الأطباء المصريون بالخارج في أزمة بعد قرار إيقاف الإجازات: “تدمير لحياتنا.. وبندفع التأمينات بالدولار”
على مدار الأيام الماضية، أثارت تعليمات وزارة الصحة والسكان الأخيرة بشأن إيقاف الإجازات غير الوجوبية للأطباء، مخاوف العديد منهم، الأمر الذي وصفوه بأنه يجعلهم واقفين مكتوفي الأيدي أمام ذلك القرار.
وتواصل “القاهرة 24” مع العديد من الأطباء، الذين قالوا إن هذا القرار هو الحديث اليومي بينهم حاليًا، حيث يدور في أذهانهم العديد من الأسئلة التي لا يعرفون إجابتها، مؤكدين على متابعتهم لمستجدات هذا القرار لحين إشعار آخر، كي يعرفون ما هو القرار الامثل لهم، هل سيعودون مصر؟ أم يفضلوا تقديم استقالتهم للحكومة والبقاء في الخارج؟.
من جانبه، أكد حسام موسى، صيدلي يعمل بدولة السعودية، أنه في شهر فبراير لهذا العام، أصدرت الوزارة قرار لجميع مديريات الشئون الصحية بالمحافظات، بالموافقة على إجازة فقط الصيادلة وأطباء الأسنان بالخارج أو تجديدها دون اشتراطات أو التقيد بمدة معينة.
وأوضح موسى أن قرار التجديد تم العمل به في ظل جائحة كورونا، وفي شهر نوفمبر ظهرت تأشيرات لجميع المديريات بمنع تجديد الإجازات غير الوجوبية للجميع، مُتسائلًا: “لماذا تحتاج إلينا الوزارة الآن؟ ولماذا سمحت بالإجازات من البداية ومن ثم توقفها؟، وهل سيتم تطبيق القرار بأثر رجعي؟”، مُشيرًا إلى استفادة الدولة من التأمينات التي يدفعونها بالدولار أثناء التجديد باعتبارها عملة صعبة، وباستمرارهم بالخارج سيتم فصلهم من الحكومة وسيفقدون المبالغ التأمينية.
واختتم حديثه أن أكثر المضرورين بهذا القرار هم الصيادلة، أسنان وفنيين، لافتًا إلى أن عددهم كبير وهو الأمر الذي جعل الوزارة تقوم بتعيين الدفعات الجديدة بعد شق الأنفس، متسائلًا: “يعني مش محتاجنا، طب أيه لزمته وقف الإجازات، ده تدمير لحياتنا واحنا ورانا التزامات في مصر”.
وفي سياق متصل، قال طه المغربي، صيدلي يعمل في دولة الإمارات، إن معاد تجديده كان في شهر سبتمبر، وبعدما جهز جميع أوراقه رفضت محافظة الجيزة تجديد الإجازة له، مؤكدًا على نزوله مصر ومحاولته لمدة شهرين ولكنه وصف جميع المحاولات بجملة “مافيش فايدة”.
الاستقالة أبرز الخيارات.. قرار “الصحة” برفض تمديد الإجازة يضع 50 ألف طبيب في ورطة
وأضاف أنه وبالرغم من حصوله على موافقة من مكتب الوزيرة للتجديد إلا أن وكيل الوزراة كتب عليها مرفوض، مُشيرًا إلى أن المهلة الأخيرة التي سمحت بها جهة عمله في الإمارات ستنتهي يوم 5 ديسمبر، ومؤكدًا أنه في حالة ثبات الأمر كما هو عليه سوف يلجأ إلى الإنقطاع والسفر.
بدوره، قال الدكتور إبراهيم زيات، عضو نقابة الأطباء، إن النقابة تعلم أن من يعمل بالخارج يتقاضى عشرة أضعاف مرتبه بمصر على الأقل، وهو بالطبع قد وضع خطط مدة بقاءه بالخارج بناء على احتياجاته واحتياجات أسرته الضرورية، وبالتالي فلن يغير هذه الخطط خوفًا من عدم تجديد الإجازة.
وأضاف الزيات، في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أن الغالبية العظمى سيتقدمون باستقالتهم أو ينقطعون عن العمل، مُشيرًا إلى أن النتيجة المتوقعة لعدم تجديد اجازته هى عدم عودته من الخارج، ومؤكدًا في حديثه أن منع إجازات الأطباء لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا ويؤدى لمزيد من الاستقالات والهجرة للخارج.
فيما سرد الصيدلي شادي راضي، معاناته بسبب هذا القرار، قائلًا: “القرار مفاجئ وغير مفهوم ووضعنا في ورطة كبيرة”، مؤكدًا على رفض تجديد إجازته من قبل محافظة الغربية، منتظرًا نتائج اجتماع نقيب صيادلة الغربية مع وكيل وزارة الصحة، بحسب ما قاله له زملائه الذين على تواصل معه.
وبين ارتباطه بعقود عمل وشروط جزائية وصفها بـ”الصعبة” من قبل جهات العمل في السعودية، وهو الأمر الذي يُسبب له أزمة، حيث يعمل هناك ما يقرب من 9 سنوات.