غالية بن علي تكشف عن أحلامها المستقبلية واستقرارها في مصر وكيف استعدت لدور “لبنى” في فيلم “فتوى” (حوار)
حظي فيلم “فتوى” التونسي بجائزة سعد الدين وهبة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40، كما حصد في وقت سابق جائزة “التانيت” الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في الدورة التاسعة والعشرين، من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وحصد بطله أحمد الحفيان على جائزة على جائزة أفضل ممثل، ليُصبح هذا الفيلم حاضرًا بقوة في صدارة الأفلام العربية لهذا العام.
الفيلم إنتاج تونسي/بلجيكي مشترك، ومن بطولة أحمد الحفيان، وغالية بن علي، وسارة الحناشي، ورمزي عزيز، ومحمد ساسي غربال، ومن إخراج محمود بن محمود، ويرصد فكرة صعود التيارات التكفيرية المتطرفة في تونس، وكيف يمكنهم إصدار فتاوى بقتل كل من لا يروق لهم.
فيلم فتوى
“القاهرة 24” إلتقى ببطلة العمل، الفنانة التونسية غالية بن علي، التي كشفت لنا عن كواليس صناعة الفيلم وكيفية أدائها لدور شخصية “لبنى” الناشطة السياسية وعضو البرلمان التونسي الذي قُتل أبنها في ظروف غامضة بعد أن جذبته أفكار التيارات التكفيرية وضمته لتلك الجماعات، كما تكشف لنا عن أحلامها المستقبلية وخريطة حفلاتها الغنائية وعلاقتها بنجوم الفن المصري، كل هذا وأكثر في سياق الحوار التالي:
بداية صفي لنا مشاعرك بعرض فيلم “فتوى” في مصر عبر مهرجان القاهرة السينمائي؟
سعيدة أكثر من المصريين بوجودي في مصر وسعيدة أن تتاح لي الفرصة أن أقدم أعمال في مصر أقدمها بالفعل في الخارج، بالإضافة لتواجد جمهوري في تلك العروض، واحساسي بتقديم تلك العروض هنا عظيم، نظرًا لإعجاب الناس بالفيلم، وأنا فخورة بوجودي ووجود الفيلم التونسي في مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائي.
كيف تم ترشيحك لبطولة “فتوى”؟
المخرج محمود بن محمود هو مخرج كبير وأحد اهم المخرجين في تونس، كما أنه تربطنا صلة قرابة فهو حملني فور ولادتي في بلجيكا وهو كان طالب آنذاك، ولما طلب مني المشاركة في الفيلم قلت له إني موافقة دون قراءة السيناريو، ولكنه طلب مني أن اقرأه لأن الدور صعب، وبعد القراءة وجدت ان دوري يجسد شخصية سياسية وأنا لا أحب السياسة إطلاقًا، فكانت صعبة بالنسبة لي، ولكن أهم شئ بالنسبة لي أن أقضي أكبر وقت كبير مع هذا المخرج، الذي هو موسوعة في كل شئ بالنسبة لي، سواء كان في الدين أو السياسة أو التاريخ، فكنت أرغب في أن أحضر معه التصوير وأتحدث معه كثيرًا.
بالنسبة لي أي تجربة سينمائية هي إضافة لي سوف تعلمني شئ جديد، وكان عندي ثقة كبيرة بالمخرج أنه سيوجهني ويُخرج مني أفضل شئ.
غالية بن علي في حوارها مع “القاهرة 24”
علمنا أنه كان لكي دور في انتاج الفيلم وهذا سبب اختيارك للدور؟
لم يكن لي دور في الإنتاج، ولكن بلجيكا كي تدخل كمنتج لابد أن يكون هناك تقنيين أو ممثلين من بلجيكا، فالمخرج لديه تقنيين تونسيين رائعين، والممثلين ليس من المنطقي أن يكون بلجيكيين فالفيلم يحتاج إلى تونسيين لأداء الادوار، وأنا كنت الحل السحري مع مخرج بلجيكي لإستيفاء شروط الإنتاج، وربما الإنتاج البلجيكي جعله يختارني للمشاركة في الفيلم.
كيف ترين غالية بن علي كممثلة؟
أنا لم أدرس سينما وفي الأربع المرات التي قمت فيهم بالإشتراك في أفلام سينمائية، كنت أقول للمخرج إني لست ممثلة ولا أحفظ النص فأرفض، ولكن بعد مناقشات أوافق.
غالية بن علي في حوارها مع “القاهرة 24”
كيف إذًا تؤدين أدوارك السينمائية وبالتحديد شخصية “لبنى” في فيلم “فتوى”؟
أظل لفترة طويلة أذاكر الشخصية وتظل هي معي حتى بعد إنتهاء الفيلم، فالفيلم قبل الأخير لي ظلت شخصيته معي لمدة 5 أشهر ولم يكن بإستطاعتي التخلص منها، أما تلك المرة ولكوني لدي مشكلة مع شخصية “لبنى” في فيلم “فتوى”، فالأمر أخذ مني شهر ونصف للتحضير، وعشت بشكل كامل في حالة حزن وطيلة الوقت كنت أتخيل طيلة الوقت أن ابني في الحقيقة هو ابني في الفيلم خاصة أن الاثنين في نفس العمر، ولما رأيت الفيلم كنت أقول لنفسي “قد أيه يا غالية عجزتي وحزينة” فكل جسمي تغير وتحول لأني كنت أعيش شخصية لبنى بشكل كامل في حياتي العادية.
تركت منزلي في بلجيكا وذهبت إلى تونس وأقمت في بيت والدتي بمفردي ولم أكن أقابل أي شخص وكنت أشاهد العديد من الأفلام لأتعلم وأدرس كيف يخرج الحزن والغضب، والعاملين بالفيلم كانوا رائعين وساعدوني لأخرج بهذا الشكل.
منّ من الممثلين المصرين ساعدك بفنه في أداء شخصية “لبنى”؟
فنان واحد فقط هو أحمد زكي، أثر علي وساعدني في تقمص الشخصية بشكل كامل، في كل دور يتلون بشخصية الدور ويتقمصها بشكل كامل، كنت اشاهد مشاهده هو فقط في الأفلام وكيف يتلون ويتغير، كنت أشاهده بالبطئ وأتابع حركات وجهه، هو فعلًا رائع.
غالية بن علي في حوارها مع “القاهرة 24”
كيف ترين عملك مع بطل العمل أحمد الحفيان والمخرج محمود بن محمود؟
رائعين جدا، أحمد الحفيان ممثل رائع ويستحق جائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج السينمائية، وحصدنا أحسن فيلم وهي جائزة يستحقها محمود بن محمود، فتكريم هاذين الشخصين في تونس كان مهم جدًا.
جزء كبير من نجاحي كان قائم على الحفيان وكان دائمًا يطمئني ويقول لي دائمًا “الفيلم اللي بنعمله ده جميل” وكنا نسمع أم كلثوم سويًا قبل التصوير وكان يقول نكت لخفض حدة التوتر، حقيقي هو إنسان رائع وسعدت بالتعامل معه، وكل التقنيين في العمل كانوا رائعين فكانت تجربة جميلة من البداية للنهاية.
غالية بن علي شخصية لا تحب السياسة إطلاقًا فكيف قدمتي شخصية سياسية في فيلم “فتوى”؟
أنا خدمت السيناريو والفكرة ورؤية المخرج وأنا شخصيًا لا أتفق مع شخصية لبنى، في الفيلم لبنى عقلانية وكذلك المتطرفين عقلانيين والاثنين يستفذون مشاعرنا، الظلاميين يخاطبون مشاعر الناس فهم يدعون أنهم جند الله بل هم الله أصلًا، لدرجة أنهم يكفرون “لبنى” وهي تقوم بحروب ضدهم، وأنا لست كذلك.
أريد أن أقول أيضًا أنه كان هناك مشهد من المفترض أن يتم تصويره في مجلس النواب التونسي وتم رفض ذلك، سعدت جدًا بذلك الرفض. كنت أعرف أن هذا الكلام سيخرج بشكل أفضل بالصوت، وليس أن يتم تصويره كوني لا اعرف الدخول في مثل هذا الصراع السياسي.
غالية بن علي في حوارها مع “القاهرة 24”
لماذا لا تحبين السياسيين وأغانيكي بها رسائل كثيرة جدًا قد تبدو سياسية؟
انا لا أغني ضد شئ إطلاقًا وأغاني بها رسائل كثيرة ليس مع أحد أو ضد أحد، أغني لأجل روحانياتي ولا أؤمن بشن الحروب إطلاقًا، لذلك لا أتفق مع السياسيين عمومًا لأن السياسيين عقلانيين طيلة الوقت ويعملون على استغلال مشاعرنا، ونحن نحتاج سياسيين أصدق من هذا يحدثونا بعقلنا نحن ومشاعرنا نحن.
تحدثت مع سياسيين كثيرين وكنت لا أعرفهم، وفي مرة تحدثت مع رئيس المانيا سابقًا دون أن أعرفه وكنت أعطيه درس في السياسة وكيف لا أحب السياسيين في عالمنا هذا ولا اتفق معهم.
كيف يمكنك استثمار الغناء في التعبير عن آرائك تلك؟
أود أن أخبرك تركت الجاز ودخلت على المسويقي الأوروبية الكلاسيكية فبدأت أغني الحان تم تأليفها من عام 1600 وأغني بمقام عربي على تلك الألحان، وأتعامل معها بالاحساس كوني مؤمنة ان الاحساس ليس له ثقافة معينة ولا دين معين، وهذا الاختيار معناه اننا ابحث عن الاشياء التي تجمعنا وهي اكثر من تلك التي تفرقنا وهذه أداة قوية أيضًا.
حدثينا عن علاقتك بالفنانين العرب وخاصة المصريين؟
في عام 1999 كان أول فيلم لي ولهند صبري وكنا اخوة في العمل وأستمرت تلك الأخوة حتى الأن كون هند ليس لها اخوة واتمنى أن تجمعنا تجربة أخرى.
الأستاذة ليلى علوي شخصية في منتهى الجمال، تعرفت عليها في مسلسل فرح ليلى وجمعنا يومين تصوير فقط. عزمتني على عيد ميلادها ورأتني في تونس صدفة وعاتبتني كوني آتي إلى مصر ولا أكلمها، أنا أحبها جدًا.
من أحلامي أن ألتقى بعادل إمام ولو لمرة في حياتي، أما ظافر العابدين فأعرفه جيدًا وهو شخصية جميلة ومحترمة، وأتمنى أن أعمل مع المخرج خالد أبو حجر، وأعرف لو عملنا فيلم سويًا سيكون الفيلم كوميدي بشكل كبير.
غالية بن علي في حوارها مع “القاهرة 24”
لماذا لم تغني غالية بن علي في أفلامها وبالتحديد في فيلم “فتوى”؟
لم أغني في الافلام لأن الدور يحكم، حتى فيلم “على حلة عيني” طُلب مني اغني مقطع صغير فقط ولم أستطع، لأن الدور حكم بذلك، في فتوى اعجبني انه لا يوجد موسيقى، فالفيلم كان عبارة عن حالة صلاة أو حداد، حتى بوجود القرآن او صوت أم كلثوم وليلى مراد، فكانت أصوات تخفف حدة المشاهد فقط، واحيانًا عدم استخدام الموسيقى يخدم العمل.
اكشفي لنا خريطة حفلاتك القادمة؟
لدي حفلات كثير بالخارج ولكن مصر لا أعلم حتى الأن، ومن المفترض أن حفلاتي تكون بشكل أكبر مع الأوبرا لأنها تجمع الناس بشكل كبير بإختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، لكنني أود في آخر العام أن آخذ هدنة للتفكير في كل شئ وإعادة النظر في الكثير من الأشياء. أريد أن أرسم وأكتب وربما أشارك في أفلام.
هل يأتي اليوم وتأخذين قرار إستكمال حياتك في مصر؟
ممكن استكمل حياتي في مصر، فمصر البلد الوحيد التي “الروحانيات فيه عالية جدًا” وأشعر فيه براحة وطاقة جبارة، ولكن بها اشياء كثيرة ربما تمنع وجودي حاليًا.
أنا لست مصرية ومن يعيش في مصر يتلون بلونها وانا لا ارغب في التقيد بأي لون، فأنا أحب بلجيكا وتونس ولا أود أن افقدت لون كل بلد أحبها.
ماذا عن تونس؟
أحب تونس كثيرًا فهي بلدي واحلى ذكرياتي هناك. أنا لدي مكان بتونس روحانياته مثل مصر وهو بيت جدي الذي استرجعته ويوجد في منقطة “مطماطة” بالصحراء وأرغب في تحويله لملتقى الروحانيين، وألا يفرق هذا المكان بين الناس على اساس الدين والعرق والفكر، ويكون مفتوحًا لأي شخص روحه جميلة.