإثارة أو الظهور بالشكل الجريء كما يقال.
هل انضممت بالفعل لمسلسل “عش الدبابير”؟
لا تلك شائعة ليس أكثر، هو بالفعل عُرض عليّ المسلسل، ولكن كان التصوير حينها في لبنان ولم أستطع السفر.
ماذا عن أعمالك الجديدة؟
هناك عملان دراميان، الأول سيكون على منصة “شاهد” وهو عمل لبناني، بتمنى يغير من مسيرتي الفنية وانتقل لمكانة أخرى، والثاني هو عمل مصري سيشارك بالموسم الرمضاني، فأنا لن أفوت الموسم الرمضاني بمصر، وخاصةً بعدما عشت هنا فترة طويلة.
ولمشاهدة اللقاء كامل: