آلام الموبيليا.. كيف أصبح الأثاث أحد ضحايا كورونا؟ (فيديو)
أيام صعبة يعايشها محمد تركي صاحب معرض موبيليا بمنطقة المناصرة، بسبب ركود عمليات البيع والشراء بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في مارس الماضي، منتظرًا انتهاء الأزمة لعودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى.
تركي الذي يقع معرضه في منطقة المناصرة، أحد الأماكن الشهيرة لبيع الموبليا، يؤكد تعرضه لخسائر كبيرة بسبب هذا الركود الذي ما زال مستمرًا رغم انخفاض أعداد الإصابات بالفيروس، لكنه في نفس الوقت أبدى مخاوفه من الحديث حول وجود موجة ثانية من الفيروس خلال الأيام المقبلة.
ويواجه العشرات من العاملين في صناعة الأثاث وأصحاب المحلات أيضا أزمة كبيرة، فتركي ليس الوحيد الذي يواجه ركودًا في عمليات البيع والشراء في صناعة تعد من أقدم الصناعات التي عرفها المصريون وبرعوا فيها بشكل غير مسبوق.
محمد تركي أضاف في حديثه لـ”القاهرة 24″، أن عملية بيع الاثاث في ركود كبير بسبب ما شهدته الدول من فيروس كورونا لانها عملت علي حجب العديد من العملاء علي النزول والشراء، فهي أصبحت العامل الرئيسي التي تسبب في الركود التجاري الذي ضرب تجارة الموبيليا، ولكن نحاول التئقلم على الوضع الجديد بجانب الالتزام بالقواعد الصحية والتباعد الاجتماعي في التعامل مع الزبائن حفاظا على صحتنا ومنعا لانتشار العدوي.
شكوى من صناع الأثاث لوزير الإنتاج الحربي: الصناعة تتعرض للخطر وإهدار المال العام في دمياط (مستندات)
وحول تأثير الحظر الذي فرض في مارس الماضي أكد أن مواعيد الحظر والإغلاق لا تؤثر بشكل كبير، وكانوا يغلقون في هذا التوقيت، وعملت الحكومة على مراعاة عدم توقف عملية البيع والشراء، متابعًا: “ونجد الكثير من الدول تغلق في مواعيد محددة ومع ذلك تحقق عائدا اقتصاديا كبيرا وخلال الفترة المقبلة سوف نجد انفراجة كبيرة على عملية بيع قطاع الأثاث حتى لا يتعرض التجار إلى خسائر في البيع”.
وفي جواره يجلس عادل البسكويتي، الذى يبلغ من العمر 65 عاما، وكبير تجار منطقة المناصرة، الذى يشكو من أن أزمة فيروس كورونا أثرت كثيرًا على عمليات البيع والشراء.
وأضاف: “فترة الحظر وأثناء مارس الماضي أثرت على عدد كبير من القطاعات التجارية ولكن الآن نعمل على تخفيض الأسعار لأن العميل ينزل إلى الشراء بإمكانيات محدودة”.
وخلال جولة في شوارع منطقة المناصرة التي تعد من أهم أماكن بيع الموبيليا وجدنا حركة البيع والشراء قليلة، ويجلس أصحاب المعارض يبحثون عن العملاء، ومنهم من يقوم بتخفيض السعر بشكل كبير لكي يجذب العملاء.
ووجدنا هاني عفيفي، تاجر موبيليا بمنطقة المناصرة، الذي يشعر بحزن شديد بسبب تعرضه لخسائر متعددة عقب أزمة فيروس كورونا مما أدى إلى خسائر كبيرة لدى التجار.
هانى عفيفي أكد أن خلال فترة الحظر منذ شهر إبريل الماضي أن العميل كان ينزل إلى السوق ويقوم بالشراء في المواعيد المحددة ولكن نسبة المبيعات كانت لا تتعدى 40%، ولكن خلال هذه الأيام نجد ضعفًا كبيرًا في البيع وفي هذا التوقيت كل عام تقل حركة البيع والشراء.
وعملت أزمة فيروس كورونا على ضرب قطاع تجارة بيع الموبيليا وتوقف عملية البيع لفترة تصل إلى شهر، جعلت عددا كبيرا غير قادر على سد احتياجات ظروف الحياة.
ويشكو حسين العمدة، صاحب معرض موبيليا، أنه “منذ دخول فترة الإغلاق وجدنا توقفا لحركة البيع والشراء في قطاع الاثاث، ونتعرض للكثير من خسائر العمل وأصبحنا غير قادرين على تسديد المصاريف والاحتياجات”.
المجلس التصديري: ارتفاع صادرات الأثاث لـ133 مليون دولار في 8 أشهر من 2020
واستكمل: “فترة الإغلاق بسبب كورونا أثرت على عملية البيع والشراء مما أدى إلى تعرضنا لخسائر كبيرة وفي كثير من الأوقات نظل ما بين عشرة أيام إلى شهر بدون بيع ونعمل على تخفيض الأسعار حتى نجذب العميل للشراء”.
رئيس شعبة صناع الأثاث بالغرفة التجارية، سلامة الجحر، أكد لـ”القاهرة 24″ أن صناعة الأثاث مثل القطاعات الصناعية التي تأثرت في الأشهر الأخيرة بكافة الآثار السلبية عقب انتشار فيروس كورونا، وأهمها الأثر الاقتصادي السلبي وتأثرت مبيعات الأثاث خلال هذه الفترة بشكل كبير، وهذا أثر على حجم الإنتاج بالمصانع التي تعتمد على الأثاث المنزلي كجزء أكبر من إنتاجها، مؤكدًا أن قرارات تحديد مواعيد الغلق الأخيرة لا يكون لها أثر إضافي للآثار السلبية الموجودة حيث إنها تقترب من المواعيد المتبعة قبل اتخاذها.