سيد بدرية لـ القاهرة”24″: “تامر حسني كذاب وحسام حسن خسارة في إدارة المصري” (حوار)
كغيره من أبناء وطنه مصر هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملا آمالا وأحلاما، لفتى عشريني عشق الفن وأهله وظهر ولعه بالسينما منذ نعومة أظافره ، حتى وصل الحال بالعاملين بدور السينما بمدينته بورسعيد إلى مساعدته على مشاهدة الأفلام دون نظير مالى، نظرا لحالته المادية التى لم تسعفه على دراسة عشقه الأول ، فاضطر إلى الإلتحاق باحد المعاهد التى حصل منها على درجة الدبلوم الفنى الصناعى ، رغم تفوقه العلمى الواضح والذى بدى جليا بعد أن أهله مجموعه الى دراسة الهندسة من المعهد لكنه اختار السفر باحثا عن حلمه، واتجه قاصدا هوليود، لكن محطات أمريكا بلد الأحلام لم تكن سهله، اضطرت صاحب الموهبة الى العمل فى اكثر من مجال خلال دراسته المسرح والتمثيل بإحدى جامعات بوسطن ثم منها انتقل إلى دراسة السينما بأكاديمية الفنون بنيويورك والتى استطاع أن يستثمر دراسته بها فى بناء علاقات فنية جادة نقلته إلى كاليفورنيا ليعمل كمساعد مخرج بهوليود وهنا بدأت قصته فى معاصرة ومشاركة أهم نجوم السينما الامريكية.
وظهر فى أفلام منها الرجل الحديدي و (ستار جيت) وأفلام لآل باتشينو و جورج كلوني و مات ديمين، ولم تكن موهبة وحدها هى الطاغية على شخصيته الفنية، بل أن مزجه فى الحديث بين اللغة الانجليزية وطريقة اهل بورسعيد فى التحدث ، ميزته عن غيره وجعلت منه شخصية غير إعتيادية للمخرجين بأرض الفن، ويقول هو الطريق لهوليود لم يكن سهلا لكنه لم يكن آيضا مستحيلا.
ألتقى “القاهرة 24” بالفنان المصرى “سيد بدرية” فى حوار كشف فيه عن رؤيته لعدد من الأمور التى شغلت الرأى العام المصرى فى الفترة الاخيرة، والتى تنوعت بين الفن والرياضة والشأن العام .
وعن مهرجان الجونة السينمائي وبعد ظهور بعض الفنانات بصورة غير لائقة قال أن حالة الفراغ بالفن المصرى جعلت من بعض الفنانات ينتظرن مثل هذه المهرجانات للظهور، ولفت الانظار إليهم بعد حالة الركود التى شابتهم طيلة العام رغم تقديمهم بعض الأعمال الفنية ، كما أنه أشار إلى أن ظهور الفنانه رانيا يوسف بفستانها المثير للجدل جاء لغيابها الواضح عن الساحة خلال العام واستعدادها لعمل فنى سيتم طرحه خلال الشهر القادم، لذلك ظهرت هى بإطلالة مقصود منها إثارة الصحف تجاهها، تكون هى فيه الرابح الأكبر وتستطيع تسويق منتجها الفنى بشكل أوسع بعد حالة من الإفلاس الجماهيرى والفنى ودلل على ذلك بأن معظم نجوم مصر لا يتحدثون في هذه المهرجانات عن السينما والفن وتطويره ويكتفون بالتصوير وإحداث البلبلة المصطنعة.
وعن سؤاله بشأن رؤيته لحالة السوق الفنى المصرى فى الفترة الحالية قال ان معظم اهل الفن بمصر يفتقدون الانتماء للمهنة وان معظم الافلام المصرية المنتجة فى السنوات الاخيرة تصنفها امريكا بالمستوى الثالث اى ما يطلق عليه افلام بير السلم ، مشيرا الى ان بعض البلدان المجاورة لمصر تفوقت عليها فنية كفلسطين ولبنان وسوريا رغم ان هذه البلدان بالنسبة للتاريخ الفنى المصرى هى يلدان ناشئة ، مشيرا الى ان ظاهرة الشللية فى اوساط الفن النصرى اضعفت كثيرا من مستواه وادخلت من لا قيمة وكوهبة له ضمن حزم النجوم كأبناء الفنانين وغيرهم .
أما بشأن العروض التى تلقاها للعمل فى مصر، قال انه رفض عرضا للعمل مع الفنانة اسعاد يونس مبررا ذلك بأنه عمل منذ بدايته فى هوليود وأعتاد على هذا النظام ورأى أن طريقة التعامل بالفن المصرى غير إحترافيه ففضل عدم الزج بأسمه فيه، إضافة إلى الضعف الواضح فى طرق كتابة السيناريو الأمر الذى ساهم فى ضعف مستوى الأفلام المقدمة.
كما أعرب صاحب أكبر مشاركة مصرية بالسينما الأمريكية عن حزنه الشديد بشأن تعامل الدولة مع وفاة الفنان الراحل عمر الشريف، حيث رأى أنه كان بمقدور مصر أن تدعو نجوم العالم لحضور الجنازة وأنه رأى بنفسه تصدر خبر وفاة عمر الشريف لمعظم الصحف والقنوات الأمريكية.
وعن تدخل الأمراء العرب في الحياة الفنية المصرية يرى سيد بدرية أن الفن المصرى قد تم سرقته بعد دخول بعض أمراء العرب ومنهم الوليد بن طلال مجال صناعة السينما واستحواذهم عليه، معربا عن حزنه من ظهور بعض الأوجه العربية الجديدة على الساحة الرياضية والفنية والمصرية خلال الفترة الاخيرة.
وأما عن تدخل تركي آل الشيخ في الحياة المصرية الغنائية قال إنه ساهم فى افساد الذوق الفنى بكتاباته الشعرية لبعض الفنانين وأهمهم الفنان عمرو دياب، مشيرا إلى آنه لم يندهش من أن الفنان البورسعيدى الأصل حينما سمح لنفسه أن يؤدى بعض الكلمات الركيكة حسب وصفه مجاملة منه لتركى آل شيخ ، مشيرا إلى إنه يرى عمرو دياب يتعامل مع الفن كرجل اعمال وليس كفنان لذلك كان من الطبيعى يغنى لمن يدفع اكثر .
واستكمالا لحديثه عن المستشار تركى ال شيخ قال، كنا قديما نصدر الفن والعلم للخليج، والآن هم يصدرون لنا فنهم ، كنا قديما نصدر لهم الافلام والاغنيات الراقية والآن لم ناخذ منهم سوى الجلباب والعمامة فى إشارة منه الى التراجع الواضح للفن المصرى الذى أدى الى تواجد من يتحكمون بالمال حسب وصفه.
وعن واقعة بصمة الفنان تامر حسنى بهوليود جدد مهاجمته له، حيث قال الواقعة مزيفه وأن السينما الأمريكية لم تفتش عن فنان مصرى بعد عمر الشريف أما الباقى فلم يستطيع الوصول إلى شئ ، كما قال أن بعض الأعمال الفنية المصرية جيدة لكنها غير مكتملة ، بالإضافة إلى اختفاء نجاح بعض النجوم القدامى وعلى رأسهم الفنان عادل امام.
وتحدث بدرية عن حبه للنادي المصري واستقالة حسام حسن ، قائلا: ” أرى حسام حسن على حق فى قراره، وإدارة المصري هى من تسببت فى استقالته لما تعرض اليه من ضغوطات واسعة فى الوقت الذى افتقد فيه النادى للعوامل المادية “، وأشار لعلمه من خلال الميديا بواقعة النوايا المعلنة من بعض أعضاء البرلمان من تمرير قانون لتصدير قطط وكلاب الشوارع ، معربا عن حزنه الشديد لذلك فى عبارة قصيرة يراها هو قائلا “لما بطلنا نصدر القطن اتجهنا الى تصدير الكلاب”.
واختتم حديثه للقاهرة 24 برسالة وجهها للمغتربين المصريين بالخارج حثهم فيها على المثابرة من أجل تحقيق أحلامهم وعدم الاستسلام لما يواهونه من ضغوطات.